الحكم بشر وله ميول

أكد الحكم الدولي مرعي العواجي الذي سيقود مواجهة الشباب والاتحاد في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال أن تكليفه لإدارة هذه المواجهة يعتبر شرفا كبيرا خاصة وانه سيتشرف بالسلام على راعي المباراة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز ، وأوضح العواجي أن تميزه وانطلاقته في سلك التحكيم كان عن طريق الاقناع من زميله السابق خالد الغامدي، «عكاظ» التقت بالحكم مرعي العواجي ودار الحوار التالي:
? مرعي العواجي .. تميز وانطلق في عالم التحكيم، حدثنا عن دخولك لهذا المجال؟
أحمد الله على ما قمت به من عمل مميز، أما بدايتي كانت عن طريقي زميلي وأخي حكم درجة أولى السابق خالد الغامدي ، الذي طرح الفكرة علي وأقنعني بالدخول لهذا المجال ، والحمد لله وفقت في ذلك وكان ذلك في بداية موسم 2002 .
? الحكم معرض دائما للحالات الخاطئة، كيف تتعاملون مع ذلك بعد المباراة؟
الحكم دائما معرض للتقدير الخاطئ وهذا شيء طبيعي ويحدث حتى في الملاعب الأوروبية، لكن الحكم دائما ما يبحث عن تطوير نفسه ومن ذلك أن يتابع الأخطاء التي وقع فيها أو حتى زملائه ودراستها والنظر فيها على أن يتم تفاديها مستقبلا.
? لكن الحكم دائما ما يكون كبش فداء ومعرضا للسب والشتم .. كيف تصفون ذلك؟
بصراحة شيء غير لائق، ودائما نتعرض لمثل هذا وتؤذينا تلك التصرفات، لكن هي دائما ما تخرج من شريحة بسيطة في المجتمع الرياضي وتكاد تكون دخيلة علينا.
? دائما ما يتردد بأن مرعي العواجي يميل لبعض الأندية أثناء أدائه .. تعليقك؟
للأمانة لأول مرة أسمع مثل هذا الكلام ، لكن بشكلٍ عام لا يوجد شخص لا يملك ميولا فالحكم بشر ويملك إحساس لكن أثناء دخوله للمباراة يضع بين عينيه مخافة الله، فنحن تحكمنا شريعة إسلامية تنافي تلك الأمور وهذه المواضيع ليست من أخلاقنا وشيمنا، لكن لو كان ما تقوله صحيحاً سأقول (لو نظرت إلى الخلف فلن تصل لهدفك).
? يسند للحكم الأجنبي قيادة بعض المباريات، كيف ترى تأثيره النفسي على الحكم السعودي؟
بالعكس هذا أمر جيد، ويقطع الشك باليقين ويؤكد بأن الأخطاء موجودة ما دام أن كرة القدم مازالت تركل.
? لكن يقال بأن أكثر الفرحين في إخفاق الأجنبي في ملاعبنا هو الحكم السعودي؟
ممكن هناك من يفكر بهذا التفكير ، ولكن من يتمنى إخفاق أي إنسان في أي مجال فإن التوفيق لن يكون حليفة، لأن التنافس موجود وهو حق مشروع للجميع.
? كيف ترى عمل لجنة الحكام الرئيسية؟
رئيس اللجنة عمر المهنا والأخوة الأعضاء يجاهدون لتقديم ماهو أفضل للحكام من جميع النواحي ونسأل الله لهم التوفيق والسداد في ذلك.
? وماهو تقييمك لاجتماعات الحكام الشهرية؟
هي فائدة لمن يريد أن يستفيد بكل ما تعني هذه الكلمة، لأن هناك توضيح للأخطاء التي وقع بها زملائنا، لتفاديها مستقبلا وهذا دليل قاطع على حرص اللجنة على تطوير الحكم السعودي، والذي بفضل الله وصل لمراكز متقدمة، ودليل ذلك إسناد بعض المباريات الخارجية لصالحه.
? مؤخرا شاهدنا اعتراضات على الحكام سواء في مباريات الصعود أو دوري ركاء.. تعليقك؟
للأسف هذه الظاهرة أساءت بشكلٍ كبير للرياضة السعودية ، لكن أتمنى من الاتحاد السعودي الانتباه لها وأن يضع حدا للقاء عليها لأنها شوهت رياضتنا بشكلٍ عام، لابد وأن توضع قرارات صارمة للوقوف ضد هذه التصرفات السيئة الخارجة عن الروح الرياضية.
? وهل تعتقد أن العقوبات المفروضة على المعترضين تعد كافية نسبيا؟
من وجهة نظري أعتقد أنها غير كافية، وإلا لما شاهدنا التجاوزات متكررة.
? علك تخبرنا بطريقة إسناد وتوزيع تكاليف المباريات؟
هذا الموضوع يعود للجنة الحكام، فهي من تكلف الحكام لإدارة المباريات المناسبة ، فمتى ما رأت أن الحكم قادرا على إدارة مباراة معينة تسند له والعكس صحيح.
? مرعي العواجي اعتذر عن لقاء هجر والنصر في دوري زين، ماهي الأسباب؟
اعتذاري كان بسبب تواجدي في اليابان لتحكيم لقاء في دوري أبطال آسيا، حينا شعرت بشد عضلي في آخر المباراة وكانت المباراة يوم الأربعاء، بعدها غادرت الرياض يوم الخميس، واتجهت للمركز الطبي الذي شخص الحالة وأثبت بأنه تمزق سطحي يحتاج للراحة لمدة أسبوع، وصادف ذلك تكليفي لإدارة لقاء هجر والنصر فلهذا السبب اعتذرت.
? وكيف هي حالتك الصحية الآن؟
الحمد لله حالتي الصحية تحسنت بشكلٍ كبير، وأصبحت الآن قادرا على إدارة المباريات.
? الحكم السعودي دائما ما يحقق نجاحات خارجيا، هل الأجواء اختلفت هناك؟
الأجواء هي الأجواء لكن الذي اختلف هو النقد، والهجوم المتكرر على الحكم السعودي الذي ليس له مبرر ، خاصة إذا ما علمنا أن الأخطاء جزء من كرة القدم ولا يوجد حكم يتعمد إلحاق الضرر بآخر لأن هناك دينا يحكمنا.
? أسندت لك مهمة إدارة مواجهة نهائي الأبطال، كيف ترى ذلك؟
أولا الحمد لله أن المباريات النهائية عادت للحكم السعودي وهذا دليل على تميزه وجدارته لقيادة المباريات المهمة، الاختيار وقع من لجنة الحكام على مرعي العواجي، أتمنى من الله أن يوفقني في إدارة اللقاء وان نخرج في اللقاء لبر الأمان ويجب أن يعلم الجميع بأن أخطاء الحكام جزء من اللعبة ولايمكن لحكم كائن من كان أن يتعمد هزيمة فريق بعينه، خاصة واننا تحكمنا شريعة إسلامية قبل كل شيء.
? كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة «عكاظ» التي أتاحت لي الفرصة بالحديث، وأتمنى أن يدرك الجميع بأن الأخطاء جزء من كرة القدم.