احتجت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بشدة على مزاعم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي اتهم فيها السعودية بتشجيع الإرهاب في بلاده، فاستدعت أبوظبي سفير بغداد لديها وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، فيما استنكرت البحرين تصريحات المالكي ووصفتها بأنها «غير مسؤولة». واستدعى وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش أمس (الأربعاء) السفير العراقي لدى الإمارات موفق مهدي عبودي، وسلمه مذكرة تستنكر فيها بلاده تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومزاعمه بدعم السعودية للإرهاب. وقال قرقاش - بحسب وكالة الأنباء الإماراتية -: «إن هذه التصريحات عارية عن الصحة، ولا تستند إلى تقويم صحيح للوضع في المنطقة في ما يتعلق بالإرهاب، وبخاصة أن المملكة تقوم بدور بارز في مكافحة الإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة». وأكد أن «الإمارات ومن واقع التزامها ونشاطها في التصدي لآفة الإرهاب تقدّر بالغ التقدير إسهامات السعودية في هذا الجانب، وتثمّن سياساتها ومبادراتها العملية الساعية لاجتثاث ظاهرة الإرهاب». وفي المنامة، استنكرت البحرين بشدة تصريحات المالكي حول السعودية، واعتبرتها غير مسؤولة وتتنافى مع مبادئ الأخوة وحسن الجوار، لما تضمنته من اتهامات باطلة لا أساس لها، وإساءات كبيرة للمملكة الشقيقة ودورها العربي والإقليمي المسؤول. وأشادت مملكة البحرين - طبقاً لوكالة الأنباء البحرينية - بالجهود الكبيرة التي تقوم بها السعودية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومبادراتها المشهودة على المستوى الدولي للقضاء على هذه الظاهرة العالمية غير المقصورة على شعب أو منطقة، وجددت نبذها واستنكارها للإرهاب ورفضها القاطع لأشكاله كافة. إلى ذلك، افتتح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤتمراً في بغداد تحت عنوان «مكافحة الإرهاب» بحضور منظمات دولية وإقليمية، وشدد على أهمية التضامن الدولي في هذه المهمة، مركزاً على خطورة الوضع في سورية، وعلى انتقال الإرهابيين منها إلى باقي الدول. . وفيما قاطع رئيس البرلمان أسامة النجيفي المؤتمر، مؤكداً عدم ثقته بنتائجه، ومتهماً الحكومة بارتكاب «حماقة في الأنبار»، استمرت حال الاحتقان بين أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، و «حزب الدعوة»، بزعامة المالكي، بعد تصريحات أدلى بها الأخير ضد الصدر اعتبرها أنصاره «إهانة لزعيم ديني». وقال المالكي في افتتاح المؤتمر: «إذا لم تتوقف الحرب في سورية سينتقل الإرهاب إلى كل دول المنطقة». وأضاف أن «المعركة في العراق ضد الإرهاب الأعمى الذي لا يفرق بين سني وشيعي هدفه تدمير العراق والبلدان الأخرى». ودعا «البلدان إلى التعاون الأمني والاستخباراتي وتفعيل مذكرات القبض وتجفيف منابع الإرهاب». النجيفي الذي قاطع المؤتمر انتقد المالكي بشدة، وقال أمس في كلمة أمام طلاب في جامعة الموصل (400 كلم شمال بغداد)، إن «الحكومة لم تحسن التعامل مع الأنبار، واتبعت سياسة بنيت على أساس الاتهامات والوشايات والأكاذيب، واتهمت من يطالب بحقه المشروع بأنه إرهابي وينفذ أجندة خارجية، أو أنه يريد إثارة الفتنة». وأضاف أن «الحكومة تصرفت بحماقة واقتحمت ساحة الأنبار واعتقلت النائب أحمد العلواني واستفزت العشائر، التي أُجبر أبناؤها على الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم وامتدت الأزمة إلى الرمادي والفلوجة، وكان دخولاً غريباً غير مفهوم في هذا الوقت، فالحكومة تطارد الجماعات الإرهابية في الصحراء وتم الإمساك بالحدود، وكانت هناك عمليات عسكرية، فكيف دخلت هذه الجماعات المسلحة من سورية». وأكد أنه «بعد شهرين ثبت أن الأوضاع تزداد سوءاً وسيطرة الجيش على الأنبار بدأت تضعف وخرج الكثير من مناطق الأنبار عن سيطرة الحكومة، وما زالت الجماعات الإرهابية موجودة في أماكنها في الفلوجة والرمادي». في غضون ذلك، حاول أنصار الصدر اقتحام مراكز حزب «الدعوة»، تعبيراً عن غضبهم من تصريحات المالكي ضد زعيمهم، حين قال عنه إن «لا قيمة له»، وإنه «لا يفهم في الدستور»، وذلك بعد أسابيع على إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي وحل هيآت تياره. وعلمت «الحياة» أن الصدر غادر إلى قم قبل نحو عشرة أيام، بعدما قرر استئناف دراسته، لكن معلومات من داخل تياره أكدت قرب عودته، بالتزامن مع الانتخابات المقررة نهاية نيسان «أبريل» المقبل.المصدر الحياة