البعد التنموي والإبداعي لجائزة الباحة

لطالما احتل تكريم المتفوقين والبارزين في مجالات عملهم مركزا متقدما في قائمة أولويات واهتمامات علماء الإدارة والفكر الإداري بصورة عامة لتوفر القناعة التامة لديهم بأهمية هذا الجانب في شحذ الهمم والتطلع المستمر لتقديم الأفضل وبث روح المنافسة الشريفة بين العاملين في مختلف بيئات العمل، ولا شك أن لكل ذلك تأصيل واضح في ديننا الإسلامي الحنيف.
إن العنصر البشري في أي منظمة عمل هو العنصر الأبرز الذي يحدد ما الذي سوف تكون عليه هذه المنظمة أو تلك، وما ستحققه من نجاحات وإبداعات وميزة تنافسية تجعلها ثابتة وراسخة في ذهن ووجدان المستفيد من الخدمة لتقول بذلك نحن الأفضل في تقديم الخدمة التي ينشدها المستفيد، من منطلق أن هذا العنصر هو الوحيد الذي لا يمكن استنساخه كبقية الوسائل الأخرى المستخدمة في منظومة العملية الإنتاجية كالتقنية والتجهيزات الأخرى، وكل هذه المفاهيم نجدها واضحة وبارزة في منظمات الأعمال الناجحة – في القطاعين العام والخاص – وعلى رأس اهتمامات إدارتها العليا اعترافا بأهمية العنصر البشري المتميز.
ونحن في هذه المنطقة الجميلة بطبيعتها الساحرة وأهلها الكرام التواقون للعلم والإبداع والتي تقف – بتوفيق الله – على أعتاب نهضة تنموية شاملة بقيادة رائد تنميتها صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، وإيمانا من سموه الكريم بالدور البارز للتكريم والتحفيز، نجد أن لهذه المفاهيم الحظ الأوفر في فكر وقناعة سموه باعتبارها إحدى ركائز تحقيق جملة الرؤى والتطلعات التنموية لهذه المنطقة والتي هي بحاجة لتضافر الجهود وقوة التصميم والعزيمة الصادقة المخلصة وبإدارة السواعد والكوادر الوطنية المتميزة.
لقد جاءت جائزة الباحة للتفوق والإبداع بتوجيه من سمو الأمير مشاري كنقطة انطلاق لبلورة وتكريس أهمية تكريم وتحفيز وتشجيع المتميزين في المجالات الإدارية والبيئية والبحثية والتعليمية والاجتماعية والثقافية وفق عدد من المعايير المحكمة لإتاحة المجال من أمام الجميع للمزيد من الإبداع والعطاء وصولا لأفضل مستوى من الإنتاجية والأداء المتميز ومن خلال المعايير العلمية نستطيع جذب وتفريخ المميزين الذين بهم تستطيع المنظمة تحقيق النجاح المنشود ولعلي أشبه الإنسان الطموح بالبحر العميق الذي كلما ازددت غوصا في أعماقه استخرجت أجمل وأندر وأنفس الالىء وهذا احد ما ترمي إليه أهداف الجائزة الموجه للأداء المتميز في مختلف فروع الجائزة.
اسأل الله جل وعلا أن يجزي سمو الأمير مشاري خير الجزاء على ما حظيت به هذه الجائزة من دعم وتوجيهات كما نسأله سبحانه وتعالى أن يوفق هذه الجائزة لتحقيق الأهداف المنشودة من إقامتها وان يجعل ذلك من روافد التنمية والعطاء والخير لهذه المنطقة وأبنائها انه سميع مجيب والشكر موصول للجنة الرئيسية للجائزة وكافة اللجان الفرعية على ما بذلوه من جهود مشكورة في إطار التحضير والإعداد لإقامتها في هذه الدورة.
وكيل إمارة منطقة الباحة
ورئيس اللجنة الرئيسية للجائزة