ما يحدث في أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديدا في لجنة الاحتراف هذه الأيام أمر يثير التساؤلات؛ لأن ردة الفعل تجاه إشكالية العرض الذي تلقاه نايف هزازي من نادي إشبيلية الإسباني، جاءت انفعالية وغير مشجعة وكفيلة بوأد أحلام المستقبل، فعندما يخرج وكيل التعاقدات أحمد القحطاني ويؤكد أن هناك مماطلة وقصورا في عمل اللجنة لتوثيق عقد وكالته لهزازي لا يعني هذا أنه قال شيئا مسيئا وخارقا وجديدا يستحق أن يقول عنه رئيس اللجنة: «سنلاحقه قانونيا».. فهل كل من انتقد العمل وكشف جوانب القصور في أجهزتنا ولجاننا يجب أن يلاحق قانونيا، هذا بعيد تماما عن المنطق، والغريب أن رئيس اللجنة ركز كثيرا في أحاديثه على الإشادة ب «خالد شكري»، ولم يتطرق قط إلى السبب في تأخير توثيق عقد الوكالة، فإذا كانت أوراقه كلها قانونية، لماذا لم يتم التوثيق بأسرع وقت أو إشعاره بإكمال النواقص إن وجدت..؟! وفي الواقع أن هذا التصعيد الذي حدث إعلاميا من طرف لجنة الاحتراف هو في الحقيقة ينسف توجهات اللجنة السابقة في خدمة وكلاء التعاقدات، ويأخذ موقفا مضادا من التوجه الاحترافي الجديد الذي يشدد الاتحاد الدولي على التمسك به، ويمكن اعتبار ما حدث في الأيام الماضية ثورة من اللجنة على كل النداءات والشعارات التي كانت تنادي بها.. فالأهم لديها ألا يقال عن سكرتيرها إنه مماطل.. ولتذهب الأمور القانونية والأوراق النظامية إلى الجحيم..! وبعيدا عن هذا وقريبا منه، تمنينا لو أخذت هذه القضية سيناريو مختلفا تماما عما حدث، وابتعدت عن «شخصنة» الأمور، وكشفت الهاجس الوطني لدى لجنة الاحتراف في التعامل مع هذه القضايا التي يجب أن تكون مصلحة الوطن فيها فوق كل الاعتبارات، ومقدمة على كل الجوانب، أيضا محاولة الوقوف مع وكيل الأعمال الذي يطرق أبواب العالمية، وتشجيعه على القيام بهذا الدور الريادي في رياضتنا، فأحلامنا للأسف ذهبت أدراج الرياح، و«راحت طلايب» بين اللجنة والوكيل ونادي الاتحاد، وكأننا نقدم رسالة بوأد أي حلم مستقبلي قادم، من شأنه أن يطور من نظرتنا الاحترافية للأمور حتى ولو كان هذا العرض غير صحيح؛ فالأجدى التعامل باحترافية بدلا من هذا الجدل العقيم الذي لا يفيد رياضتنا بشيء على الإطلاق..!