اعتماد مهبطي الطائرات العمودية في أبراج الساعة للإسعافات الجوية    الدنمارك.. دراجة مسروقة تقود الشرطة إلى مفاجأة    وزير الحرس الوطني يطّلع على استعدادات القوات المشاركة بموسم الحج    تقرير: 4.5% وزن الأسهم السعودية في MSCI    العيبان: السعودية مستمرة في دعمها الإنساني للفلسطينيين    مهمة سهلة للكبار في دور ال 32    أخضر الملاكمة التايلندية ينتزع ذهب العالم في اليونان    «قوات أمن الحج»: تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي حفاظاً على سلامة الحجاج    لأول مرة في الحج.. إطلاق «التاكسي الجوي» ذاتيِّ القيادة    البسامي يتفقد قوات أمن الحج والجهات العسكرية المساندة المشاركة في الحج    كيف أُحبِطُ مَنْ حولي ؟    الذات والآخر    «المهدرجة».. الطريق إلى أزمات القلب وسكتات الدماغ    5 أسباب ستدفعك لتناول الفستق يومياً    الطيور تمتلك "نظام سير" خاصاً بها    رابطة العالم الإسلامي تعزي الكويت في ضحايا حريق منطقة المنقف    العقيد الطلحي يتفقد مركز(911)    ولي العهد يعتذر عن المشاركة في قمة ال G7 لإرتباطه بالإشراف على أعمال الحج    سطوة ريال مدريد    أشعة الرنين المغناطيسي تكشف تعرّض "العويس" للإصابة في العضلة الخلفية للفخذ    ألمانيا تستضيف يورو 2024 بمشاركة 24 منتخباً.. صراع على عرش القارة العجوز.. وإنجلترا وفرنسا أبرز المرشحين    التدريب التقني والمهني بتبوك يشارك في صيانة وفحص 492 مركبة في منفذ حالة عمار    فحص 400 ألف رأس مواشي في منافذ العاصمة المقدسة    الخطيب ترأس اجتماع المنظمة الدولية.. دور سعودي رائد في ازدهار السياحة العالمية    فاطمة تنال الماجستير من جامعة المؤسس    مدير مدرسة هشام بن حكيم يكرم الكشافين المتميزين    آل الفرحان يحتفلون بزفاف 3 عرسان في ليلة واحدة    ولي العهد يعزي ولي عهد الكويت في ضحايا حريق المنقف    الأمين العام للأمم المتحدة: مستوى الدمار في غزة وأعداد الضحايا لم يسبق لها مثيل    25 فعالية لمركز "إثراء" في عيد الأضحى    وزير الإعلام يزور جناح الداخلية    دورة تأهيلية لجامعي البيانات لموسم حج 1445ه    خدمات متكاملة لراحة ضيوف الرحمن    وزير الصحة يزور مستشفى قوى الأمن بمنطقة مكة المكرمة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته.. وصول الطائرة السعودية ال 53 لإغاثة الشعب الفلسطيني    أعرب عن الاعتزاز بالعلاقة المتميزة مع الشقيقة الكبرى.. صباح الحمد يشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    فريق طبي ينجح في إزالة ورم من رحم مواطنة في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام    كشفته دراسة عالمية شملت 356 مشاركًا.. إدمان «ألعاب الفيديو» يؤثر على جودة النوم    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق عدد من المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    وزير البيئة: حققنا أعلى معدلات النمو في إنتاج المياه المحلاة    المملكة تعزي في ضحايا حريق «المنقف» في الكويت    الهلال يفتقد البليهي في السوبر السعودي    180 شركة تخدم أكثر من 208 ألف من حجاج الداخل    لا حج بلا تصريح    تجمع الشرقية الصحي يشارك في مبادرة "خدمتكم شرف "    الطواف صلاة ولكن !    تحريف الحج عن مقاصده التعبّدية !    دموع رونالدو والنصر    «إش ذي الهيافة»    «البريكس» بديل عن نادي باريس !    الإعلام الرياضي    هل آن أوان مجلس أعلى للتعليم ؟    مستويات قصوى من العنف ضدّ الأطفال في غزة والسودان    القبض على 9 مقيمين ووافدَين لترويجهم بطاقات «نسك حاج» مزورة    وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني: ملتقى إعلام الحج.. نقلة نوعية    الرئيس الأوكراني يصل جدة وفي استقباله نائب أمير مكة    ارتفاع أعداد الجامعات السعودية إلى 32 جامعة في تصنيف التايمز للجامعات ذات التأثير في أهداف الأمم المتحدة    تابع سير العمل في مركز قيادة الدفاع المدني.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد مشاريع التطوير في المشاعر المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الله بن عبد العزيز 6 سنوات بيضاء في ضمير الشعب

مرت السنوات الست الماضية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مسؤولية الحكم ملكا وقائدا زعيما للمملكة، خيرا وعطاء تلمسه كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، لم يأل فيها جهدا، ولم يدخر وسعا لتوفير الرفاهية لشعبه الذي يحبه، والذي يبادله حبا بحب، ووفاء بوفاء، وإخلاصا بإخلاص.
