جميع الأمانات ببلدياتها تسعى إلى أن تكون الأفضل من خلال عكس الصورة الفعلية أمام المواطن والمقيم قبل تحسين الصورة أمام المسؤول، والحفاظ على صحة البيئة من الأهداف السامية التي وضعت على عاتق الأمانات، حيث تتربع النظافة على رأس هرم صحة البيئة. ولكننا نعود إلى عروس البحر الأحمر التي فقدت جمال عرسها وأصبحت عجوزا لا أحد يهتم بها بإخلاص، بل تحصيل حاصل فهي التي تتناولها الصحافة والإعلام بشكل منهمر مستمر، ولماذا جدة دائما موضع «النقاش الحامي»! ونتحدث كما تحدث الكثير عن أمانة جدة، فلماذا الحديث عن أمانة جدة دون غيرها من الأمانات؟ والتي تحتمي بحائط الصد الإعلامي من خلال الرد على مثل هذه المقالات والذي يحاول قسم العلاقات العامة بدوره وضع مبررات دفاعية عن أمانته لم ولن تفي بهدف المجتمع وتحافظ على استمرارية وضعية الأمانة، متجاهلا أن الأمانة تقدم خدماتها المفروضة عليها للمجتمع كامل بجميع شرائحه ومعنى تقديم خدمة هو معنى إلزامي، فقد وضعت الأمانة رقم 940 للاتصال بعملياتها ولكن من المحزن أنه يتم إغلاق الطلب دون الرجوع إلى المبلغ (من واقع تجارب وخوض صراعات بين الشركات المتعاقد معها). أمانة جدة تتعاقد مع شركات منفذة للنظافة بمبالغ مالية ولكن يختلف تخصص كل شركة متعاقد معها عن أخرى، فمثلا تقوم شركة (س) بجمع حاويات النفايات المعتادة من خلال سيارة النفايات المتهالكة والتي تنشر رائحتها الكريهة في الأحياء السكنية والتي يسقط منها سوائل النفايات أثناء جمعها للنفايات وتفريغ الحاويات دون أن تهتم بما يحاذي الحاوية أو حتى ما يسقط من الحاوية أثناء تفريغها وتجد مكان كل حاوية (أرضية الحاوية) متسخا وله رائحة مما له خطورة على البيئة، بينما تقوم الشركة (ص) بتنظيف الشوارع العامة من خلال سيارة تنظيف (شاحنة بمكنسة) مرة واحدة كل ستة أشهر، وتقوم الشركة (ع) بتنظيف الشوارع الفرعية (وهي المهمة في نظري)، حيث ترسل عمالها كل صباح ليتجولون للبحث عن أرزاقهم فعندما يرى العامل شخصا ذاهبا لعمله يقترب منه ليرد عليه السلام، معبرا له بابتسامة عريضة يتخللها طلب المساعدة المالية ويقوم بتكرار السلام في حالة عدم سماع المتلقي، كما يتجول العامل بين الشوارع الفرعية مترصدا لأي شخص قد يطلب منه العمل داخل مبناه الخاص مقابل مبلغ مادي معين خلال تأديته لعمله ويتجاهل عامل الشركة المتعاقد معها عمله الجوهري بجمع النفايات الملقاة على الأرض في غياب الرقيب! كما يلجأ العامل للتظاهر بالعمل عند إشارات المرور حتى يستطيع جمع المساعدات المالية، والنتيجة في شوارعنا الفرعية واضحة فالأوساخ متراكمة وحواف الأرصفة تشهد على ذلك، بينما تقوم الشركة (غ) بتنظيف مناهل المياه وأخرى تقوم بتنظيف مجاري السيول دون التعني إلى ما قد يجاورها والنتيجة من التعاقد نجد مناهل المياه مسدودة عند هطول الأمطار ونجد جميع النفايات العالقة في مجاري السيول تأخذها مياه الأمطار عند هطولها وتقوم مياه الأمطار بتنفيذ مهمات العقد نيابة عن الشركة، كما تقوم إحدى الشركات المتعاقد معها بحرق النفايات بالقرب من الحي السكني فجأة في أوقات متأخرة من الليل ليستيقظ سكان الحي على الدخان الخانق للأسرة جميعها، وعند طلبنا للدفاع المدني على الرقم 998 يتساءل عن المتسبب الذي مل من تصرفاته هذه، ويطلب (الدفاع المدني) من السكان الرفع بالشكوى إلى إمارة المنطقة لردع المتسبب، فكيف تعمل «الأمانة» على تأدية الأمانة؟ أين الرقيب؟ وأين الأمانة يا «أمانة»؟. وليد عيسى الرياني