توديع أودّعكِ فيضيقُ المطار، يضيق صدري، لأنّ قلبي يبتعد في الفضاء.. يغيب بين الغيوم. فيا أيّها الكونُ؛ لماذا تشطرنا هكذا بين أضلاعك؟ أنا في الأرض.. أتحسّس بقايا كحلها على قميصي، وأدخّن التّبغَ كي لا أصرخَ، وهي في السماء.. تتلمّس السِّوارَ الذي أهديتها وتقرأ كي لا تبكي. حاجة كي ينطقَ العالمُ من خلالي؛ أحتاجُ إلى شفتيكِ. كي ينهضَ البرونز الثقيل؛ تمثالي الجالس في داخلي أحتاجُ إلى شفتيكِ. أحتاج إلى ثورتكِ، كي أنطقَ في هذا العالم أحتاج إلى شفتيكِ.. اللتينِ على بُعدِ التفاتة. تعالي تعالي فكلّ أماكننا تشكو غيابكِ! تعالي؛ فالشوق أسرع إليّ من وصد بابكِ، تعالي هنا والآنَ فالدقائق استشرستْ، وصرتُ أركعُ لساعتي في كل نبضةٍ. تعالي قبل جرف الريح لعطرك عن خشب المصاطب، وقبل أن تجفّ بقايا قهوتك الأخيرة. تعالي فالمكتبات قد بكت أحبارها؛ وهذه الشوارع أنكرت خطواتي. تعالي؛ فحتى وجوه لصوص الحدائق قد ذوت، فماذا سيسرقون الآن.. .. وكل خزائن قلبي معك؟