وفي هذه الأسطر القليلة، تحرك قلمي ليخط عبارات الوفاء والعرفان تقديرا لملك وولي أمر قاد سفينة بلادنا بكل اقتدار إلى بر الأمان، في بحر يموج بالفتن، لتكون أياديه البيضاء خيرا على أبناء هذا الوطن الطيب من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وفي كل بقعة من أرجائه الغالية.
إن ما قدمه ويقدمه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله طبعٌ جبل عليه لم يكن وليد توليه الحكم والملك في المملكة، بل كانت منذ توليه أولى مسؤولياته، فرافقته سمة العطاء والبذل والتضحية دائما، ولأنها كثيرة يصعب حصرها، وجلية يصعب الحديث عنها في مقال صحفي، أو مجلدات يسطرها التاريخ، فإنني سوف أمر بشكل موجز على بعض ما قدمه.
خير استهلال
في مستهل عهده الزاهر صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بزيادة رواتب جميع العاملين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين بكافة فئاتهم، وكذلك المتقاعدين وأعضاء مجلس الشورى بنسبة (15%)، كما شمل الأمر الملكي الكريم صرف راتب شهر أساسي للموظفين، ابتهاجا ببداية عهده الميمون، ووجه بترسيم موظفي الدولة العاملين على بند الأجور والمستخدمين والعاملين برواتب مقطوعة، وامتد خيره إلى الأسر الفقيرة والمحتاجة، فتمت زيادة الحد الأعلى لمخصصات الضمان الاجتماعي للأسر إلى 28 ألف ريال في السنة، وكذلك رفع رأس مال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي قدره تسعة مليارات ريال، ورأسمال بنك التسليف ليصبح ستة مليارات ريال، وكذلك رفع رأس مال صندوق التنمية الصناعية بمبلغ 13 مليار ريال.
وصاحب ذلك في سنة 1427ه تخفيض أسعار البنزين إلى أدنى مستوى له في العالم أجمع، بل وبسعر خيالي لا يكاد يذكر.
وفي هذا المجال نفسه أصدر خادم الحرمين الشريفين أوامره الكريمة بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق الخاصة، ممن عليهم ديون أو ديات، كما أمر بإعفاء المتأخرين عن السداد ممن لديهم أقساط متأخرة من مقترضي صندوق التنمية العقارية، بنسبة 10 في المائة بل وأعلن حفظه الله عن سعيه لإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود من الموظفين تقيمه الدولة، بحيث يتاح لهم ولأسرهم إيداع أموالهم فيه، على أن تضمن الدولة رؤوس الأموال في حالة الخسارة.
لقد أثرت هذه القرارات الملكية في المجتمع السعودي بأسره، وزادت فأخذت بيد الفقراء والمحتاجين، ودعمت القطاع التنموي، والقطاع الصناعي وحفزتهما على مزيد من استثمار الطاقات والجهود لبناء هذا الوطن.
وفي أوائل سنة 1429ه أحس خادم الحرمين الشريفين بالآثار السلبية التي أحدثها ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة على حياة المواطنين، فوجه أمره الكريم بصرف بدل غلاء معيشة، وإضافته إلى رواتب موظفي الدولة ومستخدميها ومتقاعديها، بواقع خمسة في المائة لمدة ثلاث سنوات بطريقة تراكمية، وكذلك رفع مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة عشرة في المائة، مع استمرار دعم الحكومة للسلع الأساسية، للتخفيف من حدة ارتفاع أسعارها، ومراجعة ذلك كل ثلاث سنوات، وكذلك المسارعة في بناء الإسكان الشعبي الذي اعتمد له مبلغ عشرة مليارات ريال، ليكون على شكل وحدات سكنية مناسبة، متضمنا استمرار اعتماد مبالغ إضافية للإسكان الشعبي في السنوات القادمة.
