أكدت الإعلامية ومذيعة قناة الإخبارية فوز الخمعلي أن الإعلاميات السعوديات قادرات على القيادة الإدارية في مختلف المؤسسات متى ما حكمن مشاعرهن، مشيرة إلى أن القوامة للرجل في منزله فقط. وبينت الخمعلي أن العادات والتقاليد التي كان عليها المجتمع سابقاً حدت من ظهور المذيعات السعوديات، مشيرة إلى أن ذلك بدأ يتلاشى في الوقت الراهن. واستغربت مذيعة قناة الإخبارية من توجه بعض النساء إلى عضوات مجلس الشورى للمطالبة بقيادة السيارة مؤكدة أن المرأة لديها مطالب أهم من ذلك. جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معها «عكاظ» وفيما يلي نصه: فوز عوض من فنانة تشكيلية إلى مذيعة حدثينا عن تجربتك؟ الفن والإعلام هما وجهان لعملة واحدة كلاهما يهدف إلى إرسال رسالة سامية، بداياتي عندما كنت أشارك في المعارض التشكيلية كنت ألتقي هنالك عددا من الإعلاميين والإعلاميات، وكانت تجرى معي لقاءات إذاعيه عبر إذاعة الرياض لبرنامج براعم الوطن وكنت أتحدثت عن تجربتي في الفن التشكيلي. بعدها طلبني مدير الإذاعة حينذاك عبدالمحسن الخلف وكان معجباً بثقافتي وحديثي بالإذاعة وبعد سماعه لي طلب مقابلتي وعرض علي فرصة الانضمام إلى الإذاعة وأعجبتني الفكرة وتقدمت وعملت اختبار المذيعين ونجحت، بعد ذلك خضعت لتدريب قرابة ال 8 أشهر في الإذاعة من خلال برامج الأطفال والأخبار الموجزة ومن هنا انطلقت وبعد سنة من العمل الإذاعي انتقلت مباشرة إلى التلفزيون وعملت في القناة الإخبارية. هل أنت راضية عن تجربتك في التلفزيون خلال الفترة الماضية؟ نوعاً ما لأنني أطمح لنجاح أكبر، وعموماً أنا راضية رغم ما تعرضت إليه، وأعتقد أني أنثى قويه أفخر بنفسي ما أبرز المعوقات التي وقفت ضدك؟ أبرزها كانت مواجهة المجتمع، المجتمع كان يرفض خروج الإعلامية السعودية لكن الآن ولله الحمد أصبح هنالك انفتاح ووعي والنظرة تغيرت تماماً للإعلاميات السعوديات. إذاً عدم خروج الإعلامية السعودية سابقاً كان سبباً لضعف بروز إعلاميات سعوديات آن ذاك؟ نعم، وبكل تأكيد، كثير من بناتنا السعوديات يتمنين أن يدخلن المجال الإعلامي لكن مجتمعهن وأهلهن يرفضون هذا الشيء بحكم قشور بعض العادات والتقاليد التي لديهم. كيف ترين تواجد الإعلامية السعودية حالياً؟ للأسف الإعلاميات السعوديات قليلات جداً إلا أنهن رغم ذلك يبلين بلاء حسنا وواحدة منهن تغطي غياب البقية، وتقدم في المجال الإعلامي بشكل نظيف وطاهر. لماذا عدد الإعلاميات السعوديات قليل.. هل هي عدم ثقة فيهن؟ لا ليس عدم ثقة، ولكن حسب ما أرى أن كثيرا من الإعلاميات (متسعودات) بمعنى أنهن غير سعوديات لكن يظهرن أمام القنوات وأمام الملأ على أنهن سعوديات، بالتالي فهن يملأن فراغا كبيرا تستحقه السعودية الحقيقية. هل تقتدين بأحد من المذيعات؟ حقيقة يعجبني صمود وقوة وطرح ورسمية المذيعة اللبنانية مي شدياق، صرامتها ورسميتها جداً رائعة امرأة حديدية في عالم السياسة ومجابهة الوحوش. ما البرنامج الذي تتمنى المذيعة فوز تقديمه؟ أتمنى أن أقدم برامج تخص المجتمع وتكون من الميدان نفسه، لكن ما أخشاه هو من ردة فعل المجتمع العكسية ونحن بهذه الظروف السياسية الراهنة وحرب العدى. وما ردة فعل المجتمع التي تخشينها؟ هنالك أشخاص مسيسون خصوصاً في ظل ثورات الشعوب، مثلاً عندما نناقش موضوعا أو مشكلة ما في مجتمعنا والعالم في حالة هيجان خصوصاً الشباب المسير، أخشى أن يتم عمل قضية كبيرة من هذا الموضوع ويؤول تأويلات أخرى نحن في غنى عنها حالياً، بعضهم لايعون أن الكثير من حولنا يتمنون لبلادنا الدمار.. فأقل شي يجب أن لا نعطيهم فرصة في ذلك. هل المرأة السعودية قادرة أن تصبح قائدة في أي موقع؟ نعم المرأة قادرة على القيادة الإدارية وبشكل كبير.. متى ماحكمت مشاعرها، وأستطيع التأكيد أن الرجل أحياناً له أخطاء وهفوات في القيادة. ولا يوجد ما يميزه عن المرأة، كلاهما بشر يخطئ ويصيب.. وأخشى من البعض عندما يقرأ كلامي أن يقول (القوامة للرجل)!!! لأن قوامة الرجل في بيته فقط.. أما في ميدان العمل فلا فرق الأفضل يفرض نفسه قيادياً. كيف ترين انضمام المرأة إلى مجلس الشورى؟ نعم سيكون بصالح المرأة السعودية بشكل عام، و أنا خلال لقائي ببعض عضوات المجلس المعينات حديثاً وجدت أن لديهن خططا عظيمة لطرح عدة قضايا ليست للمرأة فقط بل للمجتمع بشكل شامل سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، وإن شاء الله تصب اقتراحاتهن بصالح الوطن إيجابياً، أنا متأكدة أن جميع العضوات لديهن طموح لتقديم الكثير للوطن، ونحن كنساء نعول عليهن الشيء الكثير ونتطلع لهن بعين متفائلة. بداية انضمام المرأة لمجلس الشورى طالبت العديد من النساء بفتح ملف قيادة السيارة هل تتفقين مع هذا الشيء؟ في الحقيقة، استفزني الموضوع كثيراً عندما علمت أن أول مطلب للنساء هو قيادة السيارة، لأن هنالك موضوعات كثيرة أولى أن تطرح. وعلى سبيل المثال أنا كامرأة سعودية لاتهمني قيادة السيارة وأعتبره موضوعا هامشيا، لأن هنالك أمورا مهمة للمرأة وكثيرة ومعروفة للجميع مثل حقوق المطلقات ومواضيع التعنيف للمرأة والطفل واحتياجات ومطالب المرأة كثيرة، ولذلك أتمنى من أخواتي عضوات مجلس الشورى ونحن نعول عليهن الكثير أن لا يجعلن موضوع قيادة السيارة من أهم مواضيعهن، بل يجب عليهن تلمس حاجات النساء من واقع الميدان. فوز عوض نزلت دمعتك في نشرة أخبار على الهواء وكنت حديث العالم حدثينا عن الموقف؟ كنت أقرأ خبرا عن طفل سوري قتل أمام والده لم يسعفني حظي لأكون قوية أمام جبروت الخبر وموت الضمير العربي ولم تكن إنسانيتي معدومة كي أتحمل.. بكيت وأنا بت أيقن أن العالم لم يعد يشعر ببعض لم نعد كالبنيان ولم نعد نشد بعضنا بعضا.. بكيت لأن هذا المنظر سيتكرر كثيراً وشعرت كأن هذا الطفل يخصني شعرت بالقهر حينها وبكيت لأن العرب يقتلون بعضهم من أجل مصالح شخصية و لم أعد أشعر بالأخوة والتماسك. ما ردة الفعل التي أزعجتك تجاه تلك الدمعة؟ أزعجني فقط واحد بالمائة من الأشخاص الذين نسفوا قواعد الإنسانية وبدأوا يشككون في صدق نواياي وأني أبحث عن الشهره كما يتوهمون ؟! نسو أن قاعدتي أسمى والشهرة لاتهمني وإن أردتها أحضرها عندما أعمل وأنجح في سلسلة متواصلة من العطاء وليس بلحظة ضعف ودمعة صادقة مني نزلت وكسرتني أمام العالم وجردتني من مهنيتي لأن الموقف أصاب أنثى بداخلي لاتملك إلا مشاعر وخوف على مستقبل الوطن العربي والعالم الإسلامي والإنسانية جمعاء. لكن عزائي في ذلك هو أن دمعتي وصلت لقلوب كل الناس الذين يملكون مثلي مشاعر إنسانية يشعرني أن هناك عالما لا يزال بخير مادمنا شعوبا نحمل مشاعر أيا كانت دياناتنا، فنحن لبعض أكرم وأرحم هل فوز تشبه نفسها على الشاشة؟ أرى نفسي طبيعية جداً وأنا أمام الشاشة تماماً وأشبه نفسي خلفها.. لا أحب أن أكون مزيفة. ما عيوب فوز التي تحبين أن تتخلصي منها؟ ملامحي واضحة فما يزعجني يظهر علي وما يفرحني يظهر علي.. وهذا يجعلني مكشوفة وشفافة أمام المتلقي.. ربما يجب أن أكتسي بالغموض قليلاً.. قبل الختام ما أماني فوز ؟ أمنيتي أن نكون بأمان ونتحد كشعوب عربية وأن لا نسمح للذين يسيرون بأجندة خارجية بتفكيك قواعد أمتنا العربية، هذا على الصعيد العام، أما الشخصي أتمنى أن أعيش بسلام داخلي وأن يبتعد عني من يبحثون عن النجاح من خلال الحرب أو التسلق على أكتاف الآخرين وأن يظل أصدقائي يحملون مشاعر إنسانية لاتتبدل و كافية بأن نقوي بعضنا من خلالها.