غلبت الأحزان في المنطقة الغربية فجاء عيدها كئيبا يشكو بأي حال عدت يا عيد!! كأنها تخلو من القادرين على استنبات الفرح ومن المعيدين فرحا بالعيد! لا ألوم أن تحزن ونحن معها في الحزن والألم .. لكن العيد.. عيد لا علاقة له بما حدث ويحدث! وكان يمكن لأماناتها وبلدياتها العاملة وكان يمكن للقادرين فيها أن يبادروا إلى كفكفة الدموع والمسح على الأحزان بعيد تعويضي يعوض المدينة ما مر بها من آلام، لكن فيما يبدو لا أحد يهمه أن يمسح الأحزان أو حتى يلطفها بأجواء ملطفة وإن لم تكن سعيدة!! والملاحظ أن الناس في الشوارع يبتسمون ويبحثون عن المتعة بالوقت في العيد .. الناس تبتسم لكن المدينة نفسها صامتة في حالة خصام مع الفرح!! وعندما تنشر مدينة كالرياض عناوين أفراحها بالعيد كي يستدل عليها الناس لا تجد مثل هذه العناوين في المنطقة الغربية مع أنها أقدر على صناعة الفرح، فهي تصنعه بغير مناسبة فكيف تغيب في المناسبات؟! وإذا كان الناس جميعهم يختلفون في انتماءاتهم فهم يتفقون في احتياجاتهم! وإنسان الرياض في احتياجاته لايختلف عن إنسان جدة، أو مكة أو القصيم هم أبناء مدن بأسماء مختلفة لكن احتياجاتهم واحدة! يحتاجون الشعور بالرابطة المتينة بينهم وبين المدينة التي يعيشون فيها، يحتاجون الوصل بها وتواصلها هي بهم! يحتاجون الإحساس بفرحها، بدفئها، بأحضانها، بوعيها بهم واحتياجاتهم! يحتاجون أن يفرحوا معا كما كان حزنهم معا! إنها اللغة المتبادلة بين المدن وناسها، بين المكان والإنسان! بين الجداريات والمشاعر! والطرقات والقلوب! ما يربط بين المدينة وساكنها ليس البيت الذي يأوي إليه الساكن فيه بل العلاقات الروحية التي تجعلنا نستشعر عواطفنا، وكأن المكان الإنسان والإنسان هو المكان! له عواطف وأحاسيس وتعبير! وقد اختفت في المنطقة الغربية قدرتها على التعبير في حين أنها أول المناطق السعودية استخداما للغة التعبير، فيها خرجت الصحافة المكتوبة كلغة مع الناس ومنها الشعراء المميزون وفيها بداية الإذاعة والتلفزيون والحياة معها كلمة! إنها فاتحة التواصل الإنساني المعبر ولا يصح أن تتوارى مهاراتها وقدراتها وراء الصمت والعدمية والسكوت مهما كانت الأسباب فمن بدأ وصار «شعلة» لا نرضى له الانطفاء والرماد! وفي الحقيقة المنطقة الغربية لها خصوصية، إنها عالم يعيش عوالم الآخرين نظرا لكونها ملتقى الزوار لبيت الله الحرام وملتقى ضيوف بيته الكرام، يأتون من كل حدب وصوب وهذه خصوصية لا تتوفر بنفس القدر للمدن السعودية الأخرى. فهل غلب هذا الطابع عليها وأنساها قدرتها على التعبير بلغة يفهمها الجميع؟! يبدو أنها ذابت في الآخرين ولم تترك لها آثرا فيهم! لا يمكن أن نقبل بهذه النتيجة أن تكون مدينة بلا أثر وتأثير في الآخرين .. إنها مشاعر زائرة عابرة مشكلتها أنها تحب المكان وأهله!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة