أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط، أن الأسباب الجالبة لمحبة الله للعبد في هذا الشهر الفضيل التقرب له بالأعمال الصالحة. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: «في هذا الشهر جملة من الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى والموجبة لها منها قراءة القرآن والتفهم لمعانيه، التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فهي توصل إلى درجة المحبوبية بعد المحبة، دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته أحبه لا محالة ومنها أيضا مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة فإنها داعية إلى محبته، ومنها الخلوة به سبحانه وقت النزول الإلهي في ثلث الليل الأخير لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بآداب العبودية بين يديه ثم الاستغفار والتوبة ومجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب كلامهم وباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل». ودعا فضيلته، المسلمين لأن «يكونوا من ركب المسافرين إلى ربهم على جناح المحبة له والشوق إليه وجعل من استباق الخيرات في هذا الشهر خير عدة وأعظم عون على ذلك.. وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون». وأوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال (إن فرحتي الصائم الواردة في الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال [قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به] وفيه قال [وللصائم فرحتان يفرحهما فإذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه]. وهاتان الفرحتان تصوران فرحة الصائم بفطره مع توثيق فريضة الصيام وبين آثارها النفسية التي تتمثل في مشاعر السعادة الغامرة لنفوس وعقول الصائمين إيمانا واحتسابا وفي ذلك السرور الذي تفيض به قلوبهم وتمتلئ به جوارحهم وتسمو وتحلق به أرواحهم محبة وشوقا وتعبدا ورقا وخضوعا وتذللا وزلفا إلى الرب الخالق العظيم وليس من أجل وعوده على الصيام بل من وافر إحسانه وعظيم امتنانه الذي من عليهم بهذا الشهر الكريم المبارك لتكون أيامه ولياليه مشغولة بأسباب محبته عامرة بسبل مودته. وفي المدنية المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة أمس عن فضل شهر رمضان، موصيا المسلمين بتقوى الله حق التقوى. وقال: فضل الله الليالي والأيام بعضها على بعض واصطفى من الشهور شهرا جعله غرة شهور العام خصه بمزيد من الفضل والإكرام، نهاره صيام وليله قيام آيات الكتاب فيه تقرأ وتتلى، تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان، فيه تضاعف الأعمال وتكفر الخطايا والأوزار، موسم العفو والغفران، شهر الخير والبركات تخرج النفوس فيه من الغفلة والكسل إلى حلاوة العبادة، وللعبادة فيه لذة ولها في النفس بهجة وفي الوقت بركة. وأضاف يقول إن إخلاص الأعمال لله من صيام وغيره أصل في الدين ولذلك أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ((فاعبد الله مخلصا له الدين))، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين أن عبادته لله قائمة على الإخلاص مستدلا بقوله تعالى ((قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين))، مشيرا إلى أن الصلاة منزلتها في الدين بعد الشهادتين وهي أحب الأعمال إلى الله، والزكاة قرينة الصلاة في كثير من آيات القرآن وأصل من أركان الإسلام تطهر النفس من البخل والشح وتنمي المال وتحفظه، قال تعالى ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)). ومضى يقول: «إن رمضان زمن البذل والعطاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، وكل إنفاق فهو مخلوف عند الله وقرض مسترد، والمال يزيد بالصدقة ولا ينقصه، ففي رمضان عبادات تكفر الخطايا فصيامه يغفر الزلات والأوزار لقوله عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، ومن حافظ على صيامه كان وقاية له من النار، ومن صلى في ليله غفر له ما تقدم من ذنبه، فالعمرة فيه تعدل حجة، وكتاب الله الكريم أنزل في رمضان فهو زمن الإكثار من تلاوته. وفي ختام خطبته حذر إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين من مفسدات الصوم والوقوع في أعراض المسلمين وحفظ اللسان والسمع والبصر عما حرم الله، فمن بلي بسوء من أحد فلا يقابله بمثل سوءته.