لم تكن ليلة إعلان الميزانية مجرد حدث هامشي أو حديث عابر، فعلى غير العادة تشكلت خلية نحل داخل مسرح وزارة الثقافة والإعلام بدءا من إشراف وزير الثقافة والإعلام، ومرورا بمديري القنوات، وانتهاء بالأطقم الفنية لاستقبال حشد من الإعلاميين من الداخل والخارج؛ لتغطية الحدث الاستثنائي وبصورة خارجة عن السياق المعتاد في مثل هذه المناسبة، حيث ظهر المسرح مكتسيا اللون الأبيض، ومتوشحا اللون الأخضر بشكل بانورامي. كانت ليلة مختلفة لثلاثة مهندسين من الوزراء لهندسة طريق الوطن القادم حيث سلط وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه الخبير الاقتصادي الهام الضوء على ملامح الرؤية المستقبلية للعام المالي المقبل، وحجم الإنفاق وحرص الدولة على مواصلة مشروعاتها التنموية المتمثلة في التركيز على مشروعات البنى التحتية للجامعات والمطارات والطرق، واستحداثها مخصصا عاما لدعم ميزانية الدولة لمزيد من المرونة في التعامل مع تقلبات أسعار النفط وانخفاض إيراداتها التي تشير إلى أنه رغم ذلك، فإن الإيرادات غير البترولية ارتفعت بنحو 29 في المئة نتيجة إجراءات نفذها مجلس الاقتصاد والتنمية على المدى القصير، وأخرى على المدى المتوسط والبعيد. في المقابل طمأن وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين المواطنين والمقيمين فيما يخص زيادة تعريفة المياه والكهرباء مشيرا إلى أن 87 في المئة من فواتير الكهرباء لن تتأثر بالتعديل الجديد فيما سيكون التأثير ضئيلا على فواتير المياه، حيث إن حوالى 52 في المئة من الفواتير ستكون أقل من ريال واحد في اليوم، مضيفا أن المملكة بقيت 15 عاما دون أن تجري أي تعديل على تعرفة الاستهلاك السكني للمياه والكهرباء، لافتا إلى أن أسباب عدم تحقيق حملة الترشيد هدفها المنشود يعود إلى انخفاض التعرفة مما سبب عدم الاكتراث في أهمية الترشيد. بدوه ألمح وزير الصحة ورئيس مجلس إدارة أرامكو المهندس خالد الفالح إلى أن الغاز المستخدم في المنازل لن يشهد تغييرا، كما أن الارتفاع في أسعار البنزين سيكون موحدا في جميع المناطق بزيادة 30 هللة للتر، مبينا أن استهلاك المملكة من الطاقة بلغ 4.8 مليون برميل مكافئ من النفط والغاز، مقارنة من العام 1990 الذي لم يتجاوز المليون برميل، في حين أن إنتاج المملكة لم يتجاوز من النفط والغاز أقل من 13 مليونا منها 5 ملايين موجهة للاستهلاك المحلي الصناعي والمنافع والمباني والنقل، ما يجعل الاستهلاك المحلي يصل بهذه الطريقة إلى 20 مليونا في عام 2040.