شهد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة رئيس لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة في محافظة العقيق البارحة الأولى، تنازل أسرة آل مجدوع عن قاتل ابنهم عبدالعزيز بن عبدالله آل مجدوع - رحمه الله -. وأثنى سمو أمير منطقة الباحة في كلمته أمام الحضور الذين زاد عددهم عن 500 شخص على موقف أهل المتوفى الذين تنازلوا عن قاتل ابنهم لوجه الله تعالى، واصفا سموه موقفهم بالعمل الإنساني النبيل الذي يجسد موقف الرجال في العفو بين أبناء المجتمع الواحد. وأكد سموه في كلمته في اللقاء الذي عقد في إحدى قاعات المناسبات، أن مثل هذه الأمور تعطي دروسا للشباب والأبناء بعدم التهاون في القتل، مبديا سموه سروره بوجوده بين أفراد أسرة القاتل والمقتول لنيل، الأجر والمثوبة ونشر الخير والصلاح وتوحيد اللحمة بين أفراد المجتمع. وسأل الله سبحانه أن تكون هذه الحادثة هي خاتمة أحزان مؤسفة تحدث بين أفراد المجتمع الواحد، وأن يجزل الأجر والمثوبة لذوي القتيل وأن يرحم المتوفى وأن يجعل مثواه جنات النعيم. وقال سموه: «نتقدم لذوي الدم آل مجدوع وإخوانهم وإلى أسرهم الكريمة بالشفاعة لعل الله سبحانه تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم، والتعالي والصفح هو من شيم الكرام ومن شيم الأقوياء»، مبينا أن الضعاف لا يصلحون ولا ينسون الأحقاد ومن يتناسى هو الرجل القوي في دينه وفي إيمانه وفي خلقه. وبين أن لنا أسوة طيبة وحسنة في قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي دائما يسعى في الخير بين أبناء وطنه راجين من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. من جانبه، ألقى رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الباحة نائب رئيس لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة الشيخ عبدالله بن أحمد القرني، كلمة أشاد فيها بمساعي سمو أمير المنطقة في العفو عن القاتل، مهنئا أهل القتيل بفوزهم بالهمم العالية في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة، سائلا الله أن يعتق رقابهم من النار وأن يأخذ بأيديهم إلى ما يحبه ويرضاه. وكان ذوو القتيل قد أعلنوا في كلمة ألقاها عنهم علي بن عبدالله آل مجدوع (الشقيق الأكبر للقتيل) العفو عن قاتل ابنهم لوجه الله تعالى، سائلين الله تعالى أن يجزي سمو أمير منطقة الباحة خير الجزاء على شفاعته، وأن يجعل ما قام به في ميزان حسناته. وبين آل مجدوع ل «عكاظ» أن السبق في العفو لوالدته جزاها الله خيرا، مشيرا إلى أن العفو من شيم الرجال، مؤكدا رفضهم أي مقابل مادي، وأنها لوجه الله تعالى «ولا نريد جزاء إلا من الله سبحانه»، لافتا إلى أنهم اتخذوا الخطوة الصحيحة وليسوا نادمين عليها. كما ألقى أمين لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة العقيق محمد بن سعد بن شباب كلمة نيابة عن ذوي القاتل، أشادوا فيها بعفو أهل القتيل، داعين الله أن يرحم ميتهم وأن يعظم أجر أهله. وتخلل العفو كذلك العديد من الكلمات لمسؤولي ومشايخ قبائل المنطقة، التي أكدت أهمية التسامح بين المؤمنين وجعل العفو نبراسا ودليلا على التقوى. ووقعت الحادثة إثر خلاف أسري قبل 11 عاما، حين أقدم محمد بن شباب بن شافي على قتل ابن خالته وصهره عبدالعزيز بن عبدالله بن مجدوع رحمه الله.