أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس عن تطلعه إلى أن يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمة نحو وقف دوامة العنف في سوريا وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية واحترام سيادة سوريا والحفاظ على وحدتها الوطنية والترابية. وأكد الملك محمد السادس في رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري المنعقدة بمراكش تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني، إنه يعلق "آمالا كبيرة على النتائج الإيجابية المتوخاة من هذا الاجتماع والقيمة المضافة الملموسة التي نتمنى أن تقدمها هذه "المجموعة" الفاعلة على درب تعزيز الجهود الدولية والمساعي الأممية، الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ودعم مسلسل الانتقال السياسي بهذا البلد العريق وتعبئة الإرادات وحشد الطاقات والوسائل، لتأمين إغاثة إنسانية عاجلة لمئات الآلاف من السوريين المنكوبين داخل سوريا وخارجها". وأكد العاهل المغربي أن الوضع الخطير والمأساوي بسوريا يسائل الضمير الإنساني بالنظر للأعداد المتزايدة من الضحايا، من قتلى وجرحى ومعذبين ومشردين ولاجئين، مضيفا أن هذه الأعداد "قابلة للارتفاع بشكل رهيب، في غياب رد فعل دولي حازم، وخاصة في ظل تهديد النظام السوري بإمكانية استخدام الأسلحة المدمرة والقيام بعمليات فتاكة". وناشد الملك محمد السادس، في هذا السياق، جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، تحمل مسؤولياتها كاملة في الحفاظ على السلم والأمن واتخاذ موقف موحد وحازم، في أقرب وقت، من أجل تجنيب الشعب السوري المزيد من المآسي والآلام. كما ناشد العاهل المغربي هذه الدول دعم عملية نقل السلطة في سوريا، في أفق إقامة نظام ديمقراطي متعدد تلتئم في إطاره مختلف أطياف الشعب السوري ومكوناته ويحول دون توسيع دائرة النزاع ويحد من مضاعفاته الإقليمية وانعكاساته المدمرة على مستوى دول الجوار والمنطقة برمتها. وأشاد من جهة أخرى، بعملية توحيد المعارضة السورية بمختلف أطيافها السياسية في الداخل والخارج، موضحا أن ذلك يعد مكسبا سياسيا كبيرا للمعارضة السورية يجعلها قيادة شرعية للمرحلة الانتقالية، وسيمكن من فتح سبل التحاور والتعامل معه، بوصفه ممثلا شرعيا ومخاطبا أساسيا ذا مصداقية، في كل ما يتعلق بمعالجة مختلف أوجه الأزمة السورية، في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الشعب السوري الأبي. وجدد الملك محمد السادس انخراط المملكة المغربية الموصول، بكل مسؤولية وفعالية، في الجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمع الدولي في هذا الشأن، مذكرا بمساهمة المملكة المغربية بفعالية في فريق المراقبين العرب التابع لجامعة الدول العربية وفي فريق المراقبين الدوليين المنبثق عن الخطة الأممية لتسوية الأزمة السورية. كما ذكر بمبادرة الغرب إلى إقامة مستشفى ميداني في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية ومواصلتها تقديم مختلف أنواع الدعم للاجئين. // انتهى //