رفض مدير مرور منطقة الرياض العميد عبدالرحمن المقبل، الرد على فتوى المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والخاصة بربوية مضاعفة المخالفات المرورية. وأوضح في اللقاء الذي نظمته كلية التربية بجامعة الملك سعود على تساؤلات المشاركين حول الفتوى بقوله «أنا أعرف مكانتي وحجمي، لن أصل إلى عشر أو ربع أو لا شيء أمام مقام مفتي المملكة، ونكن كل تقدير واحترام له ولعلمائنا وحتى إمام المسجد والمؤذن، فكيف بعالم من علماء هذه الأمة، وأنا لست في مكان يخولني لا شرعيا ولا قانونيا أن أتجاوز الحدود المرسومة لي، ولن أتحدث في مقامات مثل مقامات علمائنا ومنهم المفتي». وأضاف العميد المقبل مخاطبا الصحفيين «لو سمحتم هذا نظام وهذا مفتي، لا أحد يقدر يرد ولا يتحدث في الموقع هذا إلا المفتي، وأنا لن أرد ولو بكلمة واحدة، ولن يستطيع كل من في هذه القاعة أن يستخرجوا كلمة من فمي، وكل من يتقول علي بيني وبينه الله تعالى». وأكد أنه ليس مدافعا عن نظام ساهر «هذه آلية، ولا بد من التفريق بين النظام والآلية، فنظام المرور صادر بمرسوم ملكي ولم أناقش فيه إطلاقا، وأنا لست مشرعا وإنما أنا مطبق للنظام»، مبينا أن خسائر المملكة من الحوادث تبلغ 13 مليار ريال. وفي معرض رده على ملاحظات أستاذ جامعي مشارك في اللقاء حول تثبيت قيمة المخالفة 100 ريال، وإخفاء سيارات ساهر وكأن المسألة اصطياد في الماء العكر، رغم أنه في الدول الأخرى يكون مثل وضوح الشمس للعيان، ومطالبة الطالب عبدالمحسن القحطاني بأنه لا يتمكن من تسديد المخالفة إلا بعد استلام مكافأة الجامعة، أكد العميد المقبل، أن المخالفة لا بد أن تكون قوية وهي ليست ضريبة «كل من يلتزم بالنظام لم تسجل عليه مخالفة، وهذه حماية أمن في الطرقات من الذين لا يلتزمون بالنظام». وقال «هناك كاميرات ظاهرة وموجودة ومحددة، وأنا لا أوافق على مبدأ إخفاء جميع سيارات ساهر، لكن إذا وجدت مركبة لساهر أكثر من أسبوع فالموقع يعد لدينا من النقاط السوداء الذي تكثر فيها الحوادث». وحول سلبية لنظام ساهر طرحها الطالب عبدالله العثمان من قسم الحاسب الآلي بالجامعة، وهي أن النظام لا يظهر صورة الراكب، أوضح العميد المقبل أن النظام مربوط بمركز المعلومات الوطني، ويرسل رسالة له، وإذا كانت السيارة مطلوبة «مسروقة» تظهر فورا بشكلها الكامل، ويبلغ بأنها مسروقة، وترسل إشارة إلى أقرب دورية بموجب نظام التتبع ومركز العمليات؛ لتسهيل عملية الوصول إليه. وأكد العميد المقبل أن إدارة المرور تواجه عددا من التحديات أهمها المساواة في تطبيق النظام «إن لم تكن هناك صرامة في التطبيق لن ننجح في عملية فرض نظام مروري صارم»، مشيرا إلى أنه في العام الماضي تم تسجيل 6452 وفاة في المملكة، وإذا لم تقم وزارة الداخلية بتحرك سريع وعاجل ستصل إلى 30 ألف قتيل خلال الخمسة أعوام المقبلة «المدن حاليا فيها خمسة ملايين نسمة لديها أكثر من ستة ملايين وسيلة نقل، ونتوقع في العشرة أعوام المقبلة أن يكون لدينا 15 مليون رحلة، فنحن نحتاج إلى نقل عام منظم وتقنين في استخدام المركبات للعمالة الوافدة». وبين أن المرور يعاني من السرعات العالية خصوصا في الطرقات المنفردة، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية لديها مشاريع طموحة في عملية توفير مراكز عمليات قيادة التحكم، بحيث يصبح هناك رقم موحد في عمليات مراكز القيادة والتحكم وتقوم المراكز باستقبال المكالمة وتحويلها إلكترونيا إلى الجهة المختصة سواء المرور أو غيره.