الجسور والكباري في مدن العالم المتحضر واجهة حضارية تعكس تقدم تلك المدن، فالمحافظة عليها وتزيينها ووضع المجسمات الجمالية على أطرافها وزراعة الفراغات المحيطة بها بأنواع من الشجيرات التي تعطي انطباعاً جماليّاً، تلك الكباري والجسور من أوليات أمانات تلك المدن. الكباري والجسور في مدن العالم معالم حضارية الاّ كوبري المنصور بمكة وهي في الحقيقة جسر ممتد يربط طرفي شارع أم القرى ولكنه سمي مجازاً بكوبري المنصور وهو أقدم كوبري بمكة. هذا الكوبري أو الجسر معلم للتخلف ومظلة دائمة للمتشردين في سوق مفتوحة كل جمعة لمن هبّ ودبّ يتبضع من بضائع إما مسروقة أو مجموعة من ملابس متنوعة حصيلة صدقات او خردوات رديئة، وما بين تلك وهذه الله أعلم بما يباع. كوبري المنصور اصبح ظاهرة سيئة وفندقاً مفتوحاً في الهواء الطلق يمرح فيه عدد غير قليل من متخلفي الحج والعمرة وخليط عجيب من الرجال والنساء من جنسيات مختلفة، حققوا أهدافهم من عمل شريف تكسبوا من خلاله او جرائم ارتكبوها قيدت ضد مجهول. هذا الفندق المجاني المطل على شارعين افرز قلقاً أمنيا وظاهرة أخلاقية غير مرغوب فيها وبيئة موبوءة غير صحيحة وغياب عمليات التحسين لهذا الجسر والنظافة من قبل أمانة العاصمة زاده بؤساً وقذارة والدليل على ذلك هو وجود الكم الهائل من النسوة الافريقيات ونثر حبوب القمح على بلاطات الجسر بعد بيعها لركاب السيارات وهن يرددن "حمام مكة بركة بركة". الرقابة مفقودة تحت هذا الجسر والصورة مزعجة والمسؤولية لا تخص إدارة واحدة، فإلى متى ينتظر هذا الجسر والمعلم من ينتشله من فوضوية المنظر بدلاً من أن يبقى هكذا بؤرة يعشش فيها خليط آدمي وجد راحته في فندق مجاني على شارعين؟