اعتذرت مؤخرا جامعة قطر عن تكريم الكاتبة السعودية بدرية البشر والتي كانت قد تلقت دعوة من أحد الأقسام الأدبية بالجامعة لإلقاء محاضرة فيها. جاء القرار بعد الحملة الإلكترونية الشرسة على إحدى روايتها الأدبية وهي رواية "هند والعسكر" والتي وصفتها بالقوى الظلامية التي تبنت "هاش تاق لا لبدرية"، حيث حرصت الجامعة على إلغاء المحاضرة وتأجيلها حتى إشعار آخر. وكانت حجة المعارضين للتكريم والمحاضرة تكمن في محاكمة شخصية طفلة هي بطلة رواية "هند والعسكر" وهي تتحدث عن التربية القاسية التي يتعرض لها الأطفال فيتم تعنيفهم في الحياة وتهديدهم. وعجز معارضو الرواية عن استيعاب مغزاها وما تهدف إليه من نقد، كما نددت الرواية بالتحرش بالأطفال وأشكال قهر المرأة. كما أثار قرار الجامعة مخاوف كبيرة داخل أوساط حقوقية حول الحريات الثقافية في قطر، كما أشار ناشطون إلى أنهم أخطروا منظمة العفو الدولية ومنظمات أخرى مهتمة بحرية الثقافة بالقرار خاصة بعد تلقي الكاتبة دعوة من قسم الأدب الإنجليزي واللسانيات بعد حصولها على جائزة الصحافة العربية لإلقاء محاضرة عن الإعلام الجديد والأخلاق الضرورية للتعامل مع هذه الوسائل الجديدة. وقبل المحاضرة بيوم قامت الجامعة بالاعتذار وكان يجب عليها عدم الاستسلام لهذه الحملة الغوغائية بدلاً من التصدي للكاتبة لأنها بهذا الموقف تفرط بمهابتها العلمية ولأنها إن رضخت هذه المرة لهم فإنها سترضخ مرات عدة. يذكر أن الكاتبة والروائية الدكتورة بدرية البشر والمقيمة في دبي هي أول سيدة تفوز بجائزة القلم الجريء، فئة العامود الصحفي، في الدورة الحادية عشرة لجائزة الصحافة العربية في دبي للعام 2012م، ولها العديد من المقالات المثيرة للجدل إضافة إلى رواية "هند والعسكر" التي أثارت الكثير من الجدل في أوساط المجتمع السعودي والخليجي.