تحمل جماهير نادي يوفنتوس الكثير من الصفات الغريبة التي تميزها عن بقية نظرائها من خلال انتمائها اللا محدود بالفريق الكروي الأول على وجه الخصوص حتى تحول ذلك العشق إلى صراعات داخلية بين روابط المشجعين، حيث تسعى كل فئة في أن تكون الأفضل حتى أصبحت طقوس الجماهير مختلفة بين مدرج وآخر على الملعب الأولمبي الذي يلعب به يوفنتوس في الوقت الجاري بسبب أعمال الصيانة التي تجري على الملعب الرئيسي (ديلي البي). ولم يكن لذلك الأمر دور إيجابي لدى فئة الجماهير بسبب الانقسامات التي تحدث فيما بينهم وكان آخرها عام 2001، وأصبحت علاقة كل رابطة بالأخرى مشحونة وبعيدة تماما عن الود الذي يجمع بين جماهير النادي الواحد. وتعد رابطة (الدروجي) التي تشكلت في 1986 أكثر روابط يوفنتوس جدلا بسبب ما تقوم به من أعمال شغب وتبنيها الهتافات العنصرية التي كان آخرها ضد ماريو بالوتيلي المهاجم الإيطالي ذي البشرة السوداء، وسبق لها أن هتفت ضد محمد سيسوكو لاعب الفريق للسبب ذاته. واشتقت الرابطة اسمها من فيلم سينمائي تدور أحداثه بين جماعة أطلقت على نفسها اسم (الدروجي) تقوم بأفعال ضد الحكومة الإيطالية بقصد زعزعة استقرارها، ونظرا إلى عدم شعبية ذلك الفيلم، لم تكن هنالك اعتراضات على الاسم في البداية، لتكون المهمة أشبه بالمستحيلة لتغيير الرابطة اسمها بعد انتشارها وزيادة شعبيتها، لكون الاتحاد الإيطالي للعبة فهم معنى ذلك الاسم بعد إطلاقه بعامين. ولم تقف إدارة يوفنتوس مكتوفة الأيدي على المغالطات التي تقوم بها تلك الرابطة، وطالبت الاتحاد الإيطالي بعدم عدّها من روابط يوفنتوس إلا أن طلب الإدارة قوبل بالرفض. وقام لوتشيانو موجي مدير الكرة السابق في يوفنتوس الذي يقضي حاليا فترة عقوبته بالابتعاد عن المجال الرياضي خمس سنوات بسبب إدانته بقضية التلاعب بنتائج الدوري الإيطالي في 2006، بمنع رابطة (الدروجي) التي تتخذ من المدرج الجنوبي مقرا لها من حضور مباريات الفريق، بيد أن ذلك الأمر اتضحت صعوبته بعد أن تمكن عدد كبير من تلك الجماعة من الدخول بين بقية الروابط الأخرى للقيام بطقوسها الاعتيادية وقامت بانتقاد موجي عمدا في إشارة منها إلى عدم قدرته على منعها مساندة الفريق. وعادت قضايا رابطة الدروجي حاليا إلى السطح لتكرارها الهتافات العنصرية ضد بالوتيلي، بعد أن قامت في لقاء الفريق أمام اودنيزي بالدوري الإيطالي بالموسم الجاري بالهتاف ضد اللاعب على الرغم من عدم وجود أي علاقة لبالوتيلي بذلك اللقاء نظرا إلى لعبه مع إنتر ميلان، وقام الاتحاد الإيطالي بفرض غرامة قدرها 20 ألف يورو على يوفنتوس، لتعود الرابطة ذاتها لتهتف ضد اللاعب، وهذه المرة في فرنسا عند مواجهة يوفنتوس لفريق بوردو في بطولة دوري أبطال أوروبا قبل أسبوعين، وقالت: “بالوتيلي لماذا لم تأخذ الجنسية البرتغالية؟ كانو سيرحبون بك .. في إيطاليا لن تهنأ بحياة سعيدة، وسنواصل مهاجمتك”. وكان عدد من لاعبي الأندية الإيطالية سبق لهم أن انتقدوا الطريقة التي تنتهجها (الدروجي) لمؤازرة فريقها، ووقف لاعبو إنتر ميلان في صف زميلهم بالوتيلي قبل القمة المرتقبة التي تجمع يوفنتوس وإنتر ميلان غدا بالجولة ال 14 من الدوري الإيطالي، وقال خافيير زانيتي قائد الفريق حيال هذا الأمر: “بالوتيلي لاعب لم يتجاوز ال 19 ومع ذلك ينتقدونه بشدة، لن أسمح بأن يتم الاستنقاص من أحد لاعبينا في لقائنا المقبل وعلى الاتحاد الإيطالي وضع حد لمثل تلك المهازل”. من جهة أخرى قال خوسيه مورينيو مدرب الإنتر: “لا أعلم، ولكن السيطرة على تلك الرابطة تبدو مفقودة، وهذا الأمر يجعلني أفكر في عدم إشراك بالوتيلي أساسيا في اللقاء وهو ما دفعني إلى تجهيز ريكاردو كواريسما ليكون مستعدا للعب منذ بداية المباراة”.