المواجهات تُدخل المعتدين «الطوق الخانق»

القوات المسلحة تمنع وصول الإمدادات عن المعتدين

أدخلت القوات المسلحة السعودية أمس، فلول المعتدين على الشريط الحدودي مرحلة الطوق الخانق -بحسب مراقبين عسكريين-، إذ نفذت قوات الجيش عملية برية تكتيكية مباغتة تمكنت خلالها من تضييق الخناق على المتسللين دون أية خسائر بشرية أو آلية.
وأوضح ل «عكاظ» مصدر عسكري من أرض المواجهات أن قوات الجيش متعددة التسليح التفت على مواقع جبال الرميح والدخان وسيطرت على طول الحدود السعودية مع اليمن من الجهة الشرقية التي تشهد المواجهات المسلحة، فاصلة بذلك جبال الرميح والدخان والدود والمناطق المحيطة بها عن خط التماس مع قرى الحدود اليمنية.
وكشف المصدر أن هذه الخطة تهدف لعزل وسحق بقايا فلول المعتدين الذين نجوا من قصف الطيران والمدفعية وتحصنوا في بعض الكهوف في الجبال وقطعت طريق العودة عليهم إلى اليمن، بالإضافة إلى أنها ضمنت عدم وصول إمدادات غذائية أو قتالية لهم إلى جانب منع أي تسلل للمواقع الجبلية الثلاثة. وبحسب المصدر العسكري ذاته، فإن عملية الطوق الخانق تأتي لوضع من تبقى من المعتدين الفارين والمتحصنين داخل خنادق في جبال الدخان والرميح والدود تحت ضغط يحيط بهم من الجهات كافة ولتطهير المواقع السعودية تماما.
وأشار إلى أن الخطوة قللت من خيارات المعتدين على المستوى العسكري، خاصة أن هذا الطوق سيحرمهم كليا من أية إمدادات عسكرية أو تمويلية كانت تصلهم من أتباعهم في الأراضي اليمنية.
وأشار المصدر إلى أن الخنادق التي يختبئ فيها المعتدون تنتشر في الجبال ويجري استخدامها للهجوم بالإضافة إلى الاختباء، مشيرا إلى أنها عبارة عن حفر في الجبال تتفاوت أعماقها من خندق لآخر.
وفي السياق نفسه، يرى محللون عسكريون أن لهذه العملية أبعادا عسكرية استراتيجية متعددة الأهداف، إذ نجحت القوات السعودية في تطبيقها بنجاح ومنعت الإمدادات وعزلت بقايا فلول المعتدين الذين فرقتهم الضربات العسكرية والقصف الجوي ليكونوا داخل طوق محكم لحرمانهم من الإمدادات الغذائية والأسلحة والذخائر والدعم البشري أو حتى المعنوي، ما سيجبرهم على الخروج من التحصينات إما مستسلمين أو يلقوا حتفهم جوعا وعطشا أو بالانتحار.
كما تهدف العملية الالتفافية إلى منع وصول متسللين جدد من المعتدين لمرتفعات جبل الدخان والدود والرميح وحرمانهم من الاستفادة من مرتفعاتها وميزاتها القتالية بالنسبة لعصابات تعتمد على حرب العصابات والكر والفر والقنص وكشف المناطق المجاورة والاختباء في كهوفها وتحصيناتها.
ووفقا لمتخصصين عسكريين، فإن عملية الطوق الخانق تؤكد سيطرة القوات المسلحة السعودية التامة على المواقع الحدودية الواقعة على خط التماس مع اليمن التي يتسلل منها المعتدون دون المساس بسيادة الأراضي اليمنية.