• أنا أم وجدة متزوجة منذ 30 عاما، ومنذ ست سنوات تزوج زوجي دون أي سبب، بالرغم من الجو الأسري المحب المتفاهم حتى الآن، وبالرغم من كل الظروف، ولكنه قدر الله وحكمته والحمد لله. وقد كثرت هذه الحالات بسبب عرض الآباء لبناتهم المطلقات أو الأرامل على بعض الأصحاب، وسؤالي ليس أمرا متعلقا بي، فقد لاحظت أن هناك من الرجال من يقدم على الزواج من امرأة ثانية دون تفكير عميق أحيانا، فمهما كانت عيوب زوجته الأولى، فعليه أن يتذكر أنه ليس كاملا ولن يكون كاملا، كما أن المرأة التي تقبل بالزواج من رجل متزوج رغبة منها في ماله أو منصبه، فهي تنسى أمر زوجته الأولى وأنها أخت لها في الإسلام، وقد تكون سببا في هدم بيت الأولى وتشتيت أسرة كاملة، مع احترامي وتقديري للتشريع الإلهي، ويبدو لي أننا أسأنا فهم هذا التشريع واستغللناه بأكل بعضنا البعض. أم فهد الطائف هناك احتياجات لكل من الرجل والمرأة، تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمرون بها، وحين تقرر امرأة أن زوجها لا ينقصه شيء، وأنها تقدم له كل ما يحتاج إليه يتطلب الأمر أن يسأل هو عن ذلك، لأن احتياجاته يحددها هو وليس غيره، تماما مثلما لا نستطيع أن نحدد ما إذا كان شخص جائعا أو عطشانا من خلال الآخرين، ولا بد حينها من أن نسأل الشخص ذاته كي يقرر ما إذا كان جائعا يحتاج الطعام، أو عطشانا يحتاج الماء، وإن حدد جوعه وعطشه فلا يمكن لمخلوق أن يحدد ما الذي يسد جوعه أو عطشه، لذا حين يقرر رجل عاقل حاجته للزواج يتطلب الأمر الوقوف عند هذه الحاجة، وهل هو فعلا كذلك أم لا، وبعض الحاجات في الزواج الثاني للرجل عضوية وبعضها نفسي، مع يقيني أن هناك بعض الرجال يتزوجون وحاجاتهم مشبعة إلى حد كبير، إلا أنه يرغب في الزواج الثاني من باب التجديد كما يقول هؤلاء، وفي مثل هذه الحالات نرى صورا للأذى تلحق بالزوجة الأولى وأبنائها، لذا لا يمكن وضع قاعدة واحدة لكل الحالات، كما أننا لا نستطيع التعامل مع كل الحالات بالطريقة ذاتها، أما احترامك للتشريع الإلهي فلا أراه واضحا على أرض الواقع وأنت تنكرينه بهذه الطريقة إنكارا تاما، فالمشكلة ليست في الزواج الثاني بحد ذاته في كثير من الأحيان، وإنما المشكلة فيما يترتب على هذا الزواج من تحيز لجهة الزوجة الجديدة، وإهمال الزوجة الأولى، وعدم العدل بينهما، وإهمال الأبناء وضياع حقوقهم.