حذرت قبل ثلاثة أشهر مضت عبر مقال حمل عنوان (احذروا أيام الخراب) وتناولت فيه الخط الدرامي الذي يعمل به الفنان حسن عسيري في السنوات الأخيرة بداية من مسلسل أسوار وأيام السراب والساكنات في قلوبنا؛ حيث احتوت تلك الأعمال مشاهد تتنافى مع ثقافة المجتمع السعودي المحافظ.. هذه الأيام يتداول الشارع أنباء عن قرار صدر في الخفاء عن توقيف (أيام السراب) بعد مطالبات قام بها المواطنون مطالبين أصحاب القرار بمنع عرض المسلسل حماية لأبنائهم من الانزلاق في كواليس مجتمع الرذيلة.. نعود للأستاذ حسن عسيري الذي يعاني مشكلتين الأولى تكمن في عدم التعاطي مع ما يكتب من نقد الهدف منه تحذيره أو تنبيهه من بمغبة ما قد يواجهه من كافة شرائح المجتمع خاصة أنه يصر على تنفيذ مشروعه الاستثماري في ساحة الدراما من خلال تسليطه الضوء على الإثارة الجنسية وعالم المخدرات وغيرها من القضايا الأخلاقية، أما المشكلة الأخرى حينما يصور له عقله الباطن بأن هناك مؤامرة تحاك ضده للإطاحة به عبر أقلام تعمل لمصلحة منتجين، مختلقا له مبررات غير منطقية وبعيدة عن الواقع، ولا يملك دليلا قاطعا بل مجرد أوهام يسوقها لكسب تأييد إعلامي، ضاربا بعرض الحائط صوت المواطن دون أي اعتبارات لمشاعرهم.. وبعيدا عما ذكر، لا تزال الأمور معلقة وغير واضحة فيما يخص عدم عرض باقي الحلقات من مسلسل أيام السراب على قناة الإم بي سي العامة، في الوقت الذي تستمر فيه إم بي سي دراما المشفرة ببث المسلسل رغم أن شركة الصدف أعلنت عبر موقعها في الفيس بوك أنها ستبدأ بعرض الجزء الثاني.. هذا التناقض يفتح بابا للأسئلة هل هي محاولات من عسيري للالتفاف حول المشاهد وتخديره بمثل تلك البيانات أم أن هناك أمرا غير معلن بإعادة مونتاج العمل وحذف المشاهد التي فيها خدش للحياء وإعادة عرضه مرة أخرى، هذا ما سيكشفه لنا قادم الأيام.. أخيرا تظل يا حسن عسيري بأنك رجل تملك طموحا استطعت من خلاله أن تصل إلى أعلى المستويات في عالم الفن، بل أصبحت مثيرا للجدل وأحد أبرز المنتجين فقد فتحت باب الدراما للمواهب السعودية واحتضنتهم، ولكن أتمنى أن تعيد حساباتك فيما تقدمه من إنتاج يرتقي بفكر وثقافة المتلقي وستجدنا أول من يقف بجانبك ويدعم توجهك.. وكم كنت أتمنى لو أنك أطلقت صرخة حجر الإم بي سي!!