يبدو أن الأمير فيصل بن تركي بن ناصر رئيس نادي النصر يريد سحب الأضواء المحلية - على أقل تقدير- من الإسباني فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني الذي عاد للظهور مجددا بصفقات مدوية بدأها بالبرتغالي كريستيانو رونالدو وأعقبها بالبرازيلي كاكا ثم ختمها بصفقة كريم بنزيمة بحثا عن المجد الضائع لملوك إسبانيا الذين تعرضوا الموسم الماضي لهزيمة من أقسى الهزائم في تاريخها بنصف درزن من الأهداف أمام المنافس التقليدي برشلونة. ولعل الصفقات النصراوية التي يتغنى بها الجمهور الأصفر حاليا تنبئ عن جهد وعمل تقوم بهما الإدارة التي أعلن ربان سفينتها أن هدفها إعادة النصر إلى سابق عهده واسترجاع المعنى الحقيقي ل (عالميته) من خلال صناعة أقوى فريق آسيوي. توجه يستحق الاحترام متى ما كان مدروسا بعيدا عن الاستعجال في تحقيق النتائج؛ فمن غير المعقول أن تصبح البذرة ثمرة لمجرد رميها وسط أرض جرداء دون رعاية أو اهتمام. كما أن عملية التنسيق في الاختيار حسب حاجة الفريق من أهم الأمور التي يجب أن يستند إليها النصراويون في تعاقداتهم بغض النظر عن نجومية اللاعبين الذين طرقوا أبوابهم لمفاوضتهم، والذين يعدون من أهم العناصر الموجودة في ملاعبنا السعودية بحيث تتحقق الفائدة من أي لاعب يبرم معه اتفاقية ليخدم الفريق خلال مشوار شاق ومرهق. ويضيف له الكثير بعيدا عن تكسير المجاديف بالركن على دكة الاحتياط. ولا شك أن إنهاء التعاقد مع جميع اللاعبين الجدد في النصر خضع لدراسات سابقة بعيدة تماما عن وجهة نظر الأورجواني داسيلفا مدرب النصر الجديد وصاحب القرار الفني في إشراك أي عنصر يطبق فكرة التدريب داخل الميدان. ما ذكرته لا يقلل أبدا من جهود الإدارة النصراوية والتحركات التي يقوم بها بعض أعضاء الشرف المؤثرين في النادي، ولا أحد يختلف حول الفائدة المتوقعة من التعاقدات النصراوية خاصة بالنسبة للأسماء الجماهيرية والكبيرة التي لها خبرتها ووضعها مثل حسين عبدالغني، لكن منطق العقل يحتم عليهم الموازنة بين مطالب الجمهور والاحتياج الفعلي للفريق، حيث إن الجمهور طالب بالسهلاوي وحضر وهتف باسم عبدالغني وظهر بالأصفر والأزرق ونادى كثيرا بعبدالرحمن القحطاني وأحمد الموسى ولا تزال المحاولات مستمرة لتظهر مطالب جديدة بضم عبده عطيف الذي قارب عقده على الانتهاء.. وكأنها لمجرد الفراغ من مفاوضات لاعب تصرخ بثقة متناهية..”اللي بعده”. كل الأمنيات للنصر ولجميع الفرق بتقديم المستوى الذي تتطلع إليه الجماهير السعودية والعودة لمنافسة مثيرة تجبرنا على متابعة موسم رياضي مشتعل وغني بكرة القدم وليس العكس.