الثقة بالنفس مركز الإنسان؛ فمنها يبني شخصيته ويمدها بينابيعها؛ لتسقي من فروعها متطلباته. فحاجتنا إليها كحاجتنا إلى الماء؛ إذ لا نستطيع العيش من دونها، ولا يستطيع مواجهة الحياة إلا الإنسان القوي العازم على تحقيق هدف معين. فكل منا بُنيت شخصيته بناء معينا؛ وذلك لتأثير البيئة والمجتمع عليه؛ فنحن الآن نعيش في مجتمع تتجلى فيه الثقة ﺃو تنعدم؛ لأننا نسينا كيف نبنيها بناء صحيحا نابعا من التوجيه والتربية، ونسينا ﺃهميتها في شخصيتنا؛ لذلك لم نستطع ﺃن نتقدم خطوة واحدة في الحياة لنواجه مشكلاتها وﺃعباءها. فالثقة كالنبتة تحتاج إلى العناية والاهتمام ليتم بناؤها على ﺃساس صحيح لتظهر على ﺃتم الاستعداد لتتنفس الحياة تنفسا عميقا. وﺃبهج كلمة هي النجاح، والثقة بالنفس طريق النجاح، والنجاح يدعم الثقة بالنفس؛ فمعنى ذلك ﺃننا لو ﺃعطينا ﺃنفسنا فرصة للنجاح بانعدام الثقة لوجدنا ﺃنفسنا في طريق الفشل؛ لأننا لا نستطيع النجاح والوصول إلى غايتنا من دون الثقةالأحلام. تترجم قناعات الشخص، فاعلم ﺃن حياتك تبع لأفكارك، فاجعل الأمور النافعة نصﺐ عينيك، واعمل على تحقيقها، وابتعد عن التقليل من قيمة الآخرين؛ لأنه يتسبﺐ في تحطيم نفسك. واستعمل هذا الدعاء الذي كان الرسول صلى اﷲ عليه وسلم يدعو به: "اللهم رحمتك ﺃرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وﺃصلح لي شأني كله، لا إله إلا ﺃنت".