بعد أيام من كارثة السيول التي دهمت جدة، باتت توابع الكارثة؛ تهدد سكان المحافظة وخصوصا في الأحياء التي كانت أشد تضررا من غيرها، وعلى رأس هذه التوابع، تجمعات المستنقعات المائية الآسنة، التي أصبحت تحاصر عدة أحياء شرق جدة. وخلال جولة قصيرة في أحياء تلك الجهة، أكد عدد من سكان الأحياء أن وجود قطع صخري في أحد الجبال تم ثقبه ضمن أعمال إنشاء طريق عام، فاقم من مشكلة قوة المياه المندفعة باتجاه الأحياء، حيث إن الجبل كان يعمل كمصد للسيول، وكان يوقف السيول التي تتدفق من الأودية شرق الجبل. وقد أدت السيول إلى وجود كميات من الذباب والبعوض في الأحياء في منطقة شرق السريع، ما ينبئ بانتشار الأمراض في وقت أدت فيه الأتربة المتصاعدة من الشوارع إلى انعدام الرؤية وتفاقم حالات المصابين بالربو وأمراض الجهاز التنفسي. وقال عساف المالكي، من سكان الحي، إن السيول أتت على منزله ومنازل جيران وكانت الخسائر مرتفعة كثيرا، في حين أكد حامد الرفاعي أحد المتضررين أن السيول أتت على منزله ولحسن حظه كان في ينبع مع أسرته، ولكن لم يجد عند عودته سوى بقايا المنزل الذي أصبح بحسب قوله مكبا لما انتشلته السيول من خردة ونفايات. وأبدى معظم الساكنين تخوفهم من برك المياه الراكدة على جنبات طريق جدة – مكةالمكرمة السريع متخوفين من تجاهل تلك البرك؛ ما قد يجعلها موقعا مثاليا لتفشي الأمراض. وأشار عبدالله الفيفي إلى أنهم يطالبون بإيجاد حلول عاجلة لها لوقاية أسرهم من الأمراض. من جانب آخر أكد الدكتور محمد المحيا استشاري طب الأسرة والمجتمع أن البرك الراكدة تكون مستنقعا للبعوض الناقل للمرض، وقد يتسبب في أمراض جلدية وكذلك مرض الملاريا ويبقى وجودها كبرك قرب الأحياء، بؤرة لتفشي المرض ويجب التخلص منها بالردم أو برش البعوض حتى يتم التخلص منه.