أقر المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أن الجهات المختصة في المملكة لم تتلق رسميا من الحكومة العراقية مايفيد اعتقالها لمواطن سعودي يدعى محمود محمد سلامة الشريفي، وسمه العراقيون بأنه قيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي في الموصل. وشكك اللواء منصور التركي في اتصال هاتفي مع «عكاظ» في وجود مواطن سعودي يحمل اسما مطابقا لذلك الذي أعلنته السلطات العراقية، مفسرا: «لايمكن التحقق من هوية الأشخاص الذين يقبض عليهم خارج المملكة إلا إذا توافرت للجهات المختصة في المملكة معلومات رسمية تساعدها في تدقيق هويات أولئك الأشخاص». وكان مسؤول عراقي رفيع المستوى قد أعلن الثلاثاء أن قوة أمنية خاصة في الموصل تمكنت من القبض على الإرهابي محمود محمد سلامة الشريفي، وهو قيادي في تنظيم القاعدة يحمل الجنسية السعودية، دخل للعراق عام 2004م عن طريق منطقة «البوكمال» الواقعة على الحدود العراقية السورية. إلى ذلك، أبدى خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب استغرابهم من إعلان السلطات العراقية بين الحين والآخر عن القبض على سعوديين تصفهم بالقياديين في تنظيم القاعدة، وكأن التنظيم يتوقف على السعوديين دون غيرهم من الجنسيات الأخرى، مؤكدين على ضرورة التنسيق مع السلطات المختصة في المملكة للتحقق من هويات من يشتبه بأنهم مواطنون سعوديون قبل الإعلان عنهم، لاسيما وأن لجمهورية العراق بعثة دبلوماسية تعمل في المملكة. وربط دبلوماسيون عرب في الرياض بين سلوك الحكومة العراقية الحالية في الزج باسم المملكة في كل ما يتعلق بمن تعتقلهم من عناصر القاعدة في العراق، والظروف السياسية التي يشهدها هذا البلد، والسجال بين الساسة فيه، وانحياز بعض الأطراف السياسية في العراق لأجندة كيانات إقليمية في المنطقة. ولفت الدبلوماسيون إلى ماسبق وأن أعلنته السلطات العراقية عن مقتل انتحاريين سعوديين واعتقال من وصفته بمفتي دولة العراق الإسلامية في اليوم الذي زار فيه الرئيس العراقي جلال طالباني المملكة في الحادي عشر من أبريل الماضي، ومغزى الإعلان من ناحية التوقيت والظروف. من جهته، عبر السفير العراقي في الرياض الدكتور غانم علوان الجميلي في اتصال هاتفي مع «عكاظ» عن تطلعه للارتقاء بمستوى التعاون الأمني، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب بين بلاده والمملكة، مبينا أن بغداد ستعمل على رفع مستوى هذا التعاون، وتحديدا في مجال مكافحة الإرهاب لأن بلاده في حاجة إلى تطويره. وعما إذا كانت الحكومة العراقية جادة في تعزيز علاقاتها الأمنية مع المملكة، قال: «كانت هناك مفاوضات بين الطرفين، ونأمل أن يستمر ذلك للوصول إلى نوع من التفاهم في هذه القضية». وكانت العراق وجهة يقصدها بضع عشرات من السعوديين ممن غرر بهم عبر حدود دول مجاورة للعراق تحت ذريعة الجهاد ومقاومة المحتل الأجنبي لبلاد المسلمين، بعضهم قتل وبعضهم اعتقل والبعض الآخر عاد إلى المملكة طواعية بعدما تكشفت لهم حقائق تنظيم القاعدة الإرهابي، لكن حركة تسلل السعوديين قلت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعدما أدركوا زيف التنظيم وأهدافه الإجرامية التي زجت بسعوديين وغير سعوديين في أنفاق مظلمة، واستخدامهم أدوات لتنفيذ عمليات انتحارية وهم لايدركون خطورة ماكانوا يقومون به، مثلما كشف عن ذلك شاب سعودي يدعى أحمد الشايع كان قد نفذ عملية تفجير صهريج في حي المنصور السكني البغدادي في 25 من ديسمبر 2004م، في روايته المأساوية لتلك الحادثة والظروف التي صاحبتها، وكانت تلك الحقيقة بمثابة الدرس الذي توقف أمامه كل من حاول التفكير في السفر للعراق حينها.