يرى الكاتب الكويتي حمد بدر أن القضايا الشائكة في المجتمع أياً كان حجم انتشارها من الضروري مناقشتها وطرحها من خلال الأعمال التلفزيونية، معتبراً أن تضخيمها يأتي ضرورياً كون معظم المشكلات تبدأ صغيرة قبل أن تكبر بمرور الوقت مشيراً إلى أن الكتاب يدقون جرس إنذار قبل تفشيها وتضخمها في المجتمع. وقال بدر الذي كتب قصة مسلسلي «ذئاب وحيتان» و«ليلة عيد» في حديثٍ إلى «الحياة»: «مسلسل ليلة عيد ليس مهدداً بالإيقاف، وعرض العمل مستمر، على رغم عدم عرض نصه على وزارة الإعلام الكويتية»، لافتاً إلى أن العمل حقق نجاحاً كبيراً من خلال أصدائه لدى المشاهدين، وإشادات مديري القنوات الفضائية به، ونسبة المتابعة الكبيرة. وعلى رغم اعترافه بوجود خلاف بين شركة الإنتاج وقناة الوطن إلا أنه أكد جهله بأسباب الخلاف، خصوصاً أنه غير معني بالقناة التي ستعرض العمل. وتابع: «قرار وزارة الإعلام الكويتية برقابة النصوص الدرامية قبل البدء بتصويرها أسهم في انخفاض الجرأة في الطرح، خصوصاً أن معظم الكتاب أصبحوا يخافون من رفض أعمالهم، ما يكبد المنتج خسائر مادية كبيرة»، مؤكداً أن الجمهور في الوقت الحالي يعرف الأعمال الجيدة من غيرها، ما يعني أن المسلسل الذي يتناول قضية تهم المجتمع، وبطريقة درامية جميلة يفرض نفسه. وعن اعتماد نجاح العمل الدرامي بنسبة أكبر على القصة وكاتبها أم على أبطاله، أوضح أنه يجب اكتمال جميع هذه العناصر ليكون هناك عمل ناجح بدرجة كبيرة فأي خلل فيها سيساعد في خلخلة المسلسل. وشدد على أن الدراما الخليجية تعاني قلة المؤلفين الحقيقيين والمبدعين، إذ لا يعتبر من يقوم بتحويل النصوص العربية إلى نصوص خليجية مؤلفاً على رغم كثرتهم. كما يرى أن الدراما الخليجية حلت اليوم بديلاً عن الكتاب الذي يقرأه المشاهد ويستعيض به عن الروايات أو حتى الصحف اليومية، ما يجبر الكتاب على تجاوز الخطوط الحمراء والبحث عن أعلى معايير الصدقية، مشيراً إلى أنه يستهدف جميع الفئات أثناء كتابته النصوص الدرامية، بيد أنه يحرص على إبراز قضايا الفئة المطحونة في المجتمع، لأن العمل يعتبر المتنفس الوحيد الذي ينادي بحقوقهم ومطالبهم. ولفت إلى أن المجتمع الخليجي لا يقبل النقد، كونه يرى نفسه صائباً في آرائه، حتى لو كانت خاطئة، ما يجعل من تناول قضاياه بشفافية عالية أمراً بالغ الصعوبة. يذكر أن حمد بدر كتب أعمالاً درامية كويتية عدة، أبرزها مسلسل «البارونات» و«ليلة عيد»، إضافة إلى نص الفيلم السينمائي «كيوت».