أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال، في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «إنه مع إشراقة عام جديد ومع ما تتكابده أمتنا وما تسام به من بطش من الظالمين، لزم التأكيد أنه لا عز ولا تمكين للأمة إلا بالتمسك بعقيدتها واستنهاض كل القيم الأخلاقية التي أمر الله بها، ومع كل التحديات المعاصرة، فإنه يجب على أمتنا تحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية تجاه عز دينها وأمن بلادها وتعزيز وحدة صفها واجتماع كلماتها والتعامل مع غيرها بالحكمة والتسامح والحوار لا غلو ولا جفاء ولا تجبر ولا رفض للغير مطلقا، والنظر في مصالح الأمة الكبرى ورعاية حقوق الإنسان والشعوب وتجنيبها ويلات الحروب وإرساء الحق والعدل وصون الحريات وحقن الدماء والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي ليتحقق الأمن والسلم العالمي حتى لا يفقد العالم ثقته بالأمن والسلام وثقته بالمنظمات والهيئات الدولية وأهمية إصلاحها إصلاحا شاملا لتتمكن عمليا من أداء واجباتها وتحمل مسؤولياتها، بعيدا عن ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين». وأضاف: «علينا الاعتزاز بثوابتنا وأصولنا وعدم المساومة والمزايدة عليها في قضايا السلم والحرب والسياسة والاقتصاد والمرأة والمجتمع وتحقيق الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والعنف والكراهية وعلاج مشكلات الجهل والفقر والمرض والبطالة والفرقة والاختلاف وإعزاز العلوم والمعارف والحضارة والجدية والإعمار والنماء واستثمار وسائل العصر وتقنياته ومواقع التواصل الاجتماعي بما يفيد الأمة ويخدم الدين ويوحد الأوطان ويحافظ على أمنها واستقرارها ويبعدها عن استهداف المغرضين»، وتابع : «إننا نودع عاما قضت منه الأيام والشهور، وفي هذا الزمان المضطرب بالماديات وانغماس النفوس في الغفلة واعتلالاتها تشرئب النفس الزكية للتذكير، ومن ذلك آية الشهور والأعوام، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)»، وحذر من الركون إلى دار الزيف والغرور، وقال: «ما نحن عنها إلا مرتحل ومنتقل، وكم هو عجيب حال الإنسان يؤمن بالموت ثم ينساه ويوقن بالتفريط فيغشاه وكم يغتر بالصحة والعافية ويغفل عن نزلات أمامه باقية ويعتنق دنيا طلعتها صغيرة». ولفت إلى أن السعيد من ادخر لنفسه وعمل صالحا في دنياه واستعد لحسابه وخشي أهوال يوم القيامة. ودعا الشيخ السديس جميع المسلمين إلى التوبة النصوح الصادقة. من جهته، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، في خطبة الجمعة أمس، أن العام الهجري ينقضي والأمة تعاني ويلات ونكبات وهجمات وكربات، مضيفا أن المخرج منها لا يمكن أن يكون إلا بالتمسك بتعاليم الإسلام. وناشد آل الشيخ المسلمين نبذ الاختلاف وأسباب الفرقة والشتات وجعل العام الجديد فرصة للوفاق والاتفاق وجمع الكلمة وتوحيد الصف، مشددا على أهمية الأمن والأمان لبلاد المسلمين، حيث لا يطيب العيش ولا يهنأ المسلم إلا بهما ولا تستقيم الحياة إلا معهما، ولفت إلى أن قدوم العام الجديد مدعاة للتفكير والتأمل في حال كل منا ومحاسبة النفس بالتوبة إلى الله والإنابة. وحث آل الشيخ المسلمين إلى اغتنام فرصة العام الجديد في الاستزادة من كل خير عاجل أو آجل.