الجرأة الكبيرة التي حوتها المسلسلات المحلية أخيرا جعلت البعض يرفعون القبعة لها والبعض الآخر ينتقدها.. حتى صارت مثارا للجدل في الوسط الفني والاجتماعي، وتقودنا إلى الاعتراف بأن هذه الجرأة غير المسبوقة تتطرق إلى أمور واقعية حادثة في مجتمعنا السعودي والمجتمعات الخليجية وإلا لما كان كل تلك المتابعة والتباين في آراء المشاهدين والنقاد الفنيين، ثم إن مناقشة القضايا الحساسة دائما ما تغضب الكثيرين، ولا أدري ما الأسباب وراء هذا الغضب غير المنطقي ما دام طرح القضية لم يتجاوز الخطوط الحمراء ولم يخرج عن الواقع الذي نرى ونسمع فيه أعظم مما قدم في الأعمال التمثيلية. وأرى أن تناول قضايانا بمرئياتنا نحن أفضل من أن يتناولها غيرنا ونحن نتفرج، فما نحتاج إليه هو برامج وأعمال تليفزيونية تحاكي همومنا اليومية ومشاكلنا والمعوقات التي يمر بها الفرد في المجتمع.. وهناك برامج ظهرت في الآونة الأخيرة تابعها الجميع تناقش قضايا في غاية الحساسية، وهذا أمر جيد ويعطي انطباعا وتفاؤلا بأن القادم أجمل وأرحب مساحة للتحرك في أفق الإبداع من قبل الشباب السعودي. وهذا الكلام لا يعني الانسلاخ من عاداتنا وتقاليدنا ولكن بإطار فيه من الأدب والحياء وعدم خدش أذن أو عين المستمع والمشاهد حتى يحترمنا المشاهد العربي، فغير المنطقي أن نقدم أعمالا تنافي الواقع أو تصوره بمبالغة كبيرة والمشكلة تكمن في أنه لا يوجد معيار حقيقي لهذه الجرأة فكل شخص ينظر لها من وجهة نظره ومساحة الجرأة لديه لذا نرى هذا التباين والتفاوت بين الأعمال الخليجية والسعودية تحديدا.