عطاء غير في جمعة الخير
توج الملك عبد الله بن عبد العزيز هذه الأوامر الملكية في جمعة الخير بتاريخ 20/3/1432ه بحزمة من القرارات التي حملت الخير والعطاء لشعبه الوفي، ولم تترك أحدا منهم إلا وطالته بخيرها العميم.
ففيما يتعلق بخدمة الإسلام والمسلمين وضع خادم الحرمين الشريفين عام 1427ه حجر الأساس لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، ومشروع تطوير الساحة الشرقية، وإنشاء محطة للنقل والمواقف.
وفي مكة المكرمة، وخدمة لبيت الله العتيق واستكمالا لما بدأه والده الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وإخوانه الملوك الذين سبقوه رحمهم الله وجه خادم الحرمين الشريفين ورعاه بإجراء أكبر توسعة للحرم الشريف في المسعى وما وراءه من توسعة للساحات الخارجية للحرم المكي، والمرافق الأخرى المساندة والتي تعمل على انسيابية الحركة في الدخول والخروج للمصلين والمعتمرين والحجاج وتطوير لمنطقة الشامية، بحيث يتم إنشاء أبراج وشبكة طرق مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماما عن الممرات وأخرى أنفاق داخلية مخصصة فقط للمشاة مزودة بسلالم كهربائية وتوفر فيها كافة معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية، كما افتتح مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم بكدي الذي ساهم في تنظيم وتذليل صعوبات الحصول على ماء زمزم.
وافتتحت في عهد الملك عبد الله أبراج وقف الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه للحرمين الشريفين، التي تضم أكبر ساعة في العالم، وفي المشاعر المقدسة افتتحت توسعات جسور الجمرات، والقطار الكهربائي.
كل ذلك وغيره قدمه خادم الحرمين الشريفين خدمة لبيت الله الحرام، وتيسيرا على حجاجه ومعتمريه، تقربا إلى الله ورغبه إليه راجيا ثوابه الجزيل، وإكمالا للقب الشريف الذي يتشرف بحمله (خادم الحرمين الشريفين).
هيئة البيعة تنظيم لسلاسة الحكم
ولقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ساعدا وعضدا لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في تنظيم أمور الدولة وشؤونها بكل اقتدار، وقد استهل عهده الميمون بإصداره نظام هيئة البيعة وتعديل النظام الأساسي للحكم، بما يضمن للدولة سلاسة الحكم، وتحديد المسؤوليات، وقد شمل نظام هيئة البيعة 25 مادة تتضمن تحديدا لتشكيل وآلية عمل الهيئة وطرق اختيار ولي العهد، وتكوين مجلس مؤقت للحكم في حالة عجز الملك وولي العهد أو الوفاة، ويعد نظام هيئة البيعة ارتقاء بأسلوب الحكم وتنظيما دقيقا له، يحفظ للدولة شبابها وقوتها وهيبتها.
وفي إطار تنظيم شؤون الدولة أيضا أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الكريم بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتاريخ 1/2/1428ه، لكي تعنى بتحقيق حماية النزاهة، ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره، وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد، من خلال التيسير في تطبيق الأنظمة وتقليص الإجراءات، ومساءلة المقصرين، وفي تاريخ 20/3/1432ه عين حفظه الله محمد بن عبد الله الشريف، أمينا عاما لها، وربط الهيئة بخادم الحرمين الشريفين شخصيا، للقضاء على الفساد.
ويندرج تحت هذا التنظيم أيضا إطلاق (مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء) الذي خصصت له ميزانية قدرها سبعة مليارات ريال، وشمل المشروع تطوير أجهزة القضاء وهي المجلس الأعلى للقضاء، والمحكمة العليا، ومحاكم الاستئناف، ومحاكم الدرجة الأولى، وكذلك إصدار أمر يقضي بحصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء.
