في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم الإسلامي، استطاع عدد من الشباب بطريقة مبتكرة تنظيم معرض نبوة، الذي يحكي سيرة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - ضمن فعاليات ملتقى "شباب الخُبر" الثامن، الذي ينظمه مكتب الدعوة والإرشاد بمحافظة الخُبر (هداية) مستهدفاً أكثر من 5 آلاف شاب طيلة أيام الملتقى. وابتكر المنظمون مزيجاً بين الصوت والصورة من خلال عرض يمتد كحد أقصى لنصف ساعة؛ إذ يستطيع استيعاب المعرض 50 شخصاً في العرض الواحد المليء بالإثارة ومحاكاة الزمان الذي عاشه النبي - عليه الصلاة والسلام - وحجم المعاناة التي مرت بها الدعوة المحمدية.
وأوضح المشرف العام على المخيم عبدالكريم المالكي أن المعرض يهدف إلى تعريف الزوار بالسيرة النبوية، وكذلك إلى الإحساس بحجم الدعوة المحمدية وما لاقته من مصاعب، وكيف فرج الله عنهم ذلك، إضافة إلى محاكاة تلك الحقبة من خلال وسائل جديدة وإعادة صياغة التاريخ؛ ليتواءم مع الجيل الصاعد. ويبين المعرض السيرة النبوية على مراحل. وأشار إلى أن المعرض يمر بمراحل عدة، من مولد النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى بعثته، ثم إلى وفاته عليه الصلاة والسلام. كما يتناول أسلوباً جديداً في العرض؛ إذ يلتقي الصوت والضوء سوياً ليمزجا عرضاً مختصراً عن حياة الحبيب - صلى الله عليه وسلم -.
وبيّن أن أبرز المشاهد التي تمت محاكاتها مولد النبي – عليه الصلاة والسلام -، وتربيته في بني سعد، ووضع الحجر الأسود، ثم إلى بعثته وفترة الدعوة السرية، ثم الجهر بالدعوة، ثم البيعة وهجرته إلى المدينة النبوية وبناء المسجد، وغزوتا بدر وأحد، وفتح مكة، وكذلك الحج، إلى وفاته - صلى الله عليه وسلم -.
وفي السياق ذاته، شهد ملتقى شباب الخُبر ازدحاماً واضحاً للزوار منذ انطلاقته، بعد أن تجاوز عددهم 25 ألف زائر خلال يومين. وتضمنت فعاليات اليوم الثاني محاضرة دعوية للشيخ خميس الزهراني، وأمسية شعرية للشاعرين فهد الشهراني وسعيد بن مانع، حظيتا بإقبال كبير، تجاوز 3 آلاف زائر، إضافة لعدد من الفعاليات بالمخيمات الشبابية والرياضية والتدريبية والاجتماعية والترفيهية. فيما تتضمن فعاليات يوم غد الأحد محاضرة للشيخ سعيد بن مسفر، ودورة تدريبية بعنوان "مهارات في التحفيز" للدكتور عبدالعزيز الشهراني، وأمسية شعرية للشاعر خالد العتيبي والمنشد سمير البشري. وأوضح المدير التنفيذي لملتقى "شباب الخُبر" الثامن، الشيخ عبدالرحمن القرني، أن الملتقى يركز على إيجاد البيئة الثقافة والبيئة الاجتماعية التنموية التي تنعكس على السلوك وأنماط التفكير والقدرات اللازمة لتحقيق تنمية فكرية فعلية بين شباب المنطقة، والرقي بقدراتهم المهارية والثقافية والعلمية، وتشجيعهم على إجادة العمل وإتقانه، وخلق نوع من الانسجام والتعارف بين الشباب.
وبيّن أن البرامج التعريفية بالملتقى التي تستضيفها الخيام تهدف لتسويق الملتقى بوصفه تظاهرة شبابية تحتضن القدرات، وتصقل الإبداعات، وتنمي المهارات في مختلف المجالات، إلى جانب كونها بيئة لتقديم خدمات تدريبية وتوعوية لشباب المنطقة، من خلال عقد عدد من البرامج التدريبية والمحاضرات الصحية والتوعوية التي يسعى القائمون على تنظيمها لإيصال فكرة وأهداف الملتقى، الذي يُعد أكبر تجمع شبابي تشهده المنطقة الشرقية.