أعرب خبراء في مجال البيئة وسكان مدينة العقبة الأردنية عن خوفهم من أن يتسبب تسرب مياه الصرف الصحي الجاريه من مدينة إيلات الإسرائيلية إلى البحر الأحمر في القضاء على الحياة البحرية في خليج العقبة والبحر الاحمر المطل على عدة دول عربيه وإلحاق أضرار بالصحة العامة. وكان مسؤولون إسرائيليون قاموا في 30 سبتمبر الماضي بإغلاق منطقة الشاطئ بمدينة إيلات التي تبعد حوالي 10 كلم غرب العقبة لمدة يومين كإجراء احتياطي بعد أن نشرت الصحف تقاريرا عن وجود روائح كريهة وطفو بقايا براز على سطح البحر. من جهتهم أفاد مسؤولون أردنيون بأن حوالي 600 متر مكعب من مياه الصرف الصحي تسربت إلى البحر مما أدى بالسلطات إلى منع السباحة في المنطقة. وفي الوقت الذي يصعب فيه التحقق من هذا الرقم ينتاب العقبة الخوف من أن تكون نسبة التلوث أكبر بكثير خصوصاً وأن الروائح الكريهة الصادرة عن البحر أصبحت لا تطاق. وفي هذا السياق قال زكي أحمد،28 عاماً وهو زائر دائم لشواطئ العقبة التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد للأردن توقفت عن الذهاب إلى البحر منذ أسبوع ولقد لاحظت تغير لون مياه البحر وسوء الرائحة...أشعر بالقلق لأنني لن أتمكن من العودة إلى السباحة هناك في وقت قريب . وأفاد صيادون بأنهم لاحظوا بقايا براز تطفو على سطح البحر كما رأوا أسماكاً ميتة وقال أحدهم عرف عن نفسه باسم علي لم أر كثيراً من الأسماك الميتة ولكن من الواضح جداً بأن مياه المجاري سامة بالنسبة للسمك فهي تسبب له الاختناق ثم الموت لا نستطيع فعل أي شيء لتغيير ذلك . وأضاف علي بأن العديد من الناس رحلوا إلى الجنوب للابتعاد عن الشواطئ الشمالية والهروب من التلوث ولكنهم لا يعلمون بأن البراز سيلحق بهم بسبب الرياح . ويعتبر خليج العقبة معرضاً للتلوث البحري والتدهور البيئي بسبب طبيعته شبه المغلقة وبالرغم من تأكيدات الحكومة الأردنية بأن الوضع تحت السيطرة إلا أن الناشطين في المجال البيئي يخشون من أن تتسبب الطبيعة / الهشة / للعقبة ومنطقة الميناء في تسريع التلوث. من جانبه وصف مفوض شؤون البيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور بلال البشير الوضع الحالي بأنه / طبيعي /... وأكد البشير الى // الرأي // أن ما تسرب إلى البحر هو / مياه عادمة وليست مجار من محطة ضخ بعيدة عن شواطئ العقبة . وقال إنه عندما أعلن عن تسربها / تحققنا عبر برنامج رقابي وتبين أن المؤشرات طبيعية للان وأن ما حدث موضوع داخلي والوضع الآن في حالته الطبيعية . وبين ان نوعية المياه على طول الساحل الاردني / طبيعية ولا يوجد أي مؤشرات لمصادر تلوث /، مشيراً الى ان الحيد المرجاني على طول امتداد شاطىء العقبة في وضع ممتاز وجذاب ومستوى النمو جيد ولم يثبت ان هناك أي مستوى تلوث من أي جانب في منطقة خليج العقبة. وفي هذا الإطار أعرب أحمد الكوفحي المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية عن تخوفه من الآثار القريبة والبعيدة الأمد لهذا التسرب على العقبة حيث قال / ان العقبة منطقة حساسة جداً بسبب صغر حجمها وموقعها الجغرافي. فهناك خطر كبير من أن يتسمم الناس والأسماك... إنني قلق من أن تتعرض آلاف الشعب المرجانية للموت وهذه ستكون كارثة بالنسبة للحياة البحرية / وأفاد الكوفحي بأنه متأكد من أن مستويات التلوث أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه خصوصاً في ظل الخرق المستمر للقوانين البيئية. كما أوضح بأن / التسرب الأخير هو فقط واحد من عدة تسربات أخرى / إذا ما أخذنا بالاعتبار حركة الشحن التي زادت من تسرب الزيوت وساهمت في تفاقم المشكلة. // انتهى // 1408 ت م