تلك العبارة السابقة في عنوان مقالي هي مبدأ أضعه دائماً نصب عيني و أطبقه في حياتي ,و منذ نعومة أظافري وتلك الجُملة تلفُت انتباهي و اتأملها كلما رأيتها مكتوبة في مكانٍ ما ,فالاحترام سمة نبيلة تحكم العلاقات الإنسانية الراقية و تتحكم بمسارها في الاستمرارية أو الكف عن العطاء. فاحترامك لذاتك واحترامك للناس , سوف يدفعهم ويجبرهم على احترامك كشخص وكإنسان لك وعليك من الحقوق والواجبات ما يجعلك محل التقدير. ومادعاني لكتابة هذه المقدمة الفاضلة التي تحثُ على مكارم الأخلاق ما قرأناه عبر الصُحف عن منع ثلاث سيدات من الدخول إلى فرنسا لأنهن (مُنقبات) ورفضن كشف وجوههن ليتحقق عناصر الأمن من هوياتهن ! مع العلم بأن «قانون منع ارتداء النقاب» على الأراضي الفرنسية قد دخل حيز التنفيذ مُنذ العام الماضي .ولسُت أعلم حقيقةً هل نسُوا أم تناسُوا تلك النقطة عند عزمهم على شد الرحِال ؟! فما قمن به يعد ويعتبر خَرقاً وعدم احترام لقوانين وخصوصيات البلد (فرنسا) وهذا أمر لاترضى به أي حكومة من حكومات العالم ولاتسمح باختراق أنظمتها وعلى الجميع احترام قوانين البلد المُراد التوجة والسفر إليه , وفي حال عدم ملاءمة تلك القوانين لأي كان ووجدها لاتتفق مع عاداتنا وتقاليدنا و(تقاليعه) فمن المفترض عليه عدم الذهاب لتلك الدولة حتى لايضع نفسه في نفس الموقف السخيف الذي كُنْ بِه هولاء السيدات الثلاث (هِي وُهَايِ وهْيه) وهو بالفعل موقف (لايحسدن عليه) ! فتطبيق القوانين والأنظمة فعل حضاري يعكس ثقافة المواطن ومدى وعيه والتزامه بأهمية التنظيم ووجوب الاحترام العام للقوانين ,ويجعل من الفرد شخصاً مُتمدناً ومُتحضراً بعيداً تمام البُعد عن التَخلُف وقانون الغاب وهذا يعتبر مسؤوليته أولاً و اخيراً , وهذا ايضاً يُكسبه «ثقافة احترام القوانين» فيطبقها ويعمل بها فوق أي أرض وتحت أي سماء ,وهي قناعة مُطلقة يجب أن تكون عند كل فرد منا يؤمن بأن احترام القوانين السارية في أي بلاد مطلب ضروري مُساهم في الديموقراطية واحترام حُريات الإنسان وحقوقه في جميع دول العالم. ومن مُنطلق (احَترم تُحترم) أتحدث اليوم , ولا أزعُم بأني مثالية , لكن معاذ الله أن اكون فوضوية , جاهلية , غير مُبالية ! فكل هذه صفات وتصرُفات لن تُكسبنا الاحترام , ولن تجعل منا سوى أفراد جاهليين لا يحتَرِمُون أنفسهم ولا يجب أن (يُحتَرموا) ! وإلى هُنا أنهي حديثي و أختم مقالي بخاتمة فاضلة مجيدة كما كانت مقدمته ,مُتمنية أن لا نقرأ بعد ذلك عن منقبات و لا متبرجات يخترقن القوانين, و أقول إلى (هِي وُهَايِ وهْيه) ريحة الشانزليزية ولا عدمه .. بس (لا تعيدوها). @rzamka [email protected]