أدخلناه إلى بيوتنا واستقبلناه ورحبنا به أيما ترحيب، استأمناه على حياتنا وأبنائنا وأزواجنا , على صغيرنا وكبيرنا وعلى سرنا وجهرنا فرح الجميع به وتماروا في تدليله وبسطوا له الموائد، وجهزوا له الجديد والفريد ،وبذلوا الغالي والنفيس كأعز ضيف دخل إلى بيوتنا ، وفي غفلة من الجميع.. سرق ذلك الضيف أجمل ما لدينا ، وقطع اليد التي رحبت وصفقت له. نعم ...الضيف السارق هو السناب قائمة ضحاياه تطول ، صحائفه السوداء تنوء بما فيها ، والتهم الموجهة له كل يوم في ازدياد. وها أنا الآن أعرض لكم بعض تلك الصحائف كرسائل موجهة إلى ذلك الضيف السارق الذي طبل له الكثيرون. (فياسناب يا ): كم سرقت من وقت؟ ومن عمر؟ ومن حياة ؟ ألسنا مسؤولون عن ذلك العمر فيما أفنيناه؟ (ويا سناب يا): كم انتهكت من خصوصية؟وكشفت من أستار؟ فلم يعد للبيوت أسرار ولا حرمة فكل ما يحصل فيها على الملأ ، بل يتنافسون في ذلك ناهيك عما يتبع ذلك من ويلات وعثرات. (ويا سناب يا): أوهمتنا أن السعادة في التحرر والحرية والخروج من المنزل في كل حين وتناسينا قول الله عز وجل: (وقررن في بيوتكن). حرصنا على جمعات الأنس والرقص بلا مناسبة ، وفي أي مكان ، حتى أن العزيمة لا تكتمل إلا بتجهيز الأغاني مسبقا ، وفي ليال وأيام مباركة مثل رمضان ، والأشهر الحرم ، وفي الثلث الأخير من الليل ، بات الجميع يتراقص الكبير قبل الصغير أطفالا وشيوخا. وإذا لم تركب تلك الموجة فأنت حتما (نفسية) كما يصفون من لا يتبع قانون القطيع. (يا سناب يا ): سرقت الأنس من كل عائلة ، والأمان النفسي وزرعت الشتات والفرقة واللهاث خلف المتع الزائلة ؛ أصبح الجميع لا يقنع بما لديه ويرى النقص في محيطه والكمال لدى غيره. (ويا سناب يا): أعظم جرائمك تضخيم التافهين والمبتعدين عن الشريعة والعرف وإتخامهم بالمال نظير متابعتنا لهم. (ويا سناب يا) :أنت تتحمل مسؤولية تغيير افكارنا وثقافتنا بل حتى هويتها وأجيالنا القادمة. (ويا سناب يا):يتحمل الأشخاص بسببك كثير من الديون والهموم المالية ، حتى يوفرون لعوائلهم ما بات ضروريا في عرف السنابيين ، من سفر ومولات واستراحات وكافيهات مع أنها من كماليات الحياة ، والله قد قسم الأرزاق بين العباد وكل إنسان ينفق حسب استطاعته. (وياسناب شات يا) : كم .. وكم .. فالقائمة تطول وللرسائل بقية ولنا عودة إذا أراد الله فقط..... الحذر .. من الضيف السارق.