العارفونَ اللهَ لمَّا يُصلبُوا سيضيئهم خلف الغيابة مَهْرَبُ تمتدُّ في صلواتِهِمْ تعويذةٌ حبلى كما يمتدُّ ذنبٌ مُتْعَبُ أيضاً وتمتدُّ السلالاتُ التي لم تكتملْ فالوحيُ بئرٌ يَنْضَبُ أَوَ كُلَّما ارتبكتْ ذئابٌ في الفَلاةِ تَوَضَّأَتْكَ مسافةٌ تَتَأَهَّبُ أَوَ كُلَّما ارتاحتْ بظلِّكَ جنةٌ ألقيتَ ما ألقاه خوفاً منكِبُ غيبٌ بصدركَ -سيدي- يبكي طويلا، ثم يحرسه الخرابُ المُعْشِبُ والمَخْبَأُ المُلقى على غُرَفِ المدينةِ ظَلَّ يَعْلَقُ حيث يَعْلَقُ غَيْهَبُ وأنا وأنتَ مُعَلَّقَانِ بقبضتَيْ إبليسَ، بالموتِ الذي يَتَعَنْكَبُ وأنا وأنتَ تَلَقَّفَتْنا آيةُ البحرِ المُوارِبِ حين ضَلَّ المركبُ والموصَدَونَ على الظلامِ خُطَاهُمُ نَبَأُ انكشافٍ لم يزلْ يَتَسَرَّبُ حتى إذا ابْتَلَّتْ عروقٌ في خطيئاتِ القميصِ ولاحَ حدساً مَشْرَبُ أمسكتَ آلهةَ الطريقِ عن انحسارٍ لا يَكُونُ، وعن فتًى يتهيَّبُ ومشيتَ في وَهَنٍ يُعيذُكَ خَيْبَتَيْنِ، مشيتَ في أَثَرِ الذين تَغَرَّبُوا بردٌ يُفيقُ، سحابةٌ في الريحِ تمشي، والتضاريسُ الفقيرة تَتْعَبُ وأبٌ يُدَثِّرُ ما تناثرَ في الفصولِ يُدَثِّرُ الأطفالَ حتى يَلْعَبُوا متثاقلاً يخبو على رئتي يقينٌ ليس يَكْذِبُ حين شكٌّ يَكْذِبُ متبتلاً يصطادني الشبَهُ الْ تَكَوَّمَ في الشوارعِ، ظلُّ دربٍ أحدبُ مُتَزَمِّلاً قلقي ويحملني على عَرَقِ السفوحِ تَصَحُّرٌ مُتَذَبْذِبُ ومُهَيَّأً لأكونَ يُتْماً إذْ يُطِلُّ على رداءِ اليُتْمِ رَبٌّ طَيِّبُ قد قال غيبٌ لم يزلْ مُتَدَحْرِجاً: «العارفونَ اللهَ لمَّا يُصْلبُوا» * شاعر سعودي