قُتل ثمانية أشخاص وأُصيب 27 آخرون في غارة صاروخية روسية استهدفت البنية التحتية لميناء مدينة أوديسا جنوبأوكرانيا، في وقت تتواصل فيه التحركات الدبلوماسية التي تقودها الولاياتالمتحدة، لمحاولة إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات، وسط تباين حاد في مواقف موسكو وكييف. ميناء أوديسا ذكرت خدمة الطوارئ الأوكرانية أن الضربة الصاروخية استهدفت منشآت في الميناء، مشيرة إلى أن من بين المصابين أشخاصًا كانوا على متن حافلة تعرضت للإصابة المباشرة. وأضافت أن النيران اندلعت في عدد من الشاحنات، بينما تضررت سيارات أخرى في موقع الهجوم. وأوضح رئيس الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا، أوليه كيبر، أن الهجوم نُفذ باستخدام صواريخ باليستية، مؤكداً أن فرق الإنقاذ واصلت العمل ساعات، لاحتواء الحرائق وإخلاء المصابين. الموقف الروسي في المقابل، لم تصدر موسكو تعليقًا مباشرًا على حادثة أوديسا، إلا أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها نفذت خلال اليوم السابق ضربات استهدفت «بنية تحتية للنقل والتخزين تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية»، بالإضافة إلى منشآت للطاقة ومرافق قالت إنها تسهم في دعم المجهود الحربي لكييف. وتؤكد روسيا أن ضرباتها تركز على أهداف عسكرية، بينما تتهم أوكرانياموسكو باستهداف البنية التحتية المدنية، خاصة الموانئ والمنشآت الحيوية. ضربات أوكرانية بالتزامن مع الهجوم الروسي، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن طائرات مسيرة نفذت هجمات على أهداف داخل روسيا، شملت منصة نفط وسفينة دورية عسكرية تحمل اسم «أوخوتنيك»، بالإضافة إلى منشآت أخرى. وأوضحت أن السفينة كانت تقوم بدورية في بحر قزوين قرب منصة لإنتاج النفط والغاز. كما أشار البيان إلى استهداف منصة حفر في حقل فيلانوفسكي للنفط والغاز، الذي تديره شركة لوك أويل، بالإضافة إلى نظام رادار بمنطقة كراسنوسيلسكي في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014. ولم يصدر تعليق فوري من موسكو أو من شركة لوك أويل بشأن حجم الأضرار. وتقول كييف إن هذه الضربات تهدف إلى تقويض الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها موسكو في تمويل عملياتها العسكرية، وهو تبرير تستخدمه منذ أشهر في هجماتها بعيدة المدى. جهود أمريكية تأتي التطورات الميدانية في وقت تستضيف فيه الولاياتالمتحدة مبعوثًا من الكرملين، لإجراء محادثات حول خطة سلام اقترحتها واشنطن. وذكرت مصادر أمريكية أن كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي، من المقرر أن يلتقي في ميامي ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وجاريد كوشنر. وتندرج هذه اللقاءات ضمن حملة دبلوماسية أوسع أطلقها ترمب لإنهاء الحرب، شملت اجتماعات مع مسؤولين أوكرانيين وأوروبيين في برلين خلال الأسبوع الجاري. كييف تترقب قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نتائج المحادثات مع الجانب الروسي ستعتمد بدرجة كبيرة على موقف الولاياتالمتحدة بعدها. وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في كييف، أن رد واشنطن سيكون عاملًا حاسمًا في المرحلة المقبلة. من جهته، قال كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف إن وفد بلاده أنهى اجتماعات مع شركاء أمريكيين وأوروبيين، واتفقوا على مواصلة العمل المشترك، دون الكشف تفاصيل إضافية. التمسك بالشروط في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمسك بلاده بمطالبها تجاه أوكرانيا، معتبراً أن موسكو قادرة على تحقيق أهدافها عسكريًا إذا لم توافق كييف على شروط التسوية. وأشار إلى أن التقدم الميداني مستمر على الرغم من الخسائر. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موسكو تستعد لإجراء اتصالات مع واشنطن من أجل معرفة نتائج الاجتماعات الأخيرة، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذه الاتصالات. دعم أوروبي على الصعيد الاقتصادي، وافق قادة الاتحاد الأوروبي على تقديم قرض بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا، لتغطية احتياجاتها العسكرية والاقتصادية للعامين المقبلين. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن كييف ستحتاج إلى تمويل إضافي كبير خلال عامي 2026 و2027، في ظل ضغوط مالية متزايدة على الحكومة الأوكرانية. مستجدات محاولات السلام بين روسياوأوكرانيا: • الولاياتالمتحدة تستضيف مبعوثًا من الكرملين لبحث خطة سلام • لقاءات أمريكية مع مسؤولين روس وأوكرانيين وأوروبيين ضمن مسار تفاوضي موازٍ • زيلينسكي يترقب الموقف الأمريكي بعد محادثات واشنطن مع موسكو • بوتين يتمسك بشروطه ويؤكد القدرة على تحقيق الأهداف عسكريًا • الاتحاد الأوروبي يقر قرضًا بقيمة 90 مليار يورو لدعم أوكرانيا