من لم يستطع مجاراة الهلال في حصد الذهب استطاع وبطواعية من الهلاليين أنفسهم تجريده من مكتسباته وبكل سهولة حتى بات الفوز بلقب على مستوى الدوري هامشيا لدى الهلاليين. كثير من الهلاليين وعلى رأسهم إدارة النادي انجرت لمجاراة أولئك بعد أن فقدت الحكمة في اللعبة الإعلامية وجردت فريقها دون أن تعلم من عدة أسلحة ومن مكتسبات كبيرة. وسأضرب هنا مثالا، رئيس نادي الشباب خالد البلطان وبمجرد اقترابه من كسر الرقم القياسي لعدم الخسارة في الدوري تواليا أصبح يذكر ذلك الرقم في كل تصاريحه وبعد كل مباراة حتى رسخ هذا الرقم لدى الشارع الرياضي بأكمله بينما الهلال يكسب ويضرب أرقاما قياسية ولا أحد يعلم عنها سوى تقرير ينشر في إحدى الصحف ويمر مرور الكرام عدا نزر يسير يطلع عليه، ولعل فوز الهلال بكأس ولي العهد خمس مرات متتالية ضاربا بذلك رقما قياسيا تأريخيا بالفوز باللقب خمس مرات تواليا كأول فريق سعودي يفعلها ومع هذا لم نسمع مسؤولا يصرح بذلك المنجز. هنا يتضح الفارق بين تعزيز المكتسبات ومن يهمش مكتسبات ناديه ويجاري الفاشلين. العالمية صعبة قوية .. عبارة رددوها رغم أن الهلال تأهل لها من الملعب وليس من المكتب وهو زعيم القارة بستة ألقاب، وسيستمر هو زعيم القارة إلا أن يشاء الله، صحيح أنه فشل في عشر سنوات من التتويج باللقب القاري، ويخيل لك أن من يردد تلك العبارات ناد ضربت أرقامه القياسية «الإيجابية» كبرى قارات العالم، حتى أنني سمعت جماهير ناد آخر تردد تلك العبارة في مباراة لعبة مختلفة مع أن ناديها لم يسبق أن توج بأي لقب على صعيد القارة ولكنها فوبيا الأزرق. أتذكر جيدا عندما تم تقديم البلجيكي إيريك جيريتس للإعلام وحينها كنت بجواره وطرح عليه سؤال حول ما هي أهدافك، قال تحقيق لقب بطولة البلاد ويقصد بذلك الدوري، فرد عليه الصحفي قائلا: وكأس آسيا، فرد جيريتس ليست هدفي الأول فالدوري ما يوضح عملي على مدى فترة طويلة تمتد لموسم كامل وليس البطولة القارية. ومع هذا فشل الهلاليون عندما أعلنوا أن هدفهم البطولة القارية حتى بات الخروج منها كارثة ولعل ردة الفعل التي لاقتها الإدارة الهلالية بعد الخروج الأخير خير شاهد. الهلال كثيرا ما يفشل منسوبوه في تعزيز مكتسباته وينجرون وبسهولة لمجاراة الفاشلين ولعل البحث عن اللقب الآسيوي بهذا النهم خير مثال. يقولون في الأمثال إذا عرف السبب بطل العجب.. هذا ما يمكن أن يقال عن غياب النصر عن البطولات كل هذه السنوات خاصة بعد الاستعانة بالحكام بالأجانب . المنتخب أخيرا يفوز ولكن المستغرب الفرحة المبالغ فيها وكأننا توجنا بلقب.. قليل من التعقل والعمل الجاد يعيد منتخبنا للواجهة من جديد.