تبنى مجلس الشورى السعودي، مؤخرا، توصية تطالب بوضع لائحة تجرم الذكور الذين يمنعون المسعفين من إسعاف نسائهم، حيث إنه وللأسف هناك من الذكور من يرفض أن يقوم رجال الإسعاف بإسعاف قريبته، ويفضل أن تموت على أن يسعفها رجال، ولم تعين مسعفات لذات الاعتبارات، في الصحيح قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة) الريبة: موقف يتوقع حدوث الفاحشة فيه. يكفي هذا الحديث لردع الذكر الذي يفضل أن تموت ابنته أو زوجته أو أخته أو أمه على أن يسعفها رجال فقط لحمية الجاهلية فيه، وهو بذلك يكون غير أمين على حياتهن وإن متن بسبب عدم إسعافهن فسيحمل وزر قتلهن بمنع الإسعاف عنهن، ومن حق النساء أن تكون لدى الجهات المعنية الصلاحيات للتدخل رغما عن الذكر لإسعافهن؛ لأن الله لم يعط لأحد الحق في منع العلاج عن أحد والتسبب بقتله بذلك، وغيرة الذكور ضد المسعفين هي بنص قول النبي يبغضها الله، ولهذا يجب عدم المشاركة فيما يبغضه الله، وهو مراعاة الحمية الجاهلية للذكر التي تجعله يمنع المسعفين من إسعاف قريبته، فمثل هذه الغيرة في غير ريبة هي حمية «غرور أنا» الذي تماهى مع كيان قريبته، وصار يعتبر أن قريبته من أملاكه، وحميته ليست على مصلحة وشرف قريبته الذي لا يمس في حالة إسعافها، إنما حميته هي على حس تملكه المطلق لها، وقد ذم الله مثل هذه الحمية واعتبرها جاهلية ومن صفات غير المؤمنين؛ لأنها تجعل صاحبها يكابر على الحق لإرضاء غرور أناه (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية).