اختتمت أعمال ملتقى شباب الفكر الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي بورشة تدريبية عقدت على مدار يومين في بيروت برعاية الجمعية العربية لرعاية الموارد البشرية التي كانت المؤسسة قد وقعت معها مذكرة تفاهم، وقد لاقى برنامجها صدى إيجابيا بين السفراء الشباب القادمين من مختلف الدول العربية يجمعهم شعار «نحن مستعدون» ويملأهم الحماس للمزيد من التواصل فيما بينهم وبين فريق عمل المؤسسة، وذلك بهدف توظيف مهاراتهم في خدمة المجتمع وتوسيع شبكة التواصل ما بين المؤسسة والمجتمعات الشبابية العربية. السفراء الشباب حضروا على مدى يومين العديد من الورش التفاعلية المكثفة، كما خضعوا عشية اليوم الأول لاختبارات معلومات، وافتتحوا ورشة العمل بلقاء غير رسمي جرى خلاله على مدى ثلاث ساعات تبادل الأفكار ومناقشة دور المؤسسة ودورهم المنتظر، بالإضافة إلى المسؤوليات التي سيحملونها والأولويات التي يرتؤونها في محاولة منهم لوضع تصور مبدئي لهيكلية العمل والتمثيل في سائر الدول العربية التي ينتمون إليها. وفي اليوم التالي تباحث السفراء الشباب مع المدربين حول الفوائد التي تعود على السفير من خلال تمثيله المؤسسة ومن خلال ظهوره الإعلامي كعنصر فاعل في المجتمع، وبالتالي المسؤوليات المترتبة على ذلك والواجبات تجاه مجتمعه والمؤسسة. وشهد اليوم الثاني حضور عدد من الصحف التي حرصت على إجراء مقابلات مع السفراء الشباب، ومنها «نهار الشباب» و«شباب اليوم»، واختتم اللقاء بجلسة تناقش سبل إسهامهم في مؤتمر فكر 9، بحيث تم توزيع المهام وتحديد المسؤوليات. الجدير بالذكر، أنه تولى تأهيل الشباب عدد من الاختصاصيين المتمرسين في مجال التدريب على الظهور الإعلامي، قاموا بتزويدهم بمعلومات عن معايير الإطلالة الإعلامية الناجحة والقدرة على تحفيز الرأي العام واستقطابه، من خلال تمارين عملية دقيقة، بالإضافة إلى كيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية عبر شبكة الإنترنت وتفعيل المنتديات والمدونات. «عكاظ» التقت بعض سفراء الملتقى من مختلف الدول العربية، وذلك بهدف التعريف بالمؤسسة وأهدافها والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب لتكوين نموذج من الشباب العربي المثقف الذي يعنى بقضايا الأمة ولديه الرغبة في المشاركة بالتغيير. السفير بندر المطلق ممثل المملكة العربية السعودية قال: «إن الثقة الكبيرة التي منحتها من المؤسسة اعتز فيها، لأن الاختيار كان من بين مجموعة من الشباب. ونحن هنا اليوم في بيروت نخضع لدورة تدريبية قبل الشروع في العمل وقد اكتسبنا من خلالها الكثير من المعرفة سواء التواصل مع الإعلام والرأي العام أو الشخصيات ذات العلاقة سواء في المؤسسة أو خارجها حتى نستطيع أن نمثل المؤسسة بشكل أفضل وننجح في المهمة التي سنؤديها خلال هذه السنة». وردا على سؤال عن البرنامج الذي يحمله قال المطلق «إن أهم هذه المهام أن نكون حلقة وصل بين المؤسسة وبين فئات الشباب في مجتمعنا، بحيث نوصل رؤية المؤسسة ورسالتها بشكل سليم ونكون فاعلين بفكرنا ونشاطاتنا لإثراء الحراك الفكري في المجتمع المدني في كل بلد». وأضاف المطلق أن «كل سفير له الحرية المطلقة في تحديد الأهداف التي تحتاجها المؤسسة لإيصال رؤيتها وبرنامجها ومشاريعها، لتنميتها من خلال العمل المتعارف عليه في عمل المجتمع المدني، لأن غالبية السفراء المعينين لهم نشاطهم السابق في هذا الشأن في بلدهم، بحيث يستطيعون نشر هذه الرسالة في أكبر حجم ممكن من الشباب حتى نؤسس لأعمال ثقافية رائدة تخدم الشباب». السفير علي شرفي ممثل مملكة البحرين، رأى أن «اعتماد سفراء شباب الفكر العربي من مختلف الدول العربية يعد دعما لمؤسسة الفكر العربي والترويج لأهدافها وثقافتها. ومؤسسة الفكر العربي خلال العقد الماضي استطاعت أن تثبت وجودها في الساحة العربية، وقد بنت لنفسها سمعة حسنة في كل بلد عربي من خلال نشاطاتها الفكرية والتربوية والحضارية لخدمة الفكر العربي». السفير عبدالمحسن العجمي ممثل دولة الكويت، اعتبر أن «اختيار ممثل شباب الفكر العربي يتم من خلال مشاركة الشخص في أحد أنشطة المؤسسة، وكان هذا النشاط المشاركة في مقهى الشباب، وقد درس المشرفون في المؤسسة على النشاطات السابقة التي قمت فيها في الكويت من خلال قطاعات الشباب، وتم اختياري كممثل للكويت في ملتقى الشباب». وتابع العجمي قائلا: «إن الغرض الأساسي من اختيار السفراء هو التعريف بالمؤسسة في دولة كل ممثل. وهذه المرحلة الأولى التي سنقوم بها خلال الشهور القليلة المقبلة، وبعد هذه المرحلة سنبدأ بتنظيم أنشطة تحت اسم مؤسسة الفكر العربي، تخدم أهدافها ودعم جهود التنمية في الوطن العربي». وختم العجمي: «إن عملنا سيكون خلال الفترة التي منحت لنا إضافة إلى نشاطنا التي ذكرته سابقا هو تأهيل عدد من الشباب لاستكمال المهمة التي نقوم فيها بعد أن تنتهي ولايتنا لأن العمل هو عمل مؤسسي أولا وأخيرا». السفير إبراهيم مثنى ممثل اليمن قال: «إن اختياري في هذا المنصب نابع من خبرة كبيرة في هذا العمل تكونت من الممارسة في اليمن، وكوني سفير الفكر اليوم يجعلني أكثر اندفاعا وحيوية لمواصلة المسيرة ولكن تحت لواء مؤسسة الفكر العربي هذه المرة»، وعن البرنامج قال المثنى: «إن المهمة الأساسية هي التعريف بالمؤسسة وبرنامجها من خلال لقاءاتنا مع الشباب اليمني ومنظمات المجتمع المدني التي تعيش كثيرا هذا الحراك من خلال النوادي الفكرية والثقافية في الجامعات اليمنية، وسنحاول أن نقوم بكل المشروعات التي تنمي برنامج مؤسسة الفكر العربي وتؤسس لها على أرضية صلبة». سيدي عثمان سفير دولة موريتانيا قال: «إن مهمتي الأولى في موريتانيا هي الحصول على ترخيص لمزاولة العمل بشكل رسمي كي أقوم بالتواصل مع المؤسسات الثقافية الشبابية والجامعات الموريتانية، وذلك من خلال وضع قاعدة بيانات للعمل على أساسها ضمن برنامجنا الممنوح لنا من قبل المؤسسة».