ارتفعت احتياطيات النفط المؤكدة لمنظمة أوبك 12.1 % خلال العام الماضي ليصل إلى 1.19 تريليون برميل، في حين تخطت فنزويلا المملكة صاحبة أكبر احتياطيات داخل المنظمة حسب النشرة الإحصائية السنوية لأوبك، والتي أظهرت نموا في احتياطيات إيران والعراق اللتين رفعتا تقديرات احتياطياتهما العام الماضي. وقال التقرير إن النمو جاء في الأساس بفضل رفع احتياطيات فنزويلا إلى 296.5 مليار برميل العام الماضي مقابل 211.2 مليار في 2009. فيما استقرت احتياطيات المملكة أكبر مصدر للخام في المنظمة دون تغير عند 264.5 مليار برميل، وتضخ أوبك التي تضم 12 بلدا أكثر من ثلث النفط العالمي. ويشكك المحللون منذ فترة طويلة في حجم احتياطيات الدول الأعضاء في أوبك، حيث رفعت إيران في أكتوبر الماضي تقديرها لاحتياطياتها النفطية بعد خطوة مماثلة من العراق، وتنشر بعض الدول مثل الكويت نفس الأرقام للاحتياطي منذ سنوات، وبناء على التقرير تملك أوبك 81.3 % من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم ارتفاعا من 79.6 % في 2009. وفي تعليق على مستقبل النفط في ظل زيادة الطلب واحتمالات اتجاه الأسعار صعوديا خلال الربع الثالث من العام الجاري أكد محللون نفطيون بالرياض أن النفط يواجه مرحلة حاسمة من ناحية الطلب والأسعار خلال الربع الثالث والنصف الثاني بوجه عام خلال العام الجاري، مؤكدين أن الطلب على النفط يتأثر بتباطؤ النمو في اقتصاديات عدد من البلدان القيادية كأمريكا والدول الأوروبية والصين، ولكنهم اتفقوا على أن الأسعار النفطية سترتفع خلال الأشهر القليلة المقبلة مع ما يتناسب مع ارتفاع الطلب على الطاقة نتيجة نقص الإمدادات للغياب المؤقت للنفط الليبي. ويؤكد نائب رئيس شركة أرامكو سابقا عثمان الخويطر، أن الدوائر والمؤسسات المتخصصة في شؤون مصادر الطاقة مهتمة حاليا بما ستؤول إليه أسعار النفط وكميات الطلب والإنتاج خلال ما تبقى من العام الجاري. وأضاف «أهم تلك المؤسسات، وكالة الطاقة الدولية التي تمثل 28 دولة غربية ومنظمة الأوبك التي تمثل مجموعة من الدول المصدرة للبترول، وكلتاهما متفقتان على أن الطلب على النفط سيرتفع كلما اقتربنا من نهاية العام». وعزا الخويطر ذلك إلى استمرارية النمو المتواضع للاقتصاد العالمي الذي يحاول أن يتعافى من الأزمة الشرسة التي تعرض لها منذ عامين. وفيما يتعلق بمستقبل أسعار النفط خلال الأشهر القليلة المقبلة، أوضح نائب رئيس شركة أرامكو سابق أنه لا أحد يستطيع أن يتنبأ بدقة بما ستصير إليه الأمور، فالسوق النفطية متقلبة وتعصى على كل متنبئ مهما كانت خبرته، ولكنه توقع أن الأسعار ستكون مرشحة للصعود قبل نهاية العام، مع ما يتناسب مع ارتفاع الطلب على الطاقة والاحتمال شبه المؤكد لنقص الإمدادات نتيجة للغياب المؤقت للنفط الليبي. النفط الرخيص وأشار الخويطر إلى أن العالم بدأ في الدخول بمرحلة ما بعد الربيع النفطي، الذي ينعتونه بنهاية عصر النفط الرخيص: «ولكن لا أحد يريد أن يصدق أن الإنتاج النفطي الذي هو شريان الحياة أصبح على وشك الوصول إلى مرحلة الشيخوخة. وشدد الخويطر على حتمية الإسراع في التخطيط لمشاريع الطاقة المتجددة المستدامة قبل أن يتعرض العالم لأزمة نقص حادة في مصادر الطاقة التقليدية قد يصعب التعافي منها، محذرا من وقوع أزمة عالمية في حال حدوث النقص الحاد في مصادر الطاقة. تأثير الطلب من جانبه، أكد الأكاديمي والخبير في شؤون النفط الدكتور أنس الحجي، أن نمو الطلب على النفط في أمريكا أقل من المتوقع نتيجة انخفاض وتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثاني من السنة الجارية، وأضاف «الصين لا تعاني من أزمة اقتصادية، ولكن انخفاض النمو الاقتصادي في كل من أمريكا واتحاد اليورو، قد يكون له التأثير البالغ لاحقا على نمو الاقتصاد الصيني، وبالتالي يؤثر في الطلب على النفط». وأوضح الخبير في شؤون النفط أن أسعار النفط عادة ما ترتفع في الربع الثالث خلال أشهر الصيف، ثم تبدأ بعدها بالانخفاض، وبذلك لا يمكن تحديد متوسط لسعر النفط نتيجة التغير الفصلي، ولكنه أشار إلى أن هبوط الدولار يؤدي غالبا إلى ارتفاع الأسعار النفطية.