ترحل الأجساد لكن أفعال الخير تبقى كالشجرة الطيبة الراسخة في الأرض والسامقة فروعها في السماء لتكون بحق الإرث الحقيقي للشعوب والأفراد، باختصار الحديث هنا عن الأمير الراحل فقيد الوطن سلطان بن عبدالعزيز. وتتجلى الصورة الحقيقية للفعل الخيري الخالد الذي طالما انتظره الأيتام في عيدي الفطر والأضحى الذي أكد بحق أن سلطان بن عبدالعزيز كان أبا عطوفا وهامة من الخير المتدفق حتى أن يمينه أشبه ما تكون بالسحابة الممطرة خيرا. سنظل «نشتري من عيدية بابا سلطان».. بهذه العبارة بدأ اليتيم محمد فهد حديثه عن ذكريات عيدي الفطر والأضحى التي كان لسلطان الخير فيها موقف معهم. يحكي محمد تفاصيل ما قبل العيد التي كان وأقرانه في الدار يتغنون ب «نشتري من عيدية بابا سلطان»، مستبشرين بأن لهم من قلبه النصيب الأكبر، ومن عطفه وافر الاهتمام. يقول محمد «كان الأمير سلطان أبا للجميع يمنحهم فرحة العيد ويرسم على ملامحهم صباحات العيد التي تبعث في نفوسهم السرور». ويضيف، «قبل حلول العيد نتغنى فرحا بأن والدنا الراحل سيقدم لنا كسوة العيد ليعوضنا بحق عن فقد آبائنا». لم يكن الأيتام يشعرون أن حياتهم فارغة من الأبوة، فلمسة سلطان كانت تمنحهم دفء الأب، ورعايته كانت تعطيهم وقود الإحساس بأن آباءهم اجتمعوا في مجموعة إنسان اسمه «سلطان». بقي على عيد الأضحى 15 يوما، ويصر محمد هنا أنهم لن ينسوا والدهم وسيظلون يرددون «عيديتنا من أبينا سلطان».