حمار هارب يشغل التواصل    الشباب يهزم الرائد بثنائية في "روشن"    سلطان الحربي حكماً لمباراة النصر والوحدة    غداً.. إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي في الرياض    «مكافحة المخدرات» بحائل تقبض على شخص لترويجه «الأمفيتامين»    تعيين 261 مُلازم تحقيق بالنيابة العامة    حصر المباني الآيلة للسقوط بالدمام    تحذيرات من 5 أيام ممطرة    انطلاق شهر التصلب المتعدد    منصور بن متعب ينقل تعازي القيادة لرئيس دولة الإمارات في وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    "فلكية جدة": شمس منتصف الليل ظاهرة صيفية    الديوان الملكي ينعى الأمير بدر بن عبدالمحسن    إعصار يضرب كينيا وتنزانيا وسط فيضانات مدمرة    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمراً دوليّاً للقادة الدينيين.. الثلاثاء    الرياض تستضيف أكبر معرض دولي في صناعة الدواجن    «يويفا» يوافق على زيادة عدد اللاعبين في قوائم المنتخبات المشاركة بيورو 2024    نيابةً عن الملك.. وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في الدورة ال 15 لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في جامبيا    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    الديوان الملكي: الصلاة على البدر عصر غد    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    160 ألف سيارة واردات المملكة خلال عامين    لن يغيب "البدر" لأن صفاءه في القلوب علامة    ضبط أكثر من 19600 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    بدر بن عبدالمحسن.. غاب البدر وانطفى ضيّ الحروف    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 34654    اللجنة الثلاثية «السعودية - التركية - الباكستانية» تناقش التعاون الدفاعي وتوطين التقنية    ضغوط على بايدن لوقف مبيعات السلاح لإسرائيل    "تسلا" تقاضي شركة هندية لانتهاك علامتها التجارية    مصر: الفنانة السورية نسرين طافش تستأنف على الحكم بحبسها 3 سنوات.. الأربعاء    "زرقاء اليمامة" تفسر أقدم الأساطير    رحل البدر..وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر ناهز ال75 عاما    توافق سعودي – أذربيجاني على دعم استقرار "النفط"    الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة بنكهة مميزة    3 مخاطر لحقن "الفيلر" حول العينين    بدء إجراءات نقل السيامي "عائشة وأكيزا" للمملكة    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مرتفعة    الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وينخفض مقابل اليورو الأوروبي    انخفاض أسعار النفط في أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    "الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وأفاد فضيلته أن الرسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الرَّؤُوْفُ الرَّحِيْمُ ، يُغْلِظُ المَقَالَ لِمَنْ يُرِيْدُ تَفْرِيْقَ وَحْدَةِ الْأُمَّةِ، وَرَفْعَ شِعَارَاتِ الجَاهِلِيَّةِ؛ لِعِلْمِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ نَارَ الْخِلَافِ وَالْفُرْقَةِ وَالْفِتْنَةِ، إِذَا أُوْقِدَتْ فَمِنَ الْعَسِيْرِ إِطْفَاؤُهَا, فَفِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (( إِنَّهُ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِي كَلَامٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ))، فَأَذْهَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المُؤْمِنِينَ، فَخْرَهُمْ بِالْأَحْسَابِ وَالْأَنْسَابِ، فَكُلُّهُمْ لِآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا أَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )). ولفت فضيلته إلى أنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نفى الْإِيمَانَ ،عَمَّنْ لَا يُحِبُّ لِأَخِيْهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَوَعَدَ المُتَحَابِّينَ فِي اللهِ بِأَنَّ لَهُمْ مَنَابِرَ مِنْ نُوْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ اللهَ يُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : لَا شَيْءَ - يَا عِبَادَ اللهِ -: أَكْثَرُ إِخْلَالًا بِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ، مِنَ اخْتِلَافِ الْكَلِمَةِ وَافْتِرَاقِ الْقُلُوبِ؛ فَلِذَا أَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوُلَاةِ الْأُمْرِ، فَعَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الغَدَاةِ، مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ،فقام رَجُلٌ وقَالَ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ )). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وأضاف الشيخ المعيقلي قائلاً :َلِذَا حَرِصَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَلَامَةِ الْأُمَّةِ وَوَحْدَتِهَا، وَشَدِّ بُنْيَانِهَا وَاجْتِمَاعِ كَلِمَتِهَا، إِلَى آخِرِ لَحظَاتِ حَيَاتِهِ، فَفِي الصَّحِيْحَيْنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ، وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الحُجْرَةِ، يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ، كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ، بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلَى الصَّلاَةِ، (( فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ، وَأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ ))، قَالَ الْإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ الله: " سَبَبُ تَبَسُّمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَحُهُ بِمَا رَأَى مِنِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَاتِّبَاعِهِمْ لِإِمَامِهِمْ، وَإِقَامَتِهِمْ شَرِيعَتَهُ، وَاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ وَاجْتِمَاعِ قُلُوبِهِمْ، وَلِهَذَا اسْتَنَارَ وَجْهُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَادَتِهِ، إِذَا رَأَى أَوْ سَمِعَ مَا يَسُرُّهُ يَسْتَنِيرُ وَجْهُهُ ". // يتبع // 15:53ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثانية
وأردف فضيلته يقول:ُ مَعَاشِرَ المُؤْمِنِيْنَ لَئِنْ كَانَ اجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ ضَرُوْرَةً فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، فَالمُسْلِمُوْنَ الْيَوْمَ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ آخَرَ، فَالِاجْتِمَاعُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ، وَلَكِنْ - يَا عِبَادَ اللهِ -: إِذَا كُنَّا نُرِيْدُ وَحْدَةَ الصَّفِّ وَجَمْعَ الْكَلِمَةِ، فَلَا بُدَّ مِنَ اسْتِيْعَابِ تَعَدُّدِ الْآرَاءِ وَالِاجْتِهَادَاتِ، فِي حُدُودِ شَرْعِنَا المُبَارَكِ، نَعَمْ، فِي حُدُودِ شَرْعِنَا المُبَارَكِ ، فَهَؤُلَاءِ أَنْبِيَاءُ اللهِ تَعَالَى قَدِ اخْتَلَفُوْا فِيْمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ خِيْرَةُ خَلْقِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ، فَذَكَرَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، مَا حَصَلَ مِن خِلَافٍ بَيْنَ مُوْسَى وَهَارُوْنَ عَلِيْهِمَا السَّلَامُ: (( قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ، أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ، قَالَ يَا بْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ))، فَالْخِلَافُ قَدْ حَصَلَ، وَلَكِنْ كُلٌّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ قَدْ عَذَرَ. وأكد أنه َلَا يَجُوْزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْعَلَ مِنْ هَذَا الْخِلَافِ، سَبَبًا لِلْفُرْقَةِ وَالنِّزَاعِ وَاخْتِلَافِ الْقُلُوْبِ، حيثْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ؛ فَفِي صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ خِلاَفَهَا، فَجِئْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الكَرَاهِيَةَ، وَقَالَ: «كِلاَكُمَا مُحْسِنٌ، وَلاَ تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا». وأوضح فضيلته أن أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا بَيْنَهُمْ مِنَ المَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَاْلأُلْفَةِ، قَدْ يَحْصُلُ بَيْنَهُمْ خِلَافٌ، وَلَكِنْ كَانَتْ نُفُوْسُهُمْ صَافِيَةً نَقِيَّةً، فَهَذَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَدْ خَاضَ فِيْمَنْ خَاضُوْا فِي حَادِثَةِ الْإِفْكِ، قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: «لاَ تَسُبَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، مشيراً إلى أنَ ابْنُ عَبَّاسٍ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ خالف فِي بَعْضِ المَسَائِلِ، وَرَغْمَ هَذَا الْخِلَافِ، فَقَدْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَأْخُذُ بِخِطَامِ نَاقَةِ زَيْدٍ وَيَقُوْلُ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا، وَكَانَ زَيْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُقَبِّلُ يَدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيَقُوْلُ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَهَكَذَا سَارَ التَّابِعُوْنَ وَتَابِعُوْهُمْ عِنْدَ اخْتِلَافِهِمْ، عَلَى نَهْجِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ، فَحَفِظُوْا حُقُوْقَ الْأُخُوَّةِ الْإِيْمَانِيَّةِ الَّتِيْ تَجْمَعُهُمْ، فهذا الإمام مالك، مع مخالفته للإمام أبي حنيفة، إلا أنه يشير إلى براعته في القياس. قيل لأبي حنيفة: ما أحسن قول هذا الرجل فيك، يعني مالكا، فقال أبو حنيفة: "ما رأيت أعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم منه". // يتبع // 15:53ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة ثالثة
وبين فضيلته أن َالمَسَائِلُ الَّتِي خَالَفَ فِيهَا الشَّافِعِيُّ أَبَا حَنِيفَةَ فِي الفِقْهِ كَثِيْرَةٌ، وَمَعَ ذَلِكَ قَالَ: " النَّاسُ فِي الْفِقْهِ، عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ ", وَيقول الْإِمَامُ أَحْمَدُ: " لَمْ يَعْبُرِ الْجِسْرَ إِلَى خُرَاسَانَ مِثْلُ إِسْحَاقَ، وَإِنْ كَانَ يُخَالِفُنَا فِي أَشْيَاءَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَلْ يُخَالِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا"،وَقَالَ يُونُسُ الصَّدَفِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنَ الشَّافِعِيِّ، نَاظَرْتُهُ يَوْماً فِي مَسْأَلَةٍ ثُمَّ افْتَرَقْنَا، وَلَقِيَنِي، فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أَلَا يَسْتَقِيْمُ أَنْ نَكُوْنَ إِخْوَاناً وَإِنْ لَمْ نَتَّفِقْ فِي مَسْأَلَةٍ. وأكد الشيخ المعيقلي , أن هَذِهِ المَوَاقِفُ النَّيِّرَةُ ،مِنْ تَارِيخِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ، هِيَ المُوَافِقَةُ لِلْمَقَاصِدِ الشَّرْعِيَّةِ، الْآَمِرَةِ بِالتَّآلُفِ وَالتَّرَاحُمِ، الَّذِي يَجِبُ أَنْ يَسُوْدَ بَيْنَ المُسْلِمِيْنَ جَمِيْعاً، لَا أَنْ يَكُوْنَ الشِّقَاقُ وَالنِّزَاعُ هُوَ الْأَصْلُ فِي كُلِّ خِلَافٍ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُوْلُ: (( وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )), قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَمَّا الِاخْتِلَافُ فِي " الْأَحْكَامِ " فَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَنْضَبِطَ، وَلَوْ كَانَ كُلَّمَا اخْتَلَفَ مُسْلِمَانِ فِي شَيْءٍ تَهَاجَرَا لَمْ يَبْقَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عِصْمَةٌ وَلَا أُخُوَّةٌ، وَلَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَيِّدَا الْمُسْلِمِينَ يَتَنَازَعَانِ فِي أَشْيَاءَ لَا يَقْصِدَانِ إلَّا الْخَيْرَ". // يتبع // 15:53ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة رابعة
وفي المدينة المنورة حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين على تقوى الله في السر والعلانية ، مشيراً إلى أن التقوى نهج الصالحين المفلحين وحرمانها هو الخسران المبين . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم إن الاعتبار من أعمال العقول المستنيرة ومن أعمال البصيرة الخبيرة وأن الاعتبار يهدي إلى الفوز والنجاة من المهلكات ويوفق صاحبه إلى عمل الصالحات وتكون عواقبه إلى الخيرات كما أن الاعتبار هو الانتقال من حالة مشاهدة أو حالة ماضية ذات عقوبة ونكال إلى حالة حسنة باجتناب أسباب العقوبة والنكال أو الانتقال من سيرة الصالحين وما أكرمهم الله به إلى العمل بأعمالهم واقتفاء آثارهم أو التفكر في طبائع المخلوقات ومعرفة أسرارها وصفاتها والحكمة منها لعبادة خالقها وتخصيصه بالتوحيد والطاعة تبارك وتعالى ، حيث خلق الله عز وجل الخلق وجعل للكون سنناً فجعل الطاعة سببا لكل خير في الدنيا والآخرة وجعل المعصية سببا لكل شر في الدنيا والآخرة . وأضاف فضيلته قائلاً : إن الله سبحانه وتعالى قد قص علينا في كتابه وقص علينا رسوله صلى الله عليه وسلم من قصص وأحوال الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ما فيه النجاة من العقوبات والفوز بالخيرات وما فيه أحسن العواقب ورفع الدرجات قال الله تعالى " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " ، وقال سبحانه " ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين " . وأشار إلى انه في قصة قوم لوط عليه السلام " آيات للمتوسمين " ، وأما من لا يعتبر ولا يتعظ ولا يحاسب ولا يعمل لآخرته ولا يحجزه دين ولا عقل عن القبائح والآثام فهو كالبهيمة قال تعالى" أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا " ، مؤكداً أن التفكر والاعتبار يثبت المرتاب ويحي القلوب وينور البصائر ويقيم السلوك والإعراض عن التفكر والاعتبار يقسي القلب ويورث الغفلة ويقود إلى الندامة ويوقع في المعصية . // يتبع // 15:53ت م

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة خامسة واخيرة
وأوصى الشيخ الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى ليغفر لهم ويجمع لهم الخير في حياتهم وبعد مماتهم ، وقال يا عباد الله: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ولينظر أحدكم في عواقب الأمور ونفاذ الأجل فمن كثر اعتباره قل عثاره ومن حذر المعاصي والآثام عاش في سلام ووفق لحسن الختام والسعيد من اتعظ بغيره والمغبون من وعظ به غيره ،حيث ذم الله تعالى من اتبعوا الأهواء ولم يعتبروا ويتعظوا بما أتاهم من الأبناء ، مشيراً إلى أن لله سبحانه سنناً في الثواب والعقاب فمن صادم سنين الله سحقته واضمحل وانحط وذل قال تعالى " سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " . ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين وينصر العباد الموحدين وأن يجعل الله هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين وأن يوفق الله ولي أمرنا بتوفيقه ويؤيده بتأييده ، سائلا سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ونائبيه ويحفظ حدودنا وينصر جنودنا ويصلح أحوال المسلمين في سوريا واليمن والعراق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.