بمجرد النظر إلى جسده الهزيل وخطوط وجهه المتعرجة الدالة على مروره بخريف 98 عاما، تتكشف تفاصيل إصرار الحاج البنغلاديشي محمد زفير لأداء المناسك، لكنه بات لا يقوى على السير حتى جاءته أيادي رجال الدفاع المدني يحملونه ليكمل حلمه في الحج عن والدته التي قضت قبل 40 عاما دون أن تؤدي فريضة الحج. والغريب أن زفير القادم من بلاده وحيدا رفض أي محاولات من أهله وعشيرته في أن يرافقوه لأداء المناسك ووصل بمفرده ليجد السند والعون في كل مراحل أداء المناسك. سقط زفير أرضا بالقرب من الحرم المكي الشريف وهو في طريقه لأداء طواف الإفاضة بالبيت العتيق فحاول رجال الدفاع المدني إقناعه بالتوجه للمستشفى حتى التعافي وتأخير طوافه بعدما أكمل المناسك والوقوف بعرفة على خير، لكنه رفض وبدا يحاول الوقوف مترنحا لإكمال السير. يعرف زفير العربية بعدما وصل أكثر من مرة سواء لأداء العمرة أو الحج برفقة والدته، فيؤكد أنه تخوف من أن يفارق الحياة ولم يحج عن والدته التي لم ترافقه في أي رحلة سابقة، وتوفيت منذ أربعة عقود بسرطان الدم حيث عاهدها في حياتها أن يرافقها لأداء المناسك، وبعد وفاتها عاهد نفسه على الحج عنها، لكن ضيق الحال منعه من الإيفاء بالعهد حتى جمع المال وقد كبر سنه ومع ذلك أصر على الوصول للوفاء بالوعد.