تكريم مهرجان الإعلام العربي في القاهرة في دورته الخامسة عشرة أخيرا المخرج السعودي عبد الله المحيسن لم يأت عشوائيا أو أنه تقدير مقتصر على المحيسن وتجربته السينمائية الكبيرة ... دلائل هذا الاستنتاج وملامح هذا التكريم جاءت محملة بنوايا القائمين على المهرجان لتقدير السينما السعودية أو على الأصح السينمائيين السعوديين عامة، ولفت النظر إلى 40 عاما هي عمر السينما السعودية أو اجتهادات السينمائيين، وعلى وجه الخصوص أستاذ هذه التجارب عبد الله المحيسن الذي كان عريس المهرجان القاهري. التكريم صادفه المحيسن كثيرا وفي أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، أما في الأمس القريب فكان تكريم المحيسن مختلفا اختلاف التساؤلات التي طرحت أمامه من الإعلام العربي التي كان محورها «متى يكون هناك صالات عرض وغيرها من متعلقات صناعة السينما». وهذا التساؤل أصبح في حكم الأسئلة المملة التي لا يستطيع أحد الإجابة عليها رغم دلائل كثيرة تلمح إلى حدوثها قريبا. شأني شأن غيري من الإعلاميين، أتأمل مشاهدة قاعات عرض تساهم في إثراء الحراك الثقافي في المجتمع، حيث تلتقي الأسر في حصص ثقافية فيها الاجتماعي والتاريخي والديني والعلمي وغيرها، الأمر الذي يبعد عنا فوبيا الفزع من الشباب، وما يقابلنا من الأسر الأخرى. وفي عود على بدء، لم يكن تكريم المحيسن في مهرجان القاهرة إلا احتراما لنا كمجتمع محترم أنجب عبقرية المحيسن وغيره من السينمائيين الذين فرضوا على العالم احترام تجاربهم بحصولهم على جوائز من أكبر المهرجانات العالمية للسينما. فاصلة ثلاثية يقول أوليفرقولد سميث: الوقح يمكن أن يتظاهر بالخجل بينما الخجول لا يمكنه التظاهر بالوقاحة. ويقول كولينز: من يتعثر بقشة يمكن أن يحطم عنقه دون أن يعلم. ويقول شارل كاييه: يمكن رسم زهرة ... لكن ماذا عن رائحتها.