فضيلة المستشار الشرعي بجازان يلقي كلمة توجيهية لمنسوبي الدفاع الجوي بجازان    ارتفاع أسعار النفط عند التسوية    أمير القصيم يكرم بندر الحمر    نجل بولسونارو: والدي دعم ترشحي لرئاسة البرازيل في 2026    البيت الأبيض: أوروبا معرضة لخطر «المحو الحضاري»    اكتشاف استثنائي لمئات التماثيل الجنائزية بمقبرة تانيس في مصر    سالم الدوسري عن قرعة المونديال : لكل حادث حديث... حالياً تركيزنا على كأس العرب    أمير الرياض يتوج الفائزين بأول السباقات الكبرى على كأسَي سمو ولي العهد للخيل المنتَجة محليًّا ولخيل الإنتاج والمستورد    مساعد رينارد يتفوق عليه في فوز الأخضر الكبير بكأس العرب    نائب أمير الرياض يعزي رئيس مركز الحزم بمحافظة وادي الدواسر في وفاة والدته    الأخضر يتغلب على جزر القمر بثلاثية ويتأهل لربع نهائي كأس العرب    منتخب السعودية يتأهل لربع نهائي كأس العرب بالفوز على جزر القمر    جمعية ريف تُكرَّم في المنتدى الدولي للقطاع غير الربحي لحصولها على شهادة الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي عن مشروع "مطبخ طويق"    المكسيك تواجه جنوب إفريقيا في افتتاح كأس العالم 2026    الأخضر الأولمبي يتغلب على البحرين بخماسية في كأس الخليج    نادي وسم الثقافي بالرياض يعقد لقاءه الشهري ويخرج بتوصيات داعمة للحراك الأدبي    تقارير.. حقيقة خروج نونيز من الهلال في الشتاء    جامعة القصيم تحصد الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2025    Gulf 4P, CTW & Mach & Tools 2025 المنصّة الإقليمية الرائدة للابتكار والتقدّم الصناعي    بمشاركة 3000 مستفيدًا من منسوبي المساجد بالمنطقة … "الشؤون الإسلامية" تختتم برنامج "دور المسجد في المجتمع" لمنسوبي مساجد الشريط الحدودي بجازان    سيبراني تختتم مشاركتها في بلاك هات 2025 وتُعزّز ريادتها في حماية الفضاء السيبراني    خطيب المسجد النبوي يبيّن مكانة آية الكرسي وفضلها العظيم    الدكتور المعيقلي يزور مقر الاتحاد الإسلامي في جمهورية مقدونيا الشمالية    مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يفوز جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي    الذهب يستقر مع ضعف الدولار وسط رهانات خفض أسعار الفائدة وتراجع عوائد السندات    مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يشارك في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025    اللواء العنزي يشهد حفل تكريم متقاعدي الأفواج الأمنية    هيئة الهلال الاحمر بالباحة تشارك جمعية الاطفال ذوي الاعاقة الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    جمعية التطوع تفوز بالمركز الأول في الجائزة الوطنية للعمل التطوعي    وزير التعليم يلتقي القيادات بجامعة تبوك    اعلان مواعيد زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي    المجلس العالمي لمخططي المدن والأقاليم يختتم أعماله    التوصل لإنتاج دواء جديد لعلاج مرض باركنسون "الشلل الرعاش"    أمين جازان يتفقد مشاريع الدرب والشقيق    الدفاع المدني يحتفي بيوم التطوع السعودي والعالمي 2025م    أمير تبوك يستقبل معالي وزير التعليم ويدشن ويضع حجر الأساس لمشروعات تعليمية بالمنطقة    جمعية سفراء التراث تحصد درجة "ممتازة " في تقييم الحوكمة لعام 2024    تهامة قحطان تحافظ على موروثها الشعبي    معركة الرواية: إسرائيل تخوض حربا لمحو التاريخ    سفير المملكة في الأردن يرعى حفل ذوي الإعاقة في الملحقية    أمير منطقة تبوك