تصاعدت حدة الاستياء لدى أهالي ريع بخش بجبل خندمة عقب اكتشافهم انتشار وباء حمى الضنك في حيهم؛ نتيجة شح الخدمات الصحية والبيئية الوقائية، واكتظاظ جوانب حيهم كافة بمياه الصرف غير الصحي العشوائية الراكدة، التي كونت مستنقعات تتمركز في الحي وتحاصره، كذلك أشار السكان إلى حجم المقيمين غير الشرعيين في حيهم، وأعادوا جزءا من سبب انتشار حمى الضنك وغيرها من الأمراض إلى أعداد أولئك المقيمين غير الخاضعين لفحوص طبية؛ كونهم بلا وثائق هوية. وقال السكان إنهم تقدموا بشكاو عدة إلى الجهات المختصة، إلا أنها "لم تكترث" لشكاويهم، على حد وصفهم؛ ما دفعهم إلى الالتجاء إلى إمارة مكةالمكرمة، التي رفعوا لها شكوى ضد الجهات الحكومية المتساهلة في صحة ونظافة وأمان الحي. عائلة مصابة قال المواطن عبدالله علي أحمد خديش وهو أحد المصابين بحمى الضنك: "إن الحمى أتت عليه وعلى أفراد أسرته، وعددهم عشرة، بينهم أربعة أطفال يدرسون في المرحلة الابتدائية وبنت تدرس الطب في جامعة أم القرى، وجميعهم أصيبوا بعدوى الضنك، وقد أوقفهم بنفسه عن الدراسة؛ حتى لا يتسببوا بنقل العدوى إلى آخرين". وأكد خديش، أن هناك نحو أربع أسر مصابة بحمى الضنك، ويبلغ عدد أفراد كل أسرة ما بين خمسة إلى عشرة أفراد. كذلك أكد إصابة سبعة مقيمين بنجاليين ممن يسكنون الحي بالمرض ذاته، وقال: "إنهم يواصلون تنقلاتهم في الحي ويختلطون بالأصحاء، ويعملون على انتشار العدوى، بجهل منهم؛ كون الجهات المسؤولة لم تتحرك في هذا الاتجاه، ما يجعل الخطر كارثيا بالنسبة إلى الحي والمنطقة بالكامل". وأشار خديش إلى أنه في حال لم تتدخل الجهات المسؤولة فإنه سيعود إلى إرسال أبنائه وبناته المصابين إلى المدارس؛ لأنه لا يريد حرمانهم من التعليم في الوقت الذي لا يعمل فيه المسؤولون على سرعة معالجة المصابين ومنع انتشار العدوى مجددا. مصابون جدد وأشار وليد يحيى بجوي، وهو من سكان الحي، إلى أنه أصيب بحمى الضنك منذ ثلاثة أيام فقط، وقال: "إن هذا ما أكدته فحوص أجراها في مستشفى حراء العام"، وأكد بجوي ضرورة عدم التوقف عن المطالبات بالنسبة إلى أهالي الحي؛ حتى تبدأ مكافحة هذا الوباء بشكل فعلي، وحتى ينقل المصابون إلى مستشفيات متقدمة لرعايتهم طبيا وعلاجيا وإنقاذ أرواحهم، خصوصا أن عائلات بأكملها أصيبت بالوباء وبينهم أطفال وضعفاء يحتاجون إلى عناية متقدمة لم تتوافر لهم حتى الآن. ويتفق معه المواطن عادل علي كديش، الذي أصيبت والدته وجدته بالمرض أيضا، ولا يزالان يعانيان منه دون أدنى تحرك من جانب الصحة. دعوى إهمال من جانبه، أكد المواطن زكي أحمد علي قاسم، أنه رفع دعوى إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة بتاريخ 30 صفر الماضي، يشكو فيها الإهمال الذي لقيه شقيقه المصاب بالضنك بعد نقله إلى أحد المستشفيات الحكومية، وقال زكي: إن شقيقه "الذي يعمل مديرا في إدارة حكومية بمكة، أصيب بالحمى وعند نقله إلى المستشفى لم يلق العناية الطبية المفترضة بمصاب بالضنك؛ فتدهورت حالته حتى فارق الحياة قبل أيام، لسوء الخدمة الطبية التي خضع لها". خوف من المدارس ويبدي المواطن عبداللطيف الحارثي (من سكان الحي) خوفه من انتشار الوباء إلى حدود متقدمة مع العودة إلى المدارس، التي تعتبر بيئة مثالية لتناقل الأمراض في حال انعدمت الرقابة الوقائية المسبقة، وقال الحارثي إنه قلق من إعادة إرسال أبنائه إلى المدارس مع استئناف الدراسة، مؤكدا ألا شيء يضمن عدم وجود مصابين في صفوف الطلاب والطالبات، أو حتى المعلمين والمعلمات؛ ما قد يؤدي إلى انتشار المرض بشكل كارثي، ومن ثم فقدان أطفال أبرياء فقط بسبب الإهمال وتجاهل الوقاية. وطالب الحارثي بسرعة التدخل من قبل المسؤولين الصحيين وغيرهم، من أجل عزل المصابين وتقديم الخدمات العلاجية لهم مع البدء بإجراءات معالجة أسباب وجود المرض ومسببات انتشاره في الحي وإزالة مناطق تكاثره في المستنقعات.