مكتب للمتابعة الاجتماعية يستضيف خادمة سريلانكية "هاربة" ويشرف على ولادتها

وصلت إلى المملكة للعمل لدى إحدى الأسر بالطائف وهي حامل في شهرها الثاني

استضاف مكتب المتابعة الاجتماعية بمحافظة الطائف خادمة سريلانكية حاملاً بعد أن سلمت نفسها للشرطة إثر هروبها من كفيلها حتى وضعت مولودتها وسط رعاية مُتكاملة وخدمات عالية شملت تسجيل الإجراءات كافة المُتعلقة بالمولودة بالأحوال المدنية بالمحافظة.
وكانت الخادمة قد وصلت إلى المملكة للعمل لدى إحدى الأسر بالطائف وهي حامل في شهرها الثاني دون أن تُشعر كفيلها بذلك، وبعد مرور الشهر الثالث بدأت تظهر عليها علامات الحمل؛ فتخوفت من كفيلها أن يكشف أمرها؛ ما دفعها إلى الهرب من المنزل والعمل في منازل أخرى بطرق غير نظامية دون التعرف على من كان يؤويها خلال الأشهر الخمسة الماضية، فيما كان كفيلها قد أبلغ عن هروبها، كما سلم وثائقها كافة من إقامة وجواز سفر.
وقبل شهر تقريباً من موعد ولادتها بادرت الخادمة بتسليم نفسها للشرطة باعتبارها مُجردة من كامل الوثائق؛ لتُحيلها إلى مكتب المتابعة الاجتماعية؛ حيث تولى مديره المُكلف والعاملون أمر توفير احتياجاتها خلال مدة وصلت تقريباً إلى ثلاثة أسابيع، حتى شعرت الخادمة، التي أقامت بالقسم النسائي الخاص بإيواء الخادمات الهاربات، بآلام المخاض؛ فنُقلت لقسم الولادة بمُستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، ووضعت مولودتها وسط رعاية واهتمام بالغَيْن من قِبل المستشفى، وتوصية من مكتب المتابعة.
وبعد التأكد من تحسُّن وضعها الصحي أُعيدت برفقة مولودتها للقسم النسائي بالمكتب، الذي وفر لها ولطفلتها كامل احتياجات ما بعد الولادة من ملابس خاصة لها ولطفلتها ووجبات خاصة لهما.
وكشف مُدير مكتب المُتابعة الاجتماعية المُكلف بالطائف عبدالرحمن مؤمنة عن أن ما بذل من جهد للخادمة السريلانكية يؤكد إنسانية شعب هذه البلاد، ويدحض كامل الافتراءات التي عُممت عنهم من خلال قضايا بسيطة قد تتعرض لها هذه الفئة من الناس. مؤكداً أن الدولة تُقدم خدماتها المميزة للجاليات المُقيمة في هذه البلاد حتى لو كانوا مُخالفين؛ حيث تتم استضافتهم وسط رعاية متكاملة حتى يتم ترحيلهم.
وأكد مؤمنة في تصريح خاص إلى "سبق" أن نائب القنصل السريلانكي بجدة وقف على الخدمات المقدمة للخادمة السريلانكية عن طريقنا؛ حيث حضر للمكتب، واستمع إلى كامل حيثيات وتفاصيل واقعة الخادمة، كما اطلع على كُل ما قُدّم لها من رعاية، سواء بالمكتب أو المُستشفى طوال الفترة الماضية، وكذلك الدور الذي بُذل في إنهاء إجراءات تسجيل بلاغ الولادة وتسجيل المولودة لدى الأحوال المدنية. مُشيراً إلى أن القنصل خرج بتصور كبير عن الدور الذي قُدّم للخادمة، كما أعرب عن شكره وتقديره للمكتب والجهد الذي بذله بشأنها.
يُذكر أن الخادمة ما زالت تُقيم بالقسم النسائي التابع لمكتب المتابعة الاجتماعية بالطائف بانتظار تحسن حالتها الصحية وترحيلها متى يُسمح لها بذلك بعد أن أُبلغ كفيلها بأمرها بعد التعرف عليه، إلا أنه رفض استلامها وهي بهذه الحالة، معتبراً أنه أخلى مسؤوليته عنها بالإبلاغ عن هروبها وتسليم وثائقها كافة للجهات المختصة.