يكرم المواطن فواز العنزي تقديرًا لموقفه الإنساني في تبرعه بكليته لابنة صديقه    مفردات من قلب الجنوب ٣١    أمير تبوك يواسي في وفاة محافظ الوجه سابقاً عبدالعزيز الطرباق    قمة البحرين تؤكد تنفيذ رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي وتثمن جهود ولي العهد للسلام في السودان    سمر متولي تشارك في «كلهم بيحبوا مودي»    معرض يكشف تاريخ «دادان» أمام العالم    الناتو يشعل الجدل ويهدد مسار السلام الأوكراني.. واشنطن وموسكو على حافة تسوية معقدة    أكد معالجة تداعيات محاولة فرض الأحكام العرفية.. رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن الأخطاء تجاه «الشمالية»    برعاية خادم الحرمين..التخصصات الصحية تحتفي ب 12,591 خريجا من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية 2025م    مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب    تعاون سعودي – كيني لمواجهة الأفكار المتطرفة    آل حمدان يحتفل بزواج أحمد    فرع الموارد البشرية بالمدينة المنورة يُقيم ملتقى صُنّاع الإرادة    صيني يعيش بولاعة في معدته 35 عاماً    ابتكار علاج صيني للقضاء على فيروس HIV    الكلية البريطانية تكرم الأغا    لم يكن يعبأ بأن يلاحقه المصورون    القيادة تعزي رئيس سريلانكا في ضحايا إعصار ديتواه الذي ضرب بلاده    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التهريب بلا «حدود» .. تحشيش إلكتروني ومروجون «ديجتال»
365 موقعا إلكترونيا تروج المخدرات و85% من صيدليات «النت» تبيع عقاقير محظورة
نشر في عكاظ يوم 07 - 06 - 2012

قال أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد الدكتور فايز عبدالله الشهري: إن العالم يشهد تزايدا مضطردا في تعاطي المخدرات مما يثير القلق، وأوضح أن تقارير الأمم المتحدة كشفت أن قرابة 5 في المائة من البالغين من سكان العالم يتعاطون المخدرات، وتتجه الظاهرة في غالبية المجتمعات إلى مستوى يدعو للتساؤل من حيث النمو والتزايد. وهذه المشكلة في طريقها لتصبح ركنا مهما في ثقافة الشباب اليوم، خاصة في المجتمعات الصناعية والمدن ذات الكثافة السكانية العالية، كواحدة من أكثر الظواهر المرتبطة بالجريمة وأكثرها أثرا في المظاهر الانحرافية الأخرى.
وأضاف في دراسة له عن استخدام شبكة الإنترنت في الترويج للمخدرات أن تقارير أمريكية لسنة 2007م، تشير إلى أن مستوى قابلية طلاب المرحلة الثانوية لتعاطي المخدرات تصل إلى 9 من كل 10 طلاب، وهناك 50 في المائة من الطلاب جربوا المخدرات مرة واحدة على الأقل. ومشكلة المخدرات أنها تشكل ثقافة مجتمعية تدعمها تجارة عالمية شرسة ومنظمة. ويكفي أن نعلم أن تجارة المخدرات تعد ثالث أكبر تجارة غير مشروعة في العالم، حيث يصل حجم هذه التجارة إلى 320 مليار دولار سنويا، بحيث تعادل الناتج المحلي لحوالي 90 في المائة من دول العالم! في حين تشير تقارير أخرى إلى أن عصابات المخدرات تتحكم في نسبة مهمة من إجمالي الناتج العالمي مع ما لديها من موارد تكاد تفوق عدة جيوش وطنية. وتبلغ حجم تجارة تهريب المخدرات في جميع أنحاء العالم حوالي 400 مليار دولار مع هامش ربح خيالي يوازي 300 في المائة، ومع دخول الإنترنت إلى مجتمعات اليوم كانت عصابات المخدرات وثقافة المخدرات حاضرة منذ سنوات الشبكة الأولى ما دعا مؤسسات رسمية وغير رسمية إلى المبادرة بعقد حلقات النقاش وتقديم المشاريع لوقاية النشء الجديد من مخاطر التعرف على هذه الآفات من خلال الإنترنت بعيدا عن التوجيه الأسري والمدرسي.