نهضة تعليمية هائلة
قطاع التعليم شهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله نهضة تطويرية تمثلت في موافقة مجلس الوزراء على تنفيذ (مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام) الذي سيتم تنفيذه على مدى ست سنوات، وبتكلفة قدرها تسعة مليارات ريال، ويتضمن المشروع تطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وتحسين البيئة التربوية، وبرنامجا للأنشطة اللاصفية. ويهدف المشروع إلى بناء جيل متكامل الشخصية، إسلامي الهوية، سعودي الانتماء، يحافظ على المكتسبات، وتتوافر فيه الجوانب الأخلاقية والمهنية، ويحترم العلم ويعشق التقنية. وتعزيزا لهذا المشروع التعليمي، جاء التوجيه الملكي السامي بإنشاء عدد من الجامعات في عدد من مناطق المملكة المختلفة، خاصة تلك المناطق التي لا تتوافر فيها جامعات، كمناطق حائل، الجوف، جازان، نجران، الطائف، القصيم، شقراء، الخرج.. وغيرها.
كما وجه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء جامعة خاصة بالبنات، في العاصمة الرياض، وأمر ببناء مقر لها، هو الأكبر في العالم، وأطلق عليها اسما عزيزا عليه وعلينا فسماها (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن)، تكريما للمرأة، وإعلاء لشأنها، واهتماما بتعليمها، فصارت من أهم الجامعات على مستوى العالم، خاصة أنها مخصصة للبنات فقط، مما أعطاها ميزة وتميزا. وقد افتتح حفظه الله مبنى هذه الجامعة المتميز خلال هذا العام 1432ه معلنا تأييده لتعليم البنات ومساندته لهن.
كذلك افتتح خادم الحرمين الشريفين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر شمال جدة، التي تعد أهم جامعة في الشرق الأوسط، لأنها ستخصص في مجال الدراسات العليا والأبحاث العلمية في المجالات التقنية الحديثة، وهي: الطاقة والموارد الطبيعية والبيئية، والتكنولوجيا الحيوية، وعلوم وأبحاث الموارد الدقيقة، والرياضيات التطبيقية وعلوم الكمبيوتر. وقد رافق هذا التطوير في التعليم توسع غير مسبوق في برنامج الابتعاث الخارجي، ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي تضمن زيادة رواتب المبتعثين بنسبة 50 في المائة، كما شمل بمظلته جميع من يدرسون في الخارج من أبناء المملكة.
إن هذه النهضة العلمية والتعليمية، والنظرة المستقبلية الثاقبة إلى أهمية قطاع التعليم، لتدل بوضوح وجلاء على بعد نظره حفظه الله في بناء الإنسان السعودي، وتسليحه بالعلم والثقافة ليكون عماد المستقبل.
نحو أفق اقتصادي مبهر
في المجال الاقتصادي وضع الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الأساس لأكبر مدينة اقتصادية في الشرق الأوسط وهي (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية) في رابغ، وتبلغ مساحة المدينة أكثر من 55 كيلومترا مربعا، ويلغ طولها على الساحل 35 كيلومترا. وتعتبر هذه المدينة أضخم استثمار عقاري متكامل من نوعه، وقد بلغت تكلفته أكثر من 100 مليار ريال، وتضم هذه المدينة ستة مرافق حيوية، الميناء البحري، المنطقة الصناعية، المرافق الشاطئية، الجزيرة المالية، الأحياء السكنية، والمدينة التعليمية.
وفي الرياض الحبيبة، أعلن خادم الحرمين الشريفين عن إنشاء مركز مالي متطور يضم جميع المؤسسات المالية العاملة في القطاع المالي، وأطلق عليه اسم (مركز الملك عبدالله المالي)، وكذلك وضع خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته منطقة الحدود الشمالية بتاريخ 22/4/1428ه حجر الأساس لمشروع خطة سكة حديد (الشمال الجنوب) الذي يبدأ في مركز جمرك الحديثة ويمر بخمس مناطق هي: الجوف، حائل، القصيم، الرياض، المنطقة الشرقية ويتفرع في حائل إلى فرعين، أحدهما يتجه جنوبا إلى القصيم والرياض، والآخر شرقا إلى رأس الزور (الذي أمر خادم الحرمين بتغيير اسمها إلى رأس الخير) على الخليج العربي، وتبلغ تكلفة هذا المشروع 20 مليار ريال، ويبلغ طول السكة الحديد حوالي 2400 كلم.
إن هذه المشروعات وغيرها دفعت بالاقتصاد السعودي الداخلي إلى الأمام، فوفرت فرص العمل لآلاف العاطلين عن العمل، وفعلت حراكا اقتصاديا واجتماعيا عظيما، وأدخلت المملكة ضمن العشرين دولة الكبرى اقتصاديا في العالم.
الحرس الوطني فكر عسكري عصري
شهد قطاع الحرس الوطني تطورا كبيرا بفضل من الله ثم بجهود الملك عبد الله إبان توليه له عام 1382ه والتي كانت نقطة تحول في تاريخ الحرس الوطني والذي سار بقفزات مميزة في رئاسته له حفظه الله ساهمت في تطور وصياغة أفراده فكريا وعلميا وثقافيا، وفق أرقى النظريات العسكرية، من ناحية التدريبات والتنظيمات والتسلح، وامتدت جهود خادم الحرمين الشريفين في توفير الراحة لمنسوبي الحرس من خلال مشاريع الإسكان في مختلف مناطق المملكة بمئات الملايين، وتقديم الرعاية الصحية لهم من خلال مستشفيات الحرس الوطني المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.
كل تلك الجهود الكريمة حولت صبغة الحرس العسكرية البحتة إلى مؤسسة عسكرية إنسانية حضارية كبرى من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي بات يقارع كبرى المهرجانات العالمية بتنوع فعالياته التي تؤكد على عمق وحضارة المملكة والجزيرة العربية قبل بزوغ فجر الإسلام وبعده، وللحرس الوطني مهام واضحة ومؤثرة من خلال مشاركته لمختلف القطاعات فيما يخص المحافظة على الأمن الوطني وحماية المنشآت الحيوية والحساسة وكذلك المساهمة في تنفيذ الخطة الأمنية لمواسم الحج بمشاركة أبناء هذا الوطن بمختلف قطاعاتهم التي يتشرف كل مواطن وعسكري في خدمة ضيوف حجاج بيت الله الحرام من خلال التوجيه والإرشاد وتسهيل وتذليل العقبات التي تواجه الحجاج.
وفي نهاية العام الماضي 1431ه صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيسا للحرس الوطني والذي تدرج في السلك العسكري وعاصر مراحل تطور الحرس الوطني ويعد خير شاهد على ذلك.
أعمال إنسانية جليلة
في المجال الإنساني، لخادم الحرمين الشريفين أعمال جليلة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو لا يعلمه سوى علام الغيوب ومنها ما هو من حسابه الخاص والآخر باسم شعب المملكة داخل الوطن وخارجه من خلال عدم توانيه حفظه الله في تقديم المساعدات المالية والعلاجية لإخوانه المواطنين في الوطن الغالي، وإنشاء المستشفيات والمؤسسات الخيرية والمساجد وكل ما فيه توفير الراحة للمواطن الذي هو «شغله الشاغل» راجيا وباغيا الأجر والثواب من الله تعالى، ومنها على سبيل المثال إنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية، وكذلك إنشاء «مستشفى الملك عبد الله للأطفال» ليكون مركزا عالميا لأمراض الأطفال وخاصة الأطفال السياميين، وتبرعه السخي لإنشاء جامع كبير في محافظة عنيزة، وتبرعه من حسابه الخاص لإنقاذ جريدة الندوة الصادرة عن مؤسسة مكة للطباعة والإعلام بمبلغ عشرة ملايين ريال. وما هو خارج الوطن من خلال تبرعاته السخية والمتواصلة حفظه الله ومساعدته للدول الشقيقة في محنهم ومصائبهم ومنها: مساهمته لدعم صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم بنصف مليار دولار والذي يعنى بتحسين مستوى دخل الفرد في العالم العربي ومحاربة الفقر، وتمويل مشروع في المغرب لبناء خط قطار سريع سيربط بين طنجة والدار البيضاء بمبلغ 200 مليون دولار، وتوجيه الكريم أيده الله ببناء مدينة طبية في مملكة البحرين لتكون تابعة لجامعة الخليج العربي كهدية باسم شعب المملكة لإخواننا الأشقاء بقيمة مليار ريال سعودي، ودعم اقتصاد مصر بما يقارب أربعة مليارات دولار على شكل قروض ميسرة وودائع ومنح، وكذلك توجيه الكريم بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام «هبة» لدولة اليمن كدعم للاقتصاد الوطني اليمني، وتبرع المملكة بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة تضامنا مع الإخوان في دولة فلسطين، ومبادرته الكريمة باسم حكومة المملكة من خلال التبرع ب100 مليون دولار لمواجهة آثار كارثة السيول التي حدثت في محافظتي حضرموت والمهرة في دولة اليمن وإرسال كميات من المؤن الغذائية والطبية لصالح المتضررين، وتوجيهه الكريم بتنظيم عدد من حملات التبرعات الشعبية في المملكة لإغاثة وعون شعوب بعض الدول الشقيقة ومنها: حملة الوقوف مع الشعب اللبناني وتقديمه لمبلغ 50 مليون دولار جراء العدوان الإسرائيلي، وحملة الوقوف مع الشعب الفلسطيني وتبرعه بمبلغ 30 مليون ريال جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة، وحملة الوقوف مع الشعب الباكستاني وتبرعه بمبلغ 20 مليون ريال جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد.
أسس حلا للقضية الفلسطينية
الحديث عن إنجازات خادم الحرمين الشريفين داخليا لا يكتمل إلا باستعراض أياديه البيضاء خارجيا، وأعماله التي يقف الجميع إجلالا وتقديرا لها، وأول هذه الأعمال طرحه مبادرة السلام العربية عام 2002م، والتي تعتمد على حل الصراع العربي الإسرائيلي على أساس الشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة، وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام الشامل، واعتراف عربي وإسلامي كامل بإسرائيل إذا ما انسحبت من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م بما فيها القدس الشرقية، وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أوطانهم التي هجروا منها، وقد اعتمدت هذه المبادرة كأساس للحل الدائم لقضية الشرق الأوسط برمته. وثانيها رعايته للمصالحة الفلسطينية بين قادة حركتي فتح وحماس في رحاب البيت الحرام في مكة المكرمة، وتوقيعهم على اتفاق سلام ومصالحة. وكذلك رعايته مؤتمر حوار الأديان في مرحلته الثالثة في نيويورك عام 2008م، وفيه اقتراح خادم الحرمين الشريفين إنشاء مؤسسة عالمية للسلام والحوار الإنساني تنبثق عن الأمم المتحدة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين انضمت المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، وأصبحت إحدى الدول العشرين الاقتصادية الكبرى في العالم، وقد أعلن حفظه الله خلال مؤتمر قمة الدول العشرين المنعقد في واشنطن في عام 2008م عن رصد المملكة مبلغ 400 مليار ريال لمجابهة الأزمات المالية العالمية، ولدفع مسيرة النهضة والتنمية في المملكة، لضمان عدم توقف مشاريع التنمية بها، ولحماية المصارف المحلية.
أما في الجانب الإغاثي فقد كان لخادم الحرمين الشريفين اليد البيضاء الطولى في دعم الشعوب الإسلامية من خلال المحن التي مرت بها، وأهمها مأساة الشعب الباكستاني خلال الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان، وكذلك الشعب الإندونيسي خلال مأساة تسونامي، وغيرها من الأحداث، فقد أعلن الملك عبد الله عن وقوف المملكة إلى جانب أشقائها في محنهم، وأن إمكانيات المملكة كلها ستكون جاهزة للتخفيف عن معاناة هؤلاء الأشقاء.
إن هذه الإنجازات والأيادي البيضاء لهي غيض من فيض، وقليل من كثير، فكل يوم من أيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحمل خبرا سارا، وبشرى طيبة، يزفها إلى أبناء وطنه الأوفياء، فلو جلست أياما وشهورا أعد أياديه ما أحصيتها، ويكفيني من ذكريات العطاء والأيادي البيضاء ما أدلل به على ما أقول.
ختاما أسأل الله العلي القدير، السميع المجيب، أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز، وأن يكلأهم بعين رعايته، ويديم عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، ويلبسهم من الصحة والعافية ثوبا لا يبلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.