كشف إعلان وزارة الداخلية أمس الأول، عن استمرار التنظيمات الإرهابية في استغلال وتجنيد النساء لتحقيق أهداف جماعاتهم المتطرفة، بعدما استغل المطلوب فهد فلاح الحربي زوجته عبير الحربي، في نقل الحزام الناسف الذي استخدمه الهالك التويجري، في تفجير مسجد قوات الطوارئ في عسير، حيث رافقته في سيارته ليضع الحزام الناسف تحت قدميها للتغطية على جريمته. وعلى مدار السنوات الماضية، حاولت التنظيمات الإرهابية تجنيد النساء لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، مستغلين احترام الدولة والأجهزة الأمنية لخصوصية المرأة السعودية ووضعها في المجتمع، بل وامتدت أياديهم لتجنيد أخريات ممن يرون إمكانية استدراجهن لخدمة التنظيم وتحقيق أهدافهم الدنيئة. ورغم مكر الإرهابيين، وسهولة التخفي، إلا أن الجهات الأمنية نجحت بفضل من الله في كشف أقنعة النساء المستدرجات، وكشف عمليات استغلالهن. وأكد وقتها الناطق الإعلامي الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن التنظيم فشل في تجنيد النساء بشكل كبير، حيث لا تزال أعدادهن ضئيلة جدا، موضحا أن استغلال المرأة يأتي من الجهل أو بسبب احترام رجال الأمن للمرأة في نقاط التفتيش وعدم التدقيق، مؤكدا أنه ليس جديدا على الإرهابيين استغلال النساء. وحسب بيانات وزارة الداخلية وما أعلنته سابقا، يتضح أن أبرز النساء المستدرجات لهذه التنظيمات، «أم الرباب» هيلة القصير وهي زوجة عضو التنظيم الإرهابي محمد الوكيل والذي هلك في مواجهة مع قوات الأمن في 1425. وعكفت هيلة القصير وفق المهام المكلفة بها، على جمع تبرعات للتنظيم في اليمن، من خلال الحصول على الأموال والذهب بحجة بناء مساجد ودور أيتام هناك، كما عملت على إيواء مطلوبين في منازل آمنة، وتم إيقافها، حيث تخضع حاليا للمحاكمة وبرامج الإصلاح والنصح. ومن نساء التنظيمات الإرهابية، تأتي «أم هاجر» وفاء الشهري، والتي تزوجت من عنصرين من تلك الجماعات، الأول عبد الرحمن الغامدي وهو أحد أفراد ما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وأنجبت منه طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، قبل أن يقتل في مواجهة مع قوات الأمن في الطائف. وتزوجت وفاء بعد ذلك من المطلوب الأبرز للسلطات السعودية سعيد الشهري، وذلك بعد أن بارك لها تلك الزيجة شقيقها يوسف الشهري والذي سبق اعتقاله في غوانتامو قبل أن تستعيده المملكة، وبمجرد عودته بارك زواج شقيقته، قبل أن تبدأ في مهمتها بالتسلل من المملكة عن طريق الحدود الجنوبية متجهة نحو اليمن، حيث فر يوسف الشهري ليصبح الرجل الثاني في «تنظيم القاعدة بجزيرة العرب».