حذر محافظ القدس ووزير شؤونها عدنان الحسيني، من خطورة تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمخطط سلخ أحياء القدس عن عمقها الذي سيكون من شأنه إخراج ما بين 120 و150 ألف فلسطيني من المدينة، ورسم حدود القدسالشرقيةالمحتلة، وحدودها المعروفة، مؤكدا رفضه لسياسة الضم الإسرائيلية لعاصمة دولة فلسطين الأبدية، ولا بأي خطوة ستكون لها انعكاسات خطيرة على مئات الآلاف من الفلسطينيين في القدس. وأكد الحسيني، في تعقيبه على خطة فصل الأحياء الفلسطينية، أن هذا المخطط يثبت أن هذا الجدار العنصري الذي حاصرت به سلطات الاحتلال مدينة القدس والأراضي الفلسطينية، هو جدار سياسي وليس أمنيًا، كما يحاول الإسرائيليون الادعاء، وأن الهدف منه تنفيذ عملية فصل عنصري بين الفلسطيني والفلسطيني، لغرض تنفيذ مخطط سياسي لتغيير الميزان الديموغرافي بمدينة القدس لصالح أغلبية يهودية قائمة على مصادرة الأراضي وبناء مستوطنات جديدة، خاصة في ظل المعطيات بارتفاع أعداد الفلسطينيين في القدس مقابل انخفاض أعداد اليهود. وأضاف: "يخططون لأن يكون عدد الفلسطينيين في القدسالشرقية بحدود نسبة 12% وليس 34% كما هو عليه الوضع الآن، وهم يسارعون في مخططاتهم، خاصة بعد أن أظهرت دراسات إسرائيلية أن نسبة الفلسطينيين تزداد مقابل انخفاض نسبة اليهود". وقال الحسيني إن سلطات الاحتلال أوجدت وضعًا في مدينة القدس ليس بالإمكان معه عودة من يقطنون في الأحياء المستهدفة من قبل البلدية الإسرائيلية، حيث جرت مصادرة مساحات كبيرة من أراضي المقدسيين لصالح الاستيطان أو تصنيفها كمناطق خضراء يمنع البناء عليها، وفي الوقت نفسه، فإن ليس هناك رخص بناء. وبين أن خطوة مثل هذه، تؤكد أن حكومة إسرائيل ماضية في سياساتها الممنهجة المتعلقة بالاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري والتطهير العرقي، وهو ما يدل على تجاهل تام وصارخ لحقوق الإنسان الفلسطيني. وطالب الحسيني المجتمع الدولي بالتحرك الجدي والفاعل للجم الانتهاكات الإسرائيلية السافرة، ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال على استخفافها بالمنظومة الدولية ومؤسساتها وقراراتها وقوانينها، وإنقاذ عملية السلام القائمة على حل الدولتين.