الجريمة الإلكترونية على شبكة الإنترنت
بين الدكتور الشهري، أن الإنترنت وسيلة حضارية عصرية للتواصل والتعلم والتدريب وإجراء المعاملات المصرفية والمالية وغير ذلك من الخدمات والتطبيقات التي ينتفع بها المجتمع. ومع انتشار التقنية الحديثة ظهرت أبعاد أمنية جديدة غاية في التشابك والتعقيد، وتتطلب تعاطيا مهنيا أمنيا على نفس درجة التحدي التي تبديها التقنية العالية، ولذا فمن المهم مراعاة العديد من الاعتبارات عند التحقيق والتعامل مع جرائم التقنية والتي تتسم بأنها تتم في ظل بعض الظروف الموضوعية التالية: - يسهل ارتكاب الجريمة ذات الطابع التقني. إمكانية إخفاء الجريمة، وصعوبة تتبع مرتكبيها. الحرفية الفنية العالية وضعف سبل المقاومة. صعوبة وضعف وسائل التحقيق. التطور التقني الذي لا يتوقف. لتكلفة الإدارية العالية لأساليب المقاومة (الأجهزة، والتعليم والتدريب). التقنية واستخداماتها السلبية أسرع من التشريعات. مخترعات وسائل المكافحة غالبا ما تأتي متأخرة. تدني مستوى الوعي (الإداري و الاجتماعي) بخطورة المشكلة. قلة الاستثمار في مجالات البحث العلمي للمساهمة في مكافحة جرائم التقنية. وشدد الدكتور الشهري أنه في ضوء ذلك كله يمكن تمييز بعض الخصائص الرئيسة للجريمة على شبكة الإنترنت منها أنها تتطلب قدرا كبيرا من الذكاء والمعرفة من مرتكبها وفريق المكافحة. تتم الجريمة بشكل سريع وحاسم أحيانا في دقائق معدودة يحدث تدمير يتكلف بلايين الدولارات. ترتكب الجرائم عبر الإنترنت بدقة بالغة نتيجة دقة أدوات الجريمة (برامج). التخفي عبر دروب الإنترنت هو أهم ما يميز مرتكبي هذه الجرائم، بحيث يمكن أن يختفوا تحت قناع فني يظهرهم من دولة إلى أخرى. تتسم بالغموض حيث يصعب إثباتها والتحقيق فيها كما هو الحال في الجرائم التقليدية.
مشكلة المخدرات.. أبعاد الظاهرة
وأوضح الدكتور الشهري، أن تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2008م بين أن أقل من شخص واحد بين كل 20 شخصا (تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما) جربوا المخدرات مرة واحدة على الأقل خلال الاثني عشر شهرا الماضية. أما متعاطو المخدرات ذوو الحالات المستعصية فيعادلون أقل من عشر هذه النسبة المئوية المنخفضة: 26 مليون شخص، أي حوالي 0.6 في المائة من سكان الكرة الأرضية البالغين. ويبين تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن أقل من شخص واحد بين كل 20 شخصا (تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما) جربوا المخدرات مرة واحدة على الأقل خلال الدراسة.
