"لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .. ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد" هكذا يردد أهالي تبوك، عن وزارة النقل، مع كل فاجعة يفجعون بها من حوادث أليمة، راح ضحيتها المئات منهم على طريق تبوك- حقل، أو ما يعرف عند أهالي تبوك ب"طريق الموت". وكان وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول الهذلول، قد اعترض في وقت سابق، على هذا المسمى الذي أطلقه الأهالي على الطريق، وقال: "لا أحب أن أستخدم هذه العبارة"! وأكد الأهالي ل"سبق": "منذ اعتراض وكيل وزارة النقل على هذا المسمى -في نهاية شهر ذي الحجة الماضي- إلى زيارته لطريق حقل- تبوك منتصف الشهر الحالي، وحتى يوم أمس؛ توفي ما يزيد عن 27 حالة وفاة، خلاف الإصابات التي تصل إلى أرقام مرتفعة".
وأرجعوا أسباب ذلك إلى تأخر تنفيذ ازدواج الطريق الذي يحوي على منحنيات خطيرة إلى جانب السرعة.
وقالوا: "لم تعد الآن وعود وزارة النقل المتكررة بشأن طريق تبوك- حقل تقنعنا، وقد خسرت مع مرتبة الشرف كل المواثيق التي قطعتها على نفسها طوال عقد من الزمن، ليسرد العديد منهم مقابل ذلك قصصاً مؤلمة ومشاهد مروعة لهذا الطريق عن جثث تتناثر، وأطفال أبرياء يصرخون والنار تلتهم أجسادهم، وأماً تحتضن رضيعها وتموت، وشباباً قضوا نحبهم، والكثير من القصص المبكية".
وسجل طريق تبوك- حقل، يوم أمس فقط، تسع وفيات في حادثين منفصلين، حيث توفي اثنان على طريق حقل بالقرب من وادي الأسمر، أو ما يعرف ب"وادي لمى"، والآخر وفاة سبعة أشخاص منهم ستة من عائلة واحدة، ومن بشاعة الحادث.
وبحسب تصريحات الهلال الأحمر بتبوك؛ فقد تعذر على للمسعفين في البداية حصر العدد بالموقع لتفحم جميع الموجودين في السيارتين، لتأتي تأكيدات مديرية الدفاع المدني بتبوك بأن حالات الوفاة هي لعائلة من ستة أشخاص، والسيارة الأخرى توفي قائدها.
ويروي ل"سبق": أحد سكان مدينة حقل، مشهداً مؤلماً ومبكياً ومفزعاً لحادث حريق مركبتين ظهر فيها طفلاً حاول القفز من سيارة والده وهي تشتعل أثناء وقوفها نتيجة الاصطدام، إلا أن قدره أن يموت -رحمه الله- بعد خروج جزء من جسده مع نافذة السيارة، وبقي باقي جسده داخل السيارة ليقلى حتفه ومن معه.
وزود المواطن "سبق " بصور لهذا المشهد المبكي، إلا أن الصحيفة تعتذر عن نشرها لبشاعتها.
وعلمت "سبق" أنه أثناء الزيارة التي قام بها وكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول الهذلول مؤخراً لمشاريع الطرق بمنطقة تبوك، وخاصة طريق حقل، اتخذ فيه الكثير من الإجراءات في سبيل الانتهاء من ازدواج طريق تبوك– حقل قبل المواعيد المحددة في مراحله.
كما علمت الصحيفة أنه تم تدعيم مشروع حقل بعدد من المقاولين، وميزانية إضافية تتجاوز 50 مليون ريال للعمل في الجزء الواقع بين مركز الشرف والزيته لزيادة وتيرة العمل.
وطالب أهالي تبوك وزير النقل بزيارة عاجلة لتبوك، والوقوف على طريق حقل، وأن يلتقي بالمواطنين الذين يعانون من هذا الطريق، ويسمع مآسيهم، ويتفقد عمل الشركات المنفذة للطريق، ويسارع في اتخاذ قرارات يلمسها سالكو طريق تبوك– حقل.