حظوظ العرب في مهرجان "كان" السينمائي وإن شابها الكثير من التشاؤم إلا أنها بشكل أو بآخر قرعت أجراس التواجد، إذ لم يأل المخرجون العرب وذوو الأصول العربية جهدا في الحضور الموسمي للفت الانتباه، سيما هذا العام على أمل ترشح أي من تجاربهم في السنوات المقبلة للظفر بإحدى الجوائز الكبرى أو الحصول على السعفة الذهبية. تغيب الأفلام العربية عن مسابقة المهرجان الرسمية، لكنها حضرت بشكل متواضع في بعض الفعاليات ك«نظرة ما»، والمسابقات الأخرى للأفلام القصيرة. علما أن الفيلم العربي الوحيد الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية في «كان» عام 1975، هو فيلم «وقائع سنين الجمر» للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة. غير أن أفلاما ترشحت للفوز بها كثيرا بينها فيلم «المصير» للمخرج المصري يوسف شاهين، إذ ترشح لجائزة السعفة الذهبية عام 1997، لكنه رغم كل التوقعات بفوزه، لم ينل أي جائزة إنما حصل المخرج الراحل على جائزة الدورة الخمسين للمهرجان، تكريما لمجمل أعماله، ومنحت السعفة الذهبية لفئة الفيلم القصير، العام الماضي، للّبناني إيلي داغر عن فيلم «أمواج 98». وهذ العام هناك أفلام عربية متواجدة خارج المسابقة بينما الفيلم الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية التونسي «علوش» للمخرج لطفي عاشور، وذلك في فئة الأفلام القصيرة. عرض الفيلم المصري «اشتباك» للمخرج محمد دياب، بطولة نيللي كريم وهاني عادل، وفيلم «نظرة خاصة» للمخرجة مها حج أبو العسل، وهو العمل الطويل الأول لها، ضمن «نظرة خاصة». وتعرض عدد من الأفلام لشباب ومواهب صاعدة من أصول عربية ضمن تظاهرة «أسبوع المخرجين منها فيلم «الهيات» للمخرجة المغربية الفرنسية هدى بنيامينا، وفيلم «دورة فرنسا» لرشيد جعيداني. وضمن تظاهرة «أسبوع النقاد» يشارك فيلم اللبناني فاتشيه بولغورجيان «ربيع»، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها لبنان في هذه الفئة. المخرج يعيش في باريس والفيلم من إنتاج فرنسي عربي مشترك. اللافت هو عرض الفيلم السعودي الكرتوني «بلال» الذي اكتظت الجماهير في صالة الأولمبياد لحضور أول فيلم سعودي للرسوم المتحرّكة ثلاثية الأبعاد يشارك في المهرجان، يروي فيلم بلال سيرة الصحابي الجليل بلال بن رباح، وكتب أحداثه المنتج السعودي أيمن جمال بالاشتراك مع الممثل الأمريكي الشهير ويل سميث، وتميز العمل بتقنياته العالية وموسيقاه التي ألفها الأيرلندي أتلي أورفاسون، وقام بتسجيلها في استوديوهات ابيروود في لندن.