إيجابيات الإنترنت لعصابات المخدرات
برز الإنترنت كسوق جديدة لبيع وترويج المؤثرات العقلية، خاصة في مجال التحايل على الأنظمة بواسطة عرض بدائل العقاقير الخاضعة للمراقبة لجمهور واسع، وهي وإن كانت فرصة لتجار هذه السموم، إلا أنها في ذات الوقت وسيلة مهمة لرصد وتحديد اتجاهات المخدرات الجديدة لمعرفة المخاطر المرتبطة بالمواد المعروضة للبيع. وكذلك للإطلاع على معلومات جديدة عن منتجات جديدة من قبل المستخدمين والمهنيين، بما في ذلك علماء السموم السريرية والمتخصصين في مكافحة السموم والعاملين في مجال المخدرات. وتسمح تطبيقات وخدمات الإنترنت لعصابات المخدرات والمروجين والمنحرفين سلوكيا باستغلال هذه الوسيلة العصرية لنشر هذه السموم وثقافتها وترويجها بين الشباب على وجه الخصوص. ويمكن أن نحدد أبرز إيجابيات الإنترنت في مجال ترويج المخدرات وفق المحاور التالية:
بيع وترويج العقاقير الممنوعة أو الخاضعة للرقابة. أدى ظهور الإنترنت إلى زيادة ملحوظة في مبيعات الأدوية الخاضعة للرقابة وتلك التي لم تتم الموافقة عليها للبيع في كثير من الدول ولكنها متاحة بسهولة عبر شبكة الإنترنت، بيع المخدرات وترويجها باستغلال خصائص الإنترنت كانت البدايات مع ظهور شبكة الإنترنت وفي منتصف التسعينات وقد أعلنت وزارة الصحة اليابانية القبض على 60 شخصا جراء نشاطهم في بيع المخدرات غير المشروعة عبر الإنترنت. ثم تتابعت الضبطيات في كثير من دول العالم وظهرت تقارير تشير إلى الزيادة الكبيرة في عدد الاعتقالات بسبب قضايا مخدرات تنشأ من التعامل عبر الإنترنت. وتتم طرق البيع والتداول من خلال الانترنت عن طريق التواصل مع المروجين المحتملين في منتديات وغرف دردشة خاصة.
نشر ثقافة التعاطي وقبول المخدرات
وأضاف الدكتور الشهري، أن شبكة الإنترنت باتت في كثير من الكتابات الاجتماعية أس البلاء في وصفات الأدوية الممنوعة. وتعد منتديات الشباب وغرف الدردشة الإلكترونية مكانا وجد فيه بعض المتعاطين ومن يروجون لثقافة المخدرات ملاذا آمنا للتباهي بهذه الثقافة وترويجها. وقد حذرت تقارير دولية من تنامي ثقافة التعاطي وقبول المخدرات ضمن الثقافة الشعبية للشباب التي تروج مصطلحات الاستمتاع بالحياة والانعتاق من القوانين الأسرية وتجد رواجا عبر الشبكات الاجتماعية ومنتديات وغرف الحوار.
تعليم صناعة المخدرات التخليقية
وبين الامين العام المساعد للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن قدرة الإنترنت على تقديم المعلومات باستغلال ثغرات القوانين أو غيابها جعلها من الوسائل الحديثة لتعليم طرق ومعادلات صناعة المخدرات التخليقية. وأحيانا توفير المستشار على الشبكة من خلال منتديات تعلم المهتمين الأسرار الكيميائية لصناعة هذه العقاقير من مكونات قد يكون مسموحا تداولها.
تعليم فنون زراعة المخدرات
حذر الدكتور الشهري من استعمال شبكة الإنترنت في زراعة المخدران، وقال توجد على الشبكة العنكبوتية اليوم عشرات المواقع والمنتديات التي تقدم المعلومات والنقاشات حول طرق زراعة بعض النباتات المصنفة في جداول المخدرات. وتتحايل بعض هذه المواقع باستخدام الأسماء الشعبية لبعض المخدرات وأحيانا بالتصريح بالأسماء مع وضع عبارة إخلاء مسؤولية قانونية على اعتبار أن ما يكتب هو من باب حرية المعلومات والتعبير.
طرق إخفاء وتهريب المخدرات
وحول إخفاء الجريمة في الشبكة العنكبوتية قال الدكتور الشهري: يكفي الرصد السريع لمحتوى الإنترنت من خلال محركات البحث للوصول إلى نتيجة مفادها أن الشبكة تقدم لمهربي المخدرات ومروجيها الكثير من المعلومات عن طرق تهريب الممنوعات. وتنتشر على المنتديات الإلكترونية التي يرتادها الشباب بشكل خاص بعض الموضوعات التي تتطرق إلى الخبرات والتجارب الخاصية لمتصفحي الإنترنت في مجال تجاوز نقاط التفتيش والتحايل على القوانين ونقاط التفتيش الأمنية عبر الحدود والمطارات لتمرير المخدرات الممنوعة.
التنسيق بين المستخدمين والعصابات الإجرامية
الإنترنت وسيلة اتصال في المقام الأول وقد تبين بوضوح توسع استخداماتها من قبل العصابات الإجرامية في مجالات الدعارة وترويج الصور الإباحية ومن ثم ظهرت موجة توظيف الشبكات الإرهابية لخدماتها كوسيلة اتصال مؤثرة في مجال نشر الدعاية وكسب الأنصار ومنازلة الخصوم، وأيضا للتدريب والتنسيق بين عناصر هذه التنظيمات. وكون المخدرات تجارة عالمية ترتبط بعصابات وتنظيمات فقد كانت الشبكة إحدى الوسائل التي وظفتها هذه العصابات لتوفير المعلومات لعناصرها وتوظيف تقنيات التراسل الفوري والمنتديات والغرف المشفرة للاجتماعات التنسيقية وتوزيع الأدوار وتبادل التحذيرات لدرء خطر اكتشاف هذه العصابات كون المخاطرة بالاجتماعات الإلكترونية أقل منها في حال الاجتماعات المباشرة بين عناصر هذه العصابات.
وأشار المركز إلى وجود حوالي 115 متجرا لبيع المخدرات على الإنترنت في 17 دولة أوروبية وأن تجار التجزئة على الإنترنت يتوزعون في بريطانيا بنسبة 7 في المائة وألمانيا 15 في المائة وهولندا 14 في المائة ورومانيا 7 في المائة. وذكر التقرير أن أوروبا ما تزال المركز الرئيسي لإنتاج المخدرات، خاصة هولندا وبلجيكا وبكميات أقل في ألمانيا وبريطانيا وبولندا، وتشير تقديرات التقرير إلى أن 10 ملايين شاب أوروبي تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عاما تعاطوا المخدرات خلال فترة حياتهم، وأن حوالي 2.5 مليون استخدموها في العام الماضي. وحذر التقرير من أن من بين أطفال المدارس تظهر البيانات الأخيرة ترابطا قويا بين الإفراط في تناول الكحول وتعاطي المخدرات.
ويكشف تقرير صدر عن المركز الوطني للإدمان وتعاطي المواد المخدرة في جامعة كولومبيا الأمريكية عن وجود عشرات المواقع على شبكة الإنترنت لا تتطلب وصفة طبية لشراء المخدرات والمنشطات وغيرها من المواد الخاضعة للرقابة، وأن أيا من تلك المواقع لا تتقيد بالضوابط اللازمة لمنع الأطفال من الشراء. كما يكشف التقرير أيضا عن أن 85 في المائة من المواقع التي فحصت على شبكة الإنترنت تبيع العقاقير القوية مثل أوكسيكونتين، الفاليوم، وريتالين ولا تطلب من مستخدمي الإنترنت وصفة طبية من الطبيب المناسب، بل إن كثيرا منها توضح صراحة أن لا حاجة هناك إلى أي وصفة طبية. وقد تم في هذا التقرير العثور على 206 مواقع للإعلان عن المخدرات والعقاقير وحوالي 159موقعا تبيع هذه العقاقير علانية عبر الشبكة. والمشكلة المقلقة هو أنه لا توجد ضوابط على أي من هذه المواقع خاصة ما يكفل إعاقة وصول الأطفال إليها لا سيما وأن معظم مستخدمي الإنترنت هم من المراهقين والشبان. وتبين وجود كثير من المواقع على الشبكة التي تسمح للمستخدمين بشراء المواد الخاضعة للرقابة بعد تعبئة نموذج خاص تحت مسمى «استشارة طبية»، وبعدها تمرر الطلب دون وضوح وجود استشارة طبية من طبيب متخصص. وتكشف دراسات الإنترنت عن حقائق منها أن نصف المواقع التي تشترط وجود وصفات طبية تستقبل صور هذه الوصفات من خلال الفاكس، ما يسمح بالاحتيال وإساءة الاستغلال. ويتبع في معظم عروض الأدوية المعروضة للبيع والمخدرات مثل زاناكس والفاليوم، قوائم مقترحة مثل بعض الأدوية القريبة مثل المسكنات الأفيونية هيدروكودون (الواردة في الأدوية مثل فيكودين وLortab)، الكودايين ومثيلاتها. وأن 85 في المائة من صيدليات الإنترنت لا تطلب وصفة طبية لشراء العقاقير الخاضعة للمراقبة. وأن 42 في المائة من هذه المواقع تبين أن ليس هناك حاجة إلى وصفة طبية، وأن 13 في المائة لم يذكروا أبدا موضوع وصفة طبية وأن 45 في المائة من هذه المواقع يعرض«استشارة طبية».
ولعل ما ساعد على رواج ونشاط تجارة المخدرات بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة المشار إليه ذلك التطور الهائل في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، والذي زاد من قدرة عصابات إنتاج وتهريب المخدرات على تبادل المعلومات والخبرات والتي ساعدتهم على تطوير أنشطتهم الإجرامية.
ويدق تقرير المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان ناقوس الخطر بخصوص الأنواع الجديدة من المخدرات الاصطناعية التي وجدت ملاذا لها على شبكة الإنترنت. وقال الدكتور الشهري: إن خبراء في مكافحة المخدرات منهم فولفغونغ غوتز من الوكالة الأوروبية للمخدرات قال: «المشكلة الحقيقية ليست في هذا الخليط من الأعشاب ولكن في وجود كمية معينة من المواد المخدرة الاصطناعية. هذه المواد لها تأثيرات مشابهة للحشيشة أوالكانابيس. في هذه الحزمة لا أحد يعرف كمية هذه المواد المخدرة ولم نقم بتجارب حول ذلك لا نعرف شيئا حول تأثير هذا المخدر على المدى الطويل». وأشار تقرير للمرصد الأوروبي إلى وجود ثلاثة عشر نوعا من المخدرات الجديدة ولمراقبته لمائة وخمسة عشر موقعا لبيع المخدرات على الإنترنت. كما أشار أيضا إلى الانخفاض المسجل فيما يتعلق باستهلاك الحشيش أو الكانابيس خصوصا في غرب أوروبا وكرواتيا وسلوفينيا.
التحدي في مراقبة الشبكات في المملكة
وأضاف الدكتور الشهري، أن تحديات مواجهة المخدرات على شبكة الإنترنت ترتبط جرائم الإنترنت ذات العلاقة بالمخدرات بتقنيات الحاسب والبرامج، وكما هو معلوم أن السمة الغالبة للكثير من جرائم الكمبيوتر هي أنها من النوع العابر للحدود، وبالتالي تأتي الصعوبات وتحديات المواجهة من طبيعة الوسيلة ذاتها ومما تحتمه الوسيلة وما يوظف فيها من تقنيات، ومن ذلك التحدي البشري ويقصد بذلك نقص القدرات البشرية المؤهلة للتعامل مع هذه التقنيات المتجددة ما يصعب عمليات التتبع والرصد والتحقيق. وفي المملكة العربية السعودية يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت مع أوائل عام 2010م حوالي عشرة ملايين مستخدم، وحيث ينشط بين هذه الجموع لا شك تنظيمات إجرامية ومنها عصابات المخدرات ما يصعب مهمة التحري عن نشاطات هذه التنظيمات وسط ملايين المواقع ومئات الخدمات.
التحدي الفني «التقني»
من طبيعة التقنية سرعة التغير وتعدد الوظائف واندماج الوسائل وهذا يجعل من التوظيف السلبي للتقنيات الاتصالية أسرع من قرارات استيعابها والتدرب عليها في المؤسسات الأمنية.
التحدي القضائي
لا زال وضع الأدلة الرقمية محل تساؤل في كثير من المؤسسات العدلية والقضائية نتيجة القدرة على التلاعب به وتعديله وإتلافه وصعوبة إجراءات الحفظ والاسترجاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.