• كم نحن مشتاقون لإنجاز وطني نروي به عطش السنين الذي أصابنا بالوهن، برغم عافيتنا ومكانتنا القارية التي لا غبار عليها ولا مساس، إلا أن هذا الضمأ أصبح يقتص من المساحات الخضراء في الرياضة لدينا ونحن لا نشعر. • كم نحن مشتاقون لإنجاز وطني من المنتخب، من الهلال، من الشباب.. لا فرق. المهم، يعكس حقيقة ما نختزله من إمكانيات بشرية وتقنية لدورينا. • نحن نبحث عن إنجاز نحيي به أحلامنا، بعد أن أوشكت على الممات، ونغذي به طموحاتنا التي شارفت على سن اليأس؛ لعلنا نحفظها من الشيخوخة المبكرة. • كم نحن في أمس الحاجة لأن نعود لنتربع على قمة آسيا وبطولاتها بعد أن أرهقنا حنين الشوق إليها. فلم يعد بوسعنا أن نحتمل هذا الفراق، ولم نعد قادرين على المضي قدما في رحلة تصحيح العثرات. فقد أتعبنا لهف الانتظار، وسئمنا السقوط في نصف المشوار. فإننا لا نطالب إلا بإنجاز، نقول من خلاله: نحن قادمون بعد غياب. لأننا حتى لو غبنا فلا بد أن نعود. • لن يتحقق ذلك إلا من خلال خلق فكر جديد يقودنا إلى ما نسعى إليه، بمد سبل التعاون بين فئات مجتمعنا الرياضي، والوقوف صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد خلف قيادتنا الرياضية. • كم فرحنا لالتفاف الأندية الرياضية حول أنفسها في المشاركات الخارجية ومساندة بعضهم البعض. وكم زادت سعادتنا بوقوف مسؤولي الأندية وتعاضدهم الحميم تجاه من يمثل الوطن. فقد شاهدنا في وقت سابق الدكتور الخلوق خالد المرزوقي يصفق للهلال ويفرح للشباب، وكم ساهمت إدارة علوان بتواجد أعضائها في المنازلات الوطنية. وكيف لمسنا الدعم والوفاء من المهندس عبد الله الهزاع وغيرهم كثيرون من كبار الغيورين على سمعة رياضة وطن. • لكن.. للأسف، ما يؤلمني في هذا السياق التشدق الذميم الذي يمارسه بعض صغار الإعلاميين لإثارة التعصب في مجتمعنا الرياضي (المثقل بهمومه) والمناداة به جهرا دون أدنى استحياء من أنفسهم قبل الآخرين. بعد فقدان احمرار الخجل أمام الملا. ليهتفوا بعبارات لا هدف لها ولا قيمة، وإنما لقصور ثقافي يسكن عقولهم نتيجة صراع داخلي بين الرغبة في الهروب وإثبات الذات.. فلماذا نمنح هؤلاء الفرصة؟ • أسوق ذلك وأنا أقرأ تصريحا (ضد الوطنية) لأحد زملاء المهنة، ويعلن احتفاليته في حالة خروج الهلال من دوري أبطال آسيا، كاشفا عما في داخله من ترسبات قتلت فيه روح الانتماء. فاليوم ضد الهلال، وغدا ضد المنتخب الوطني. ولا نعلم بعد ذلك لمن يهتف. • هل وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟ وإلى متى نظل مكابرين بضعف وعينا، ونترك توجهاتنا يديرها من لا «....»، إنها أزمة لا نستطيع تجاوزها إلا بالتخلص من مثل هذه الأفكار التعصبية، وإبعادها عن الشارع الرياضي. • فكما دعونا في الماضي الجميل للاتحاد، وسندعو في المستقبل القريب للنصر والأهلي. فلا مانع أن ندعو اليوم للهلال والشباب، ونرفع أيدينا ونقول «يا رب.. يفوز الهلال .. وينتصر الشباب» فإن الله قريب مجيب الدعاء.