* المتفائلون من المعسكرين الاتحادي والهلالي كُثر وقد رسموا صوراً تخيلية للنهائي المنتظر هذا المساء والمتشائمون عادوا لأدراج الذاكرة وراحوا يتذكرون الانتكاسات والخيبات السابقة يخوفون بها فريق المتفائلين وفريق ثالث تحول إلى محللين فنيين يدعون الفهم في علم التدريب وفروعه وطفقوا يرجحون كفة فريقهم المفضل على منافسه ويهولون من القيمة الفنية لبعض اللاعبين من باب التحفيز ورفع المعنويات. * المسلم بطبعه متفائل ومجتمعنا ولله الحمد والمنة متمسك بثوابت ديننا العظيم ومشجعونا هم شريحة من هذا المجتمع الملتزم والثابت على مبادئ وقيم الرسالة المحمدية وسنن صاحبها صلى الله عليه وسلم ومن يطوف بعينه على مواقع الناديين على شبكة الإنترنت يتأكد تماماً مما أعنيه، فجماهير الاتحاد والهلال تتوجه للخالق عز وجل بالدعاء وترفض الطيرة والتنجيم وغيرهما من الأساليب المنبوذة دينياً. * هذا السلوك الإسلامي القويم يدفعني دائماً لتبسيط أزمات ومشاحنات جماهيرنا وإداريينا وإعلاميينا ولاعبينا، والمطالبة بعدم تهويل الوضع والصراخ بوجود احتقان وتوتر وغير ذلك! جميعكم تذكرون نهائيي العامين الماضي والذي سبقه كان التوتر والاحتقان على أشده وفي ذروته ومع ذلك فاز الاتحاد ثم فاز الهلال ولم يحدث ما يعكر الصفو ويجرح الإخوة بين أنصار الفريقين. * أعود للمتفائلين والمتشائمين والمحللين قائلاً لهم جميعاً: إن لعبة كرة القدم طرأ عليها متغيرات كثيرة ذللت الفوارق بين المدارس المختلفة، أقصد مدارس التدريب ومدارس الأداء بسبب تنقل المدربين بين القارات وبسبب انتشار خطط وأفكار ما يسمى بالكرة الحديثة التي مزجت بين المهارة الفردية والقوة البدنية والذهنية والحركة والتفكير فأصبحت مباريات كرة القدم أقل متعة كونها تدار بصرامة من المدربين وفق خطط وأساليب محددة لا مجال فيها للإبداع والابتكار إلا ما ندر. * الهلال رغم تهويل وتفخيم أنصاره وعشاقه لبعض نجومه وعلى رأسهم ياسر القحطاني اللاعب الذي يتميز كمترجم لحال فريقه إن كان جيداً أو سيئاً ولا يستطيع قيادة الفريق بقدراته ومهاراته لحسم مواجهة كأن يسجل على طريقة ميسي أو مارادونا أو زيدان أو حتى نور وسامي وفؤاد أنور والعويران وقبلهم جميعاً ماجد عبدالله، ورغم هذا التضخيم يظل الهلال فريقاً فردياً لا جماعي يعتمد على قدرات بعض نجومه وفي مقدمتهم محمد الدعيع، والتغلب عليهم أمر لا يرقى لدرجة الاعجاز والاستحالة بل متاح. * الاتحاديون يفتخرون بثقافتهم التشجيعية الخاصة المنبثقة من حبهم الكبير لناديهم لدرجة أنهم لا يعترفون برموز خالدة فوق النقد ولا يرفعون من شأن لاعب أو إداري أو شرفي أو إعلامي فوق مستوى عشق الاتحاد، لذلك يطلق عليهم جماهير كيان، فخر الاتحاديين بثقافتهم لم يمنعهم من نعت محمد نور بالنجم الخارق ويعقدون عليه آمالاً كبيرة ويرون فيه القدرة على التصدي لنجوم الهلال والتغلب عليهم وإلا ما معنى إذا كان نور بيومه فالفريق لا يخاف عليه؟! * في السنوات الماضية كان للشحن النفسي والتعبئة الجماهيرية والإعلامية تأثيراً كبيراً وواضحاً على مباريات المنافسات المحلية ومن هنا تم اختراع اللاعب الخفي وتم اللجوء لحشر الجماهير بالزوايا وقرصنة التذاكر وتهويل أمر مشاركة ياسر في تجاهل وتهميش لنجوم أكثر منه قيمة فنية وجماهيرية كالدعيع وولي والتايب وعزيز ونور والمنتشري وبوشروان، وفي الختام زمن الكرة الحديثة يختلف عن زمن الهواية الخالي من اللجان والخطط المحكمة والقراءة الدقيقة والبطل من بين قطبي الكرة السعودية سيكون الأكثر التزاماً بقواعد وخطط وأنماط زمن الاحتراف ولن يفوز اتحاد نور ولا هلال ياسر. نقوش على ظاهر الحدث * في حال صدرت من جديد ممارسات تنظيمية معقدة من إدارة ملعب الملك فهد! ضد أي من الفريقين، فالواجب عدم الصمت وتصعيد الأمر للقيادة الرياضية. * لا عذر لكالديرون، ففريقه بأفضل حالاته ونجومه ولديهم دافع كبير والمنافس يعاني من الإصابات وسيكابر ويتظاهر بالقوة بدليل اختزال نجوم الهلال